مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 10/09/2009, 11:07 PM
عبدالخالق جعبران عبدالخالق جعبران غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 21/10/2008
مشاركات: 28
Exclamation غزوة غدرِ الحمقــــــى !!

غزوة غدر ِ الحمقــى !!




في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر رمضان السنة الثانية للهجرة غزى النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى ، و أحدثت غزوة بدر الكبرى، تحويلاً كبيراً في مجريات الأحداث داخل الجزيرة العربية، كما غيرت كثيراً من المعالم الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، ولعل أبرز ما أحدثته بادئ ذي بدء، ذلك الشرخ الكبير في موازين القوى بين التجمعات السكانية والعشائر العربية، ولم يكن أحد من سكان الجزيرة العربية يتوقع آنذاك أن تغير هذه المعركة مجريات الأمور وأحداث الحياة، ولم تكن غزوة بدر الكبرى اعتداءاً غاشما أو ظلما وعدواناً ، بل هي نتاج لممارسات من الإضطهاد الذي مارسه كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه و الأحرى والأجدر أن نذكر أنها لم تكن موجهة ضد مسلم نطق بالشهادتين ، ولعلي ألتقط من غزوة بدر خيطين مهمين يدندن حولهما اتباع الفئة الضالة بل ويشرعون في تنفيذ عملياتهم من خلال توظيف هذين الخيطين توظيف خاطئ ، فالخيط الأول هو التوقيت الذي قامت فيه المعركة والخيط الثاني الخصوم .

من خلال متابعتي لأحداث الفكر الضال في السعودية تجده يتنهج أسلوب يمرر من خلاله عدة أمور فتجدهم يتجهون للقيام بأعمالهم خلال شهر رمضان الكريم لكي يمرروا فكرة أن رمضان شهر نصر للإسلام ، وذلك حق ولكن حق أريد به باطل أي أن هذه الفكرة تم توظيفها بشكل خاطئ ، فصحيح أن رمضان شهر نصر والقارئ في التأريخ الإسلامي سيجد أن هناك العديد من الغزوات التي دارت رحاها في رمضان وانتصر فيها المسلمون ولكنها لم تكن موجهة ضد أي مسلم كان ، وعلى الرغم من أن هذه الغزوات ليست موجهة ضد أي مسلم إلا أنها كذلك لا تُنفذ خططها على مبادئ الغدر والخيانة بل تعتمد وترسى خططها على قوانين المواجهة وجها لوجه، فعندما تمعن النظر في التأريخ الإسلامي والغزوات التي انتصر فيها المسلمين في شهر رمضان وتعيد النظر مراراً وتكراراً ثم تُلقي بنظرة على واقع الفئة الضالة تجد ما تقشعر منه الجلود وتشيب منه الرؤوس لا لشناعة الفعل فذلك مفروغ منه بل لحماقة الفكر المتأصل والمتجذر في تلك الرؤوس المستأجرة فتجدهم يوظفون التوقيت بشكل أحمق أخرق ولا أدل على ذلك إلا هجمة تفجير المحيا الغادرة ومحاولة الإغتيال الأغدر والأخون ، بل الشي العجيب في الموضوع هو اختيار الخصوم والعجب يزول زوال الشمس حال الغروب عندما نجد أنهم يرتكزون على قاعدة تكفير كل من خالفهم فولي أمر هذه البلاد في أجندتهم كافر ومن عمل معه كافر ومن ناصره كافر ومن اخذ منه مرتبا كافر حتى لوكان والده ولايتوقفون عند حد فالتكفير عندهم لا حدود له ، وهذا خطر عظيم وابتلاء بُليت بهم الأمة ولاغرابة في ذلك فهم على منهج الخوارج ، وهم بفعلهم هذا يحولون أسمى وأجمل وأروع نتاج غزوة بدر الكبرى إلى معاني سيئة ، أناشدكم بالله بعيداً عن الدين وعن حكم الشرع فيمن غدر بأخيه ، هل من شيم الرجال أن يُغدر بمن مد يده وكلها صفح وعفو وتسامح ؟؟!! والله إن العربي الشهم ذو الرجولة يأبى أن يفعل فعلة الغدر التي مارسوها ويترفع عن الحماقة التي يسيرون في قافلتها ، ولكن ماعسانا أن نقول بعد أن اجتمعا الغدر والحمق إلا أنها غزوة غدرِِ الحقمى ، لأنها ستظل عارا على جباههم إلى أن يلقوا ربهم !! ومن خلال ماسبق يتضح لي لأنه لا بد لنا أن نوظف ماحمله التأريخ الإسلامي في مساره الصحيح و عدم تسليم العقول وتأجيرها لتظل مؤدلجة ومفخخة تنفجر في أي لحظة بوهم أن الجنة كتبت بتعميد من أحد القادة الأولياء !!



ختاماً :

أُورد مقطعاً بسيطا من كلمات رائعه صدح بها الشيخ الدكتور صالح بن حميد في جنبات الحرم المكي بعد الحادثة :



"ها هو فضل الله يتجلى في حفظه لهذا الرمز من رموز الوطن وأنموذج من رجالات الأمن والدولة سليلي الأسرة المباركة.. الشاب العلم الأمجد رجل الأمن والفكر والرأي والتخطيط الموفق المسدد أنموذج التضحية والفداء سمو الأمير / محمد بن نايف بن عبد العزيز..

لقد حاول الظالمون المساس به والنيل من شموخه وهمته فأنجاه الله وأنجى البلاد معه وخسر الظالمون المعتدون ؛ فهنيئًا لإمامنا وولي أمرنا وهنيئًا لولي عهده الأمين وهنيئًا لوالده العظيم وهنيئًا لنا جميعًا وهنيئًا للبلاد وأهلها وكل محب لها..

نعم إنه لم يستهدفوه بشخصه وحده وإنما استهدفوا معه من ورائه من يمثلهم من يعتز بهم ويعتزون به ونعتز بهم جميعا رجال أمننا الشجعان البواسل وجنودنا الأبطال الأشاوس في صمودهم وثباتهم واستبسالهم وخبرتهم وهمتهم وهمامهم وصدقهم في حماية دينهم ووطنهم والتفافهم على قيادة ولاة أمرهم وحبهم لأهلهم ووطنهم وشعبهم.

إن هؤلاء الظلمة الضلال بفعلتهم النكراء كشفوا ما يعيشونه من تخبط وما يقومون به من عبث يجسد إفلاسهم وعجزهم ويفضح مؤشرات نهايتهم ؛ لأن الأمير محمدًا ورجاله بفكرهم - بعد توفيق الله - عز وجل - وتسديده وعونه، ثم بحسن تخطيطهم ورصدهم ومتابعتهم وحزمهم وتدريبهم وشجاعتهم وإجراءاتهم المسددة - دخلوا على هؤلاء البائسين في أنفاقهم وسراديبهم وأخرجوهم من جحورهم وكهوفهم، وطاردوهم في السهل والوعر والجبل والوادي في الصحاري والقفار والبر والبحر ؛ فلم يقطع نارهم إلا مثل هذه التصرفات المفلسة البائسة.

فالحمد لله على نعمه والشكر له على آلائه، ولتبق بلاد الحرمين الشريفين آمنةً مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان.. يعيش في ظلال أمنها المواطن والمقيم والحاج والمعتمر والزائر والعاكف والبادي، وليحفظ الله ولاة أمورنا الساهرين على رعاية الأمة لبسط الأمن وخدمة الحرمين الشريفين."




عبدالخالق جعبران - كاتب سعودي

خاص بصحيفة لار
نشر بتاريخ 07-09-2009


اخر تعديل كان بواسطة » القاضي في يوم » 11/09/2009 عند الساعة » 04:59 AM السبب: يمنع وضع روابط
اضافة رد مع اقتباس