مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/10/2009, 08:01 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
أستاذي : ( تـايـلـور ) ... الذي وصف المسلمين في رمضان بأنهم مثل ( الـحـيـوانــات ) عند الإفطار !!






:: حدثتني نفسي أن أحب ( تايلور ) اللطيف ! ::

أسمه ( تايلور ) .. مدرس كندي استقبلني عندما انتقلت الى فصله بالاحضان بالرغم انه لقائي الأول به ! وانا من الأشخاص الذين لا يرتاحون للأشخاص الودودين من اللقاء الأول دون سابق معرفة أو مجرد حديث .. خاصة اذا تلقيت هذه الحفاوة من بني يعجم .. كما أني لا أحب اليعجمي الذي يحتضنني ! ليس لشئ سوى أنني أفهمه خطأ ،،،

هنئني بشهر رمضان الكريم بل أنه يوميا يهنئني به خلال الشهر الفضيل ! ولكن بالرغم من ذلك لم يتذكر أنني صائم وهو يدعوني الى طبق لديه من الشوكولاته ! وعندما اعتذرت منه بقولي : أنا صائم .. قضى يومين وهو يقدم عظيم إعتذاراته ،،،

حقا أنه شخص لطيف وودود ومهذب كما يصفه جميع الطلاب باستثنائي طبعا ! والسبب : أن عيناه خضراوان وشعره أشقر !



حدثتني نفسي ذات يوم : طارق .. أعترف .. أنت تغير من وسامة الرجل ورقي أسلوبه .. وتخفي ذلك بقناع أسمه الحذر !

قلت لها ( وأنا خبير بها ) : الخلاصة .. ما المطلوب ؟

قالت لي : كن لطيف معه .. يا أخي : لماذا لا تجرب أن تحبه مثل الآخرين ؟

قلت لها : بسأل ضميرك يا معدومة الضمير .. يعني يوم ما اقرر أن أحب .. لا أجد أمامي سوى شخص أسمه ( تايلور ) ! صحيح انك قليلة حياء ،،،




:: اللطمة التي حرمتني النوم ! ::

في ذات يوم كان يتحدث أخ عزيز من دولة عربيه يشاركني القاعة عن يومه السابق والجميع يستمع اليه ومنهم الاستاذ : ( تايلور ) .. واثناء حديث صاحبنا ذكر انه كان وأصدقاء له من دولته على مشارف وقت الفطور ولم يعدوا الطعام فما كان منهم سوى ان طلبوه من أحد المطاعم .. وقد تأخر المطعم في ايصال الطلب ونحن جائعين وقد حان وقت فطورنا ،،،

فما كان من الاستاذ : ( تايلور ) سوى أن شارك صديقنا موضوعه وهو يبتسم أبتسامة عريضة .. وقال : وما أن وصل الطعام اليكم حتى أنقضضتم عليه مثل ( الحيوانات ) ! ثم انتقل الى موضوع آخر مع ضحك الطلاب الآخرين ،،،



كانت ( لطمة ) قذرة من ( تايلور ) تمكن من خلالها ان يسقطني بضربة واحدة ! فقد الزمتني وذلك الأخ الحبيب الصمت ! فحقيقة لقد فاجئنا بقوله وان حرص على أن يجعله مغلفا بالدعابة ! كما أنني حينها بحثت عن رد أو تصرف مناسب فلم يسعفني أحدهما فصمت على قهر .. وحدثت نفسي أواسيها والغضب الذي يعميها يعتريني : صبرا جميل .. لعل في ذلك خير ،،،

عجزت عدة أيام أن أجد مدخلا مناسب يمكنني أن أثأر لديني .. حتى أستحيت من ربي لعجزي ! فكرت أن أشتكيه .. ولكني أعرف النتيجة سلفا .. سوف يعتذر مدير المعهد وكذلك سوف يأتي ( تايلور ) ويعتذر ولا يستبعد ان يقول لي : انت تعلم يا طارق أنني شخص لطيف .. ولا أحب أن أسيئ لأحد .. ولكن يبدو أنني أخطئت دون قصد مني .. فأرجوك ان تقبل أعتذاري !

حقيقة ان الأعتذار لا يعنيني كثيرا فهو مجرد ( شخص ) ليس مهم بالنسبة لي أعتذاره .. حتى لو أعتذر أمام الطلاب فالذي سيحدث أنه سيزداد أحتراما أمامهم ! والسبب كما سيرونه ( إنه شخص لطيف .. أحب أن يداعبنا .. الا ان دعابته اللطيفة اصطدمت مع عقليات متخلفة لا نفهم الدعابة .. فكان كريما عليهم باعتذاره .. وهم لا يستحقون ذلك .. والخلاصة .. المسلمين لا يستحقون الإحترام ! ) .. وهكذا نجد الرأي العام يصف الكندي الذي اساء الينا بـ ( البطل ) ونحن الضحية الذي اسيئ في حقنا سينالنا الوصف بـ ( المجرم ) ! بالضبط كما يحدث في ( فلسطين ) وكثير من بلاد ( المسلمين ) ،،،



أضع رأسي مساء كل يوم أريد النوم .. ولكن الحادثة تأبى إلا أن تزورني حين النوم ! فيحل الأرق ضيفا على فراشي .. وأحدث نفسي : حسبي الله عليك يا ( تايلور ) .. فقد أعجزتني ! ثم أحقد على نفسي أنني لم أتمكن من التصرف ! واتذكر خالد وصلاح والمعتصم ( رجال الله ) يعزون دينه في كل أرض .. وأنا نائم على فراشي ! فأزداد حقدا وجلدا لذاتي .. حتى أتى فرج من الله بعد طول معاناة ،،،

في ذلك المساء .. وبينما أنا في ذات المشكلة .. أذ خطرت لي فكرة .. ذهبت بها ميمنة وميسرة فراقت لي .. ثم أخذت أرسم ملامح فصولها وأخذت في تكرارها واستعنت بالقاموس لكي يسعفني ببعض مصطلحاتها .. ثلاث ساعات جعلتني أنهض من فراشي وأجوب غرفتي ذهابا وعودة .. حتى أكتملت .. حينها وضعت رأسي وأستغرقت في نوم عميق ،،،




:: الحق والصليب .. لا يجتمعان ::

كان اليوم الثاني .. هنالك قاعة أخرى تطرح ذات البرنامج الذي أتلقاه مع ( تايلور ) وصادف أن أستاذها تعرض لظرف طارئ أستلزم منه الغياب .. فكانت الإفادة أن تجمع القاعتين سويا تحت إشراف ( تايلور ) .. وهكذا وجدنا أنفسنا والآخرين من القاعة الأخرى في قاعة أكبر تجمعنا سوية ،،،

تحدث الينا ( تايلور ) أننا جميعا سوف يتحدث كل منا عن يومه السابق بالتفصيل الممل وماذا يخطط لإجازة نهاية الأسبوع .. وهي عادة يوميه لديه معنا ولكن يكتفي فيها فقط باليوم السابق دون تفصيل ممل ،،،



أخذ كل طالب وطالبة يتحدث عن نفسه .. من ذهب لمشاهدة مباراة الهوكي ومن اصطحب صديقته الى السينما ومن ذهب مع اصدقاؤه الى أحدى البارات ومن قضى يومه في التسوق بأحدى المولات .. الى أن جاء دوري للحديث ،،،

قلت : لم يكن هنالك ما يميز يومي .. سوى سؤال سألني أياه ( رب المنزل ) الذي أسكن فيه في لقائي معه بغرفة المعيشة .. وكان سؤاله بالنسبة لي مثيرا ومفاجأ إيضا !


قال ( تايلور ) بعد أن صمت : وماذا كان سؤاله ؟

قلت له : استئذنني أن لديه سؤال عن المسلمين ؟ فسمحت له .. وقال لي ( رب المنزل ) : العام الماضي .. قام شخص ما في ( الدنمارك ) برسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام بشكل سيئ .. وأعلم أن المسلمين ( وهم أكثر من مليار ) غضبوا من ذلك .. ولكن لدي سؤال : لماذا لم يرسم إي مسلم عيسى عليه الصلاة السلام بشكل سيئ مثلما فعل ذلك الدانماركي ؟

تحدث ( تايلور ) وظهر من وجهه ان حديثي لم يعجبه .. ولكنه لطيف ! ويجب أن يستمر لطيفا .. فقال : نعم .. لماذا ؟

قلت وقد انتبه من بالقاعة للحديث خاصة وان هنالك مسلم وحديث عن ( عيسى عليه السلام ) : أجبت ( رب المنزل ) أن عيسى عليه السلام في الاسلام ( نبي ) مثلما هو محمد عليه الصلاة والسلام .. والقران الكريم تحدث عن الأنبياء ( عيسى و ابراهيم و موسى و داوود ) عليهم الصلاة والسلام .. وحدثنا القران الكريم أننا يجب أن نؤمن بهم وأن نحترمهم .. فكل هؤلاء الأنبياء رسل من عند الله ،،،

ثم قلت لـ ( تايلور ) : هل تعلم ماذا يقول القران الكريم أذا هنالك مسلم لم يحترم عيسى عليه الصلاة السلام او احد الأنبياء ؟

قال ( تايلور ) : ماذا يقول ؟

قلت له : يطرد من الاسلام .. ولا يصبح مسلم .

أتى صوت من أحد الطلاب غير مصدقا وهو يقول : حقا ؟

قلت له : نعم .. واذا كان هذا الرسام الدانماركي قام برسم صور سيئة عن عيسى عليه السلام .. فأن المسلمين كانوا ايضا سيغضبون .. ويقطعوا علاقتهم مع الدانمارك مثلما حدث مع محمد عليه الصلاة والسلام ،،،

ثم توجهت الى ( تايلور ) وقلت له : انت كندي .. ودينك مسيحي .. وتؤمن بعيسى عليه الصلاة والسلام .. هل تعلم وانت مسيحي ماذا سيحدث لك اذا كنت في بلد مسلم وتحدثت عن عيسى عليه الصلاة والسلام بدون أحترام ؟


قال ( تايلور ) : ماذا سيحدث ؟

قلت له : سوف يتم طردك من ذلك البلد .

كان كل من بالقاعة يشاهد الحوار وعددنا حوالي الثلاثين طالب من جميع انحاء الأرض .. فحمدت الله أن ثبتني .. ثم قلت : البعض يسأل .. لماذا المسلم يسمح له الزواج من مسيحية أو يهودية ولكن المسلمة لا يسمح لها سوى الزواج من مسلم فقط .. ثم وجهت سؤالي للقاعة : هل يعلم أحدكم لماذا ؟


اتت أجابات متفرقة تقول : لماذا ؟

قلت لهم : لأن ( كل ) المسلمين اذا ما تزوج أحدهم من مسيحية او يهودية وحدث خلاف معها وغضب مثل إي شخص سيغضب في حال مشكلة فأنه سيبقى محترم لدينها على سبيل المثال : لن يقول سوء على عيسى وموسى عليهما السلام كما انه لا يستطيع أن يفعل سوءا بالكتاب المقدس فهو يؤمن بالأنبياء ويؤمن بالكتب المقدسة .. ولكن المسلمة اذا تزوجت يهودي او نصراني فربما يفعلان سوء بالقول في نبيها أو الفعل في القران الكريم بسبب انهم لا يؤمنون بالقران الكريم وبالنبي محمد عليه الصلاة والسلام .. والأسلام أهم أمر في حياة المسلم ،،،

قال ( تايلور ) وهو يظهر تفهمه وأن شعرت أنه لم يرق له الكلام الذي تحدثت به وأراد أن يختم الحديث : شكرا طارق .. كلام جدا مثير .. ونحن نحترم الاسلام والمسلمين .. ويجب كل منا ان يحترم معتقدات الآخر ،،،

قلت له : لحظة يا تايلور .. لدي نقطة أخيرة .. هل يمكن اعطائي ( 3 ) دقائق ؟

أشار بكلتا يديه بمعنى : تفضل ... فهو لطيف ويجب أن يبقى لطيفا ،،،

قلت : هل تعرف ما الفرق بين الاسلام والمسيحية ؟

قال لي ( وشعرت انه أحرج ) : أعرف أن الأسلام دين عظيم !

قلت له : شكرا .. ولكن سؤالي : هل تعرف الفرق بين الاسلام والمسيحية ؟

قال لي : حقا .. لا ؟!

توجهت بسؤالي نحو القاعة .. فأتتني الإجابة ( بالنفي ) !

قلت لهم : لا فرق بين الاسلام والمسيحية ! أنتم تؤمنون بالله ونحن نؤمن ايضا بذات الله .. تؤمنون بالأنبياء وأنهم أرسلوا من الله لكي يعلموا الانسانية ما الصواب وما الخطأ ونحن نؤمن بذلك .. تؤمنون ان ابو البشر آدم وزوجه حواء ونحن كذلك .. تؤمنون ان بعد الحياة هنالك جنة ونار ونحن كذلك .. ولكن السؤال : طالما نحن مشتركين بالإيمان .. فلماذا هنالك مسلمين وهنالك مسيحيين ؟

صمت بالقاعة ( بفضل من الله ) .. قلت لهم : لأن هنالك فرق في أمرين :

الأول :

أنتم تقولون ان عيسى عليه السلام هو الله أو أبن الله .. والقران الكريم يقول : أن عيسى عليه السلام هو نبي وأن الله ليس له أبن كما أن الله ليس هنالك من هو شبيه له ،،،

الثاني :

ما ورد في القران الكريم وهو كلام الله .. لا يمكن لأحد أن ( يغيره ) .. لا رجل دين ولا رجل أعمال ولا رئيس دولة ولا ملك .. على سبيل المثال : لا يستطيع أن يأتي الرئيس في دولتي ويقول : لأنكم شعب طيبين .. وأريدكم أن تحتفلوا فقد تقرر يوم واحد في السنه تشربون الخمر ! لا يستطيع ان يقول ذلك ولا يستطيع ان يسمح بذلك دقيقة واحدة ! والسبب : لأن القران الكريم لا يسمح وبالتالي لا يستطيع إي شخص أن ( يغير ) كلام الله .. وشكرا ،،،




:: نحن لسنا واحد ! ::

تعلمت من الموقف أعلاه أنك عندما تتحدث عن دينك بأدب وثقة .. فأنك تفرض أحترامك وهيبة دينك على الآخرين .. وهذا ما لمسته بعد أنتهاء يومنا الدراسي في ذلك اليوم .. حقيقة لقد تحدث معي كثيرون أنهم تفاجئوا بدين المسلمين .. وحدثني البعض صراحة أنهم أعتقدوا أننا وثنيين ! وقال بعضهم لي اننا نعبد رب واحد !

فقلت لهم : نعم .. رب واحد .. ولكن الطريقين مختلفين ويجب ان نفكر في أختيار الطريق الصحيح .. فكروا بالأسلام ،،،



أبشركم بخصوص ( تايلور ) .. لقد نقلني بعد أسبوعين الى المستوى الذي يعلو مستواه .. بالرغم أنني بالأمتحان لم أحقق العلامة الكفيلة بأنتقالي !!!



:: ذكرى للمؤمنين ::

اذا لدى أحدكم زميل عمل أو أجير غير مسلم فلا يهزء بدينه أو يسخر من معتقده

وليتذكر قوله تعالى :

( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )

صدق الله العظيم




أن أصبت فمن الله وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله

دمتـم فـي خيـر


اضافة رد مع اقتباس