|
قـصــص ومـشـاهــد قـيـلــت بـصــدق : أن الـصــلاة آخـر أهـتـمـامـاتــي ؟!!
  غدا لدي أحدهم موعد غير مرتقب مع مسؤول كبير .. هو ليس وزير أنما نائب لنائب معالي الوزير !! أعد العدة جيدا قبيل ذلك اليوم .. لعله أشترى ثوبا جديدا وربما عطرا فواحا وربما اثقل على ميزانيته المتواضعه واشترى ساعة جديدة فاخرة تليق بلقاء المسؤول الكبير .. وفي اليوم المحدد أستيقظ باكرا قبل موعد اللقاء بثلاث ساعات وكان حاضرا مستعدا قبل لقاء المسؤول بساعة على أقل تقدير ولا مانع لديه ان تأخر المسؤول أربع ساعات أخرى وبقى في إنتظاره ! وللمسؤول كل العذر أذا ما الغى الموعد الى يوم آخر ؟!!
كم نسعد ونحرص على لقاء عبد من عباد الله !! ولكن رب ( كل شئ ) لا يحرص البعض على لقاؤه حين ينادي المنادي ( حي على الصلاة ) !! هنالك مباراة قادمة حافلة بالأثارة .. مواعيد وترتيب والتزامات يتم الاعداد لها بين الأصدقاء قبيل المبارة بأيام عدة !! وفي يوم المباراة التي ستقام الساعة ( 8 ) مساء .. تم التحرك من المنزل الساعة ( 1 ) ظهرا !! الشمس نار تصطلي فوق رؤوسنا والهواء يكاد من لهيبه أن يحرق صدورنا .. ولكن لا نبالي !! طابور عظيم امام شباك التذاكر ويتبعه آخر امام البوابات قد يستلزم ساعات من الصبر والأنتظار .. ولكن لا نبالي !! مشاكل تعترض مشاهدتنا للمباراة وحديث عن نفاذ التذاكر وحيرة في الأمر .. ولكن لا نبالي !! الساعة ( 5 ) عصرا ونحن نفترش المدرجات ولا زال باق من الزمن ( 3 ) ساعات من الترقب والأنتظار .. ولكن لا نبالي !! كانت المباراة وعدنا الى منازلنا الساعة ( 11 ) مساء وقد استنزفت كل طاقاتنا وقدراتنا .. ولكن لا نبالي !!
لا نبالي ان يمضي من الوقت ( 10 ) ساعات في سبيل مباراة .. ولكن ( 10 ) دقائق نقيم فيها الصلاه كم هي بالغة الصعوبة لدى البعض ؟!! البعض منا لا يصل مطلقا بسبب الكسل او التهاون !!
ولكن هؤلاء الأحبة اذا ما وجدوا موقف جميل من احدهم .. كأن يمنحه دين من المال أو يجد له وظيفة أو يقف بجانبه في موقف عصيب فأنهم لن ينسون هذا الصنيع الجميل وهذا المعروف ما بقوا على قيد الحياة وكل منهم يمني نفسه بتلك اللحظة التي يتمكن فيها من رد الدين الجميل بصنيع أجمل منه ،،،
جميل هذه المشاعر النبيلة تجاه من يسدوا الينا معروفا .. ولكن ماذا عن الله ؟
هل يستطيع احدنا ان يحصى نعماء الله علينا مما علمناها ومما لم نعلمها .. اليس اولئك ممن نتشوق الى رد الجميل لهم كانوا مسخرين لنا من رحمن رحيم .. اليس هنالك خلق كثير يرحلون عن الدنيا الى جحيم الآخرة لكونهم لم يتمتعوا بنعمة الأسلام وقد أكرمنا الله وخلقنا مسلمين .. الا يستحق سبحانه ان نشكره على نعمائه بالحفاظ والحرص على الصلاة ؟!! البعض منا لا يصل مطلقا ولسان حاله ان موعدها لم يحن بعد ولا زال في العمر بقية !!
كم من الأحبة ممن فارقونا في حياتنا وأمام أسماعنا وأبصارنا .. اليس بالأمس فقدنا ونحن فتيان فتى كان يصاحبنا ! واليوم بلغنا أن احد أحبتنا قد فارق الحياة والبارحة كان يحدثنا ! وذلك الأخ العزيز الذي كنا نجهزه لحفل زفافه يملؤه السعادة والحبور ومضى الى حتفه قبل ان يلقى عروسه !
هل حقا لا زال في العمر بقية حتى لا نقيم صلاتنا ؟!! البعض منا يحرص على لقاء الله من ( الجمعة ) الى ( الجمعه ) فقط !!
اليهود يلقون ربهم من ( السبت ) الى ( السبت ) والنصارى يلقون ربهم من ( الأحد ) الى ( الأحد ) !! هل رضينا على انفسنا ان نتبع خطوات المغضوب عليهم والضالين في صلاتنا الى الله ؟!! هنالك من لديه غيرة على الاسلام وبلاد المسلمين .. وغضبة على الجور الذي يلحق بالمسلمين المستضعفين وأوطانهم .. وينتحب باكيا وهو يدعوا : اللهم أعز الأسلام والمسلمين .. ويمني نفسه صادقا ان يموت ولسان حاله يهتف ( الله أكبر ) !
كم هي رائعه هذه المشاعر الإيمانية الصادقة ولكن : من لا يلبي ( حي على الصلاة ) كيف له ان يلبي ( حي على الجهاد ) !! الحياة معترك لا ينتهي .. ومسؤوليات كلما تقدم بنا العمر خطوه تبعها مسؤوليات عدة .. فمن طموح الى آخر ومن مشكلة الى أخرى ومن هم الى هم ومن غم الى آخر ومن حاجة تتبعها حاجات عدة .. وتمضي بنا الحياة ونحن في صراع معها يأبى أن ينتهي الا عندما نسكن في قبورنا !!
سؤال : ماذا سوف يفيدنا كل ذلك عندما نسأل في قبورنا عن ( الصلاة ) أذا لم نحسن ( الصلاة ) ؟!! لست في منتدى ( المسلمين الجدد ) !! فالجميع وأخص بالذكر الغافلين عن الصلاة يعلمون شرعيتها ومكانتها ومدى أهميتها ولدى كل منهم الأحكام الشرعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة التي تمكنه من القاء محاضرة لا تشوبها شائبة !! ولكن الأمر الفادح لدى هؤلاء الأحبة أنهم يعلمون ولا يعملون وكأنهم أرتضوا ان يكونوا وأنتم بكرامة ( كالحمار يحمل اسفارا ) .. ولا أظنهم كذلك ،،، ماذا تنتظر أو فيما تفكر ؟
حان لك أن تقول :
حـي عـلــى الـصــلاة ،،، ودمـتــم فـي خـيــر  | 