مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #44  
قديم 15/11/2009, 01:47 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ دوق فليد
دوق فليد دوق فليد غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
أخي أبو سواج

بالنسبة للنقطة الأولى فالرجل كان آخر ما كتب في وصيته الشهادتين ولا نقول إلا
اللهم ارحم جميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك صلى الله عليه وسلم بالرسالة

أما عن العلماء الذين كابدوا وعانوا ومع ذلك استمروا في منهجهم أمثال ابن تيمية فهؤلاء لم يكونوا يرجون إلا الثواب في الآخرة ولكن ذلك لا يعني هذا التجاهل القيادي والإعلامي الغريب للإنفاق على العلم والعلماء سواء بالمادة أو الشهرة والانتشار
فحتى بعض كبار العلماء من السلف كان أساس دخوله مجال العلم الشهرة ولكن تغيرت نيتهم بعد ذلك منهم الدارقطني رحمه الله الذي يُؤثر عنه وعن غيره "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله"
الاهتمام السياسي والأجواء الاجتماعية العامة هي من تصنع دولة متقدمة علمياً ولا تأتي الأمور صدفة أو خبط عشواء

أما عن كلمة شيخ دجال فقد أشبعناها نقاشاً في موضوع المشاغب فالأمراض النفسية لا يتم علاجها بالضرب والتلطيش للمريض بدعوى إخراج الجن فمثل هؤلاء قد يسميهم البعض شيخ بينما الحقيقة التي شاهدتها بعيني أنهم لا يجيدون قراءة القرآن ولديهم أخطاء في الإعراب فضلاً عن الأخطاء التجويدية

أما كون الأمريكيين في اختراعاتهم حصلوا في مقابلها مجد وشهرة ومادة فهذا هو الشيء الطبيعي في أي دين وملة ووطن وكون المرء فعل الأمر لغرض خدمة الإنسانية فهذا لا يعني أن نبخسه حقه ونجعله يعيش في فاقة يشحذ الناس ونقول له أنت قلت بأنك تبتغي خدمة الإنسانية..!!

ثم إن استخدامهم الاختراعات لأغراض معادية للإنسانية لا ينفي فوائدها للبشر
الديناميت عندما أخترعه ألفريد نوبل كان غرضه من ذلك خدمة الإنسانية ورأينا كيف كان للديناميت فوائد جمة في شق الطرقات عبر الجبال والأودية وعندما استخدمتها الجيوش للتدمير والقتل أراد أن يُكفر عن ما فعله فأنشأ جوائز نوبل للسلام والعلوم والمعرفة فهل فعل مسلمو العصر الحاضر مثله..!!

حسناً.. قادتنا وصحافتنا وعلمائنا لا يريدون أن يطلبوا الشهرة والمال من العلوم والتكنولوجيا فليطلبوا مقابل ذلك مرضاة الله والعمل بطلب العلم والتفكر في ملكوت السموات والأرض الذي أمرنا الله به
فهل هم فعلوا ذلك أو ذاك..!!


ثم علينا أن نُفرق بين أمريكا وسياسات حكوماتها فأمريكا ليست بوش وأوباما وماكدونالدز..

أمريكا منهج فكر وعمل وحضارة واحترام للعلم وتعددية ثقافية وحضارية سواء كنا نختلف معها أو نوافقها فهي تبعث على الاحترام ولا ينبغي أن ندعو عليهم أن يزلزل الله الأرض من تحت أقدامهم

أوافقك أن ندعو على جيوشها التي تغزو المسلمين "مع تحفظي على كلمة مسلمين" فهؤلاء المسلمين هم من أغرى أمريكا وشذاذ العالم على احتلالهم واهلاك ثرواتهم وليس طغيان أمريكا ولو أن تلك الدول احترمت شعوبها وأنفسها لاحترمها العالم
فانظر إلى الدول الاسلامية تجد أن امتهان الإنسان والحرية أعلى ما يكون

وعندما أقول حرية فلا أعني حرية دينية بل أقصد حرية سياسية واقتصادية وفكرية..
لدينا دول تستطيع أن تسوق شعباً بأكمله في غياهب السجون ولا يحرك لها طرف
بينما في أمريكا وإسرائيل حرية المواطن مكفولة له ويستطيع أن يُسقط بصوته الحكومات
لدى الدول الإسلامية والعربية الأوطان بأكملها ممتلكات خاصة لولاة أمرهم بينما لديهم كل الثروات للمواطن حق فيها
لدينا من ينتقد الحاكم أو الوزير أو المسؤول يُقطع رزقه ولسانه وقلمه ويُشرد بينما لديهم النقد للحاكم والمسؤول يصل إلى درجة الشتائم المُقذعة..!!

كونهم يضطهدوننا فهو أمر طبيعي لأنه "لو صفقنا الباب في وجه خطايا العرب الأقحاح لم تدخل منه آثام الأجانب" كما قال أحمد مطر

قبل أن تدعو على أمريكا تذكر بأن من استخرج النفط من أرضنا هي شركاتهم وهو الأمر الذي قفز بنا سنين إلى الأمام في درب الحضارة

إسرائيل ليست صنيعة أمريكا بل هي صنيعتنا فنحن الذي أنشأناها برزايانا وخطايانا


وكون أن لأمريكا أخطاءها فهذا لا يعني أن نبخس حقها في مجالات أخرى

فليس ذنبها أن كنا ضعفاء متشرذمين وبحاجة إلى من يحتل أراضينا..!!
وصدقني لو لم تأتي أمريكا أو إسرائيل واحتلت بلاد العرب والمسلمين لأتى غيرهم من بنو الأصفر أو الأحمر أو الأسود واحتلونا ولكان بدلاً من أمريكا ندعو في المنابر على الصين أو الأرجنتين أو نيجيريا..

بل أقول لك أكثر من ذلك..
لو كان لدينا نحن العرب المسلمين "بوضعنا الفكري الحالي" نفس القوة التي لدى أمريكا لكنا "بهذلنا" العالم ولدمرناه ولقلبنا أعزته أذلة ولقلنا على الدنيا السلام لأننا بأوضاعنا الفكرية والدينية والاجتماعية الحالية غير مؤهلين لقيادة العالم والعالم يتنفس الصعداء على أننا لا نملك قوى نووية التي تملكها أمريكا أو إسرائيل ولو كان لدينا لجربها القادة العرب المسلمين على شعوبهم أولاً ثم على جيرانهم كما يفعلون دائماً..!!

عندما تكون أوضاعنا الاجتماعية والفكرية مثل ما كانت على عهد النبوة والصحابة سيكون حينها بمقدورنا أن نفعل مثلما فعلوا عندما حطموا طواغيت العالم من فرس ورومان وسنقدر وقتها على قيادة العالم إلى النور من جديد..