نيو يورك – العربية نت ، أ ف ب

ذكرت صحيفة نيويوك تايمز الأمريكية أن المخابرات الليبية خططت لاغتيال كبار المسؤولين السعوديين وزعزعة استقرار المملكة مستندة في هذه المعلومات إلى أقوال اثنين من المشاركين في المؤامرة.

وقالت الصحيفة إن عبد الرحمن العمودي وهو أمريكي مسلم مسجون حاليا في أمريكا والكولونيل محمد إسماعيل ضابط مخابرات ليبي محتجز في السعودية أفادا بأقوال متشابهة حول القضية.

وأضافت الصحيفة أن العمودي أكد أن الرئيس الليبي معمر القذافي أقر خطة الاغتيال لكن نجل القذافي وصف هذه الأقوال في مقابلة في لندن بأنها لامعنى لها ونقلت الصحيفة عن أشخاص على اطلاع بالقضية أن الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا تحقق حاليا في مؤامرة لاغتيال مسؤولين سعوديين.

وإذا ما أظهرت التحقيقات وجود مؤامرة فعلا فإن ذلك سيقوض جهود القذافي لتحسين صورته وتعهداته العلنية بأن حكومته نبذت الإرهاب.

وصرح مسؤول بارز في إدارة بوش للصحيفة أن ظهور أدلة مقنعة بأن القذافي أمر أو وافق على مؤامرة اغتيال أو حملة إرهاب سيتسبب بتغير كامل بمقدار "180 درجة" في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن التحقيق في محاولة الاغتيال المزعومة هي من بين الأسباب التي دفعت وزارة الخارجية إلى الإبقاء على ليبيا على قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وخلال مقابلة أجراها في لندن وصف نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي تلك المزاعم بأنها "هراء".

العمودي اعترف للأمريكيين بالمؤامرة

وأفاد مسؤولون أمريكيون على اطلاع بالقضية أنه يبدو أن تصريحات المشتبه بهما على درجة من المصداقية دفعت بالولايات المتحدة إلى فتح تحقيق بشأنها، وقالت الصحيفة إن أحد المشتبه بهما ويدعى عبد الرحمن العمودي وهو أمريكي مسلم اعتقل في تشرين الأول/أكتوبر بسبب انتهاكه حظرا أمريكيا للسفر إلى ليبيا.

وصف العمودي كيف التقى مرتين بالقذافي في حزيران/يونيو، وآب/أغسطس 2003 لبحث تفاصيل محاولة الاغتيال، وذكر مسؤولون أمريكيون أن العمودي أبلغ المحققين الأمريكيين بأن القذافي قال في إحدى المرات أنه يريد اغتيال أحد كبار المسؤولين في السعودية.

مليوني دولار لتنفيذ المؤامرة

وفي السعودية يتم التحقيق مع العقيد محمد إسماعيل الذي وصف بأنه ضابط مخابرات ليبي القت الشرطة المصرية القبض عليه في تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن فر من السعودية بعد محاولته دفع مبالغ مالية لأربعة مسلحين سعوديين كانوا يحضرون لعملية اغتيال.

وقال إسماعيل للمحققيين السعوديين إنه كان أحد قادة العمليات في المؤامرة، وقال إن اثنين من رؤساء الاستخبارات الليبية كانوا يخضعون مباشرة لرئاسة الزعيم الليبي أصدروا إليه تعليمات بتنفيذ خطة الاغتيال، وفي إطار تنفيذ الخطة توجه العمودي وإسماعيل إلى لندن للقاء منشقين سعوديين ليتم من خلالهم تجنيد مسلحين في السعودية لتنفيذ مؤامرة اغتيال.

وقالت الصحيفة استنادا لاعترافات العمودي وإسماعيل إنهما قاما بتوزيع أكثر من مليوني دولار نقدا في العاصمة البريطانية، وطبقا لإفادات المشتبه بهما فكانت المؤامرة تقضي بمهاجمة موكب مسؤول سعودي بصواريخ مضادة للمدرعات أو قذائف مضادة للدبابات.

وكان من المقرر أن يتلقى كل من المشاركين في عملية الاغتيال مبلغ مليون دولار نقدا مقابل ذلك، وحسب الصحيفة فقد اعتقلت السلطات السعودية أربعة سعوديين مشتبه بهم كانوا يعدون لتنفيذ عملية اغتيال، وطلب عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) إجراء مقابلات معهم.