في حين يسعى مايكل شوماخر لمعادلة أفضل بداية موسم سبق أن تسجلت في الفورمولا واحد من خلال فوزه بسباق إسبانيا في نهاية هذا الأسبوع، إلا أن منافسيه حريصون على منعه من إستكمال سلسلة الإنتصارات على الحلبة التي فاز عليها نجم الفيراري في السنوات الثلاث الأخيرة.
تستضيف برشلونة سباق إسبانيا على حلبة كاتالونية التي هي عادة الحلبة الأساسية للتجارب الشتوية التي تستعملها أغلب الفرق. تتطلب اللفة الجيدة هناك إنسيابية ممتازة على المنعطفات العالية السرعة إضافة الى محرك صلب للحفاظ على السرعة على الطريق الرئيسي المستقيم الطويل. من المتوقع أن تكون نهاية الأسبوع جافة وباردة نسبياً.
لا تبعد حلبة كاتالونية كثيراً عن برشلونة وهي تقع على هضبة مغبرّة. برشلونة هي حلبة أوروبية كلاسيكية، سريعة في بعض الأماكن وبطيئة وكثيرة التحدي في البعض الآخر. أي أن الحلبة مفضّلة لدى القسم الأكبر من الناس، فالسائقون يحبون المنعطفات الكثيرة التحدي والمشجعون يحبون شكل الحلبة الرائع، والإعلاميون يحبون التسهيلات والأماكن الممتازة المتوفرة، والتقنيون يقدّرون التحدي التقني الذي تجلبه الحلبة. وبما أنها هذه النجمة ضمن عالم الفورمولا واحد فليس من المستغرب أن تكون موطن التجارب للكثير من الفرق خلال الشتاء، فالفرق تحبها بسبب طقسها أيضاً بالمقارنة مع حلبة سيلفرستون القريبة ولكن الدائمة المطر. هذا التآلف مع الحلبة لا يعطي الفرق الكثير من الأفضلية، فالطقس وكمية المطاط المتناثر على الحلبة يجعل الظروف متغيرة بشكل كبير. بإمكان أكثر من فريق أن يدّعي بأنه تصدر أوقات التجارب في أكثر من يوم في التجارب الرسمية، لكن إيجاد الإعداد الصحيح للسيارات والحظ والإستراتيجية تعتمد على يوم السباق فقط.
وبما أن الفرق معتادة على هذه الحلبة بسبب التجارب الشتوية الدائمة فإننا سنتوقع مفاجآت قليلة فقط. ستعاني كل الفرق قليلاً في إعداد سياراتها وستحتار حول إتجاه الريح يوم السباق، إلا أن الأداء سيكون متقارباً ما بين التجارب الرسمية والسباق.
التجاوز ممكنٌ على هذه الحلبة لكنه صعب بالرغم من وجود الطريق الرئيسي المستقيم الطويل. لكن مستوى تآكل الإطارات المرتفع سيخلق فرصاً عندما تأتي السيارات مع إطارات أفضل لتتجاوز السيارات التي تعاني من إطاراتها.
بأي حال، لن يلعب هذا دوراً كبيراً في هذا العام لأن السرعة الإضافية داخل خط الحظائر ممزوجاً مع طول خط الحظائر في هذه الحلبة يجعل إستراتيجية التوقف مرتين أقل جاذبية عن التوقف ثلاث مرات، ومن المتوقع أن تتبع فرق الطليعة الإستراتيجية ذاتها هذا العام.
تتطلب حلبة برشلونة الكثير من السيارات والفرق. إنها حلبة أوروبية مثالية بكونها غير سريعة جداً، وليست متقطعة بمنعطفات متعرجة سخيفة. إنها تحوي مزيجاً من المنعطفات ولكن مع إمتداد طريقٍ مستقيم ومنعطفات سريعة تسيطر على شكلها. هذا المزيج يجعلها منطقة تجارب ممتازة وخاصة للإنسيابية لأن المنعطفات الطويلة تتفحّص توازن السيارات والقوة الأرضية على المسافات الطويلة. لذا إنها حلبة ستعاقب السيارات التي لا تركز على فعالية الإنسيابية. فعالية الإنسيابية وقوة المحرك ستلعبان دوراً بارزاً على الطرقات المستقيمة الطويلة. فكلما كانت قوة المحرك أكبر أو كلما كانت فعالية الإنسابية أفضل كلما إزدادت السرعة على الخط المستقيم بدون التخفيض من القوة الأرضية عند المنعطفات. وفي نهاية الطريق المستقيم هناك منعطفات يمنى ويسرى تختبر عضلات عنق السائق لأن رأسه يتعرض للسحب بإتجاه واحد أكثر من الآخر.
الفيراري هو الفريق المتألق على هذه الحلبة وقد فاز مايكل شوماخر بعد إنطلاقه من المركز الأول في السباقات الثلاثة الأخيرة في السنوات الماضية. وبما أن بداية موسم ٤٠٠٢ هي على هذا الشكل فإنه لا شك بأن الفيراري وشوماخر هم المرشحون الأبرز للفوز مجدداً.
في حين هناك بعض الأمل بأن تخطئ بريدجستون في خياراتها قد يحدث كثيراً أن يعاني الفيراري أخيراً من مشكلة ما في سيارته. وخلف هذا الفريق تصبح المعركة أكثر إثارة على المركز الثاني ما بين رينو والويليامز وبار، هذه الفرق التي أظهرت قدرة على تسجيل النقاط.
ستكون التجارب الرسمية مهمة، فالتقدم في ترتيب الإنطلاق مهمٌ جداً وستستفيد السيارة التي تحمل كمية وقود أخف، لذا سنشهد مرحلة أولى قصيرة من السباق قبل التوقفات الأولى السريعة. بالرغم من الأفضلية التي يُشار الى أن بريدجستون تتمتع بها إلا أن الفرق التي تستعمل إطارات ميشلان لن تكون متحفظة ومن المتوقع أن تغامر أكثر في إختيار إطاراتها أملاً في تقليص الفارق مع الفيراري.
