وضع الكاتب المبدع والاكاديمي د. حافظ الملدج يده على الجرح في نقده لواقع الاعلام الرياضي وتاثيره الجماهيري على صناعة قرارات سلبية داخل الاندية واستغرب كيف يتفق مجموعة معينة في صحيفة واحدة على راي واحد وتجند اللقاءات مع اعضاء الشرف اصحاب نفس الراي للتاثير على نادي معين وفرض هذا الراي.

الموضوع افضل ما قرات في نقد الاعلام السلبي.. اترككم معه.

[ALIGN=CENTER]الإعلام يصنع القرار!!

التاريخ: السبت 30 ابريل 2004


حينما حقق الرئيس الأمريكي "بوش" (الأب) انتصاره في حرب تحرير الكويت توقع العالم أن يفوز بدورة رئاسية ثانية كنتيجة طبيعية للانتصار الساحق والمثالي بالمقاييس الحربية، يضاف لها الخبرة التراكمية للعمل 8سنوات نائباً للرئيس "ريغان" وقبل ذلك رئيسا ناجحا لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA). ولكن - كما يعلم الجميع - كان الفوز الانتخابي الساحق والمثالي من نصيب "كلينتون" حديث التجربة قليل الخبرة والهارب من الخدمة العسكرية ومدخن الحشيش!! كيف حدث هذا؟ وكيف تمكن "كلنتون" من تجاوز الكثير من الفضائح والصعاب ليصبح من أكثر الرؤساء شعبية في التاريخ الأمريكي الحديث لينضم لـ "كنيدي وريغان". إنه الإعلام الذي كان يدعم "كلينتون" لدرجة أن شعار الحملة الانتخابية للرئيس "بوش" كان (تجاهلوا الإعلام وصوتوا لبوش).

لماذا هذه المقدمة؟ لأنني أزددت قناعة بأن الإعلام الرياضي لدينا يصنع القرار داخل أروقة الأندية السعودية. لا أريد أن أعمم.. لذا يجب التأكيد على أن المعني بالمقال هو جزء من الإعلام وبعض الأندية، وأعذروني عن ضرب الأمثلة.. حتى لا يساء فهم الهدف من المقال. ولكنني أستغرب أن يتفق عدد من الإعلاميين في فترة معينة في المطالبة بمدرب بعينه على أنه طوق النجاة المنقذ للفريق.. ثم بعد تعثر الفريق تشن حملة منظمة على نفس المدرب لتستجيب الإدارة ويلغى العقد كشماعة تغلق عليها اخفاقات الفريق.


لماذا تتفق شريحة من الإعلاميين حول رأي معين ويكتبون عنه ويستنطقون بعض أعضاء الشرف ليدلوا بتصريحات تتفق مع ذلك الرأي ثم يقابلون عدداً من النجوم يتفقون على تأييد نفس الرأي،وتستمر الحملة المنظمة لتنتهي باستقالة المدرب والإداري ونكرر نفس الاسطوانة في كل موسم ، حيث يندر في تاريخ كرة القدم السعودية أن يبقى المدرب لموسمين متتاليين، ويصعب أن تستقر الأوضاع الإدارية في غالبية الأندية.

إني أترك لوعي القارئ قراءة واقع الرياضة السعودية وتأثير الإعلام في صناعة القرار، من خلال استقراء قرارات التعاقد والإقالة والحملات الإعلامية المصاحبة لها. وأتمنى من وعي المميزين من الزملاء الإعلاميين أن يوجهوا أقلامهم المؤثرة لتنمية الوعي في الأندية والجماهير حتى يتحقق الحلم بانتهاج الأسلوب العلمي والاحترافي في تسيير الأندية وخصوصاً في مجال التعاقدات، لعلنا نشاهد المدرب الذي يتم التعاقد معه وفق أسس سليمة بعيداً عن السماسرة والفاكس وأسلوب: "ما تخبرون لنا مدرب!!!"، عندها فقط سيبقى المدرب في النادي لخمسة مواسم يؤسس فيها منهجاً تدريبياً لا يقبل تمرد النجوم. إننا نظلم مستقبل الرياضة حينما تغير الغالبية من الأندية مدربيها في منتصف الموسم ويغادرنا الغالبية العظمى من اللاعبين الأجانب لينقلوا للعالم عشوائية القرار في الرياضة السعودية، وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي لا يقبل فيه المدرب المحترم أن يتعاقد مع أنديتنا. إني أكتب وأنا على يقين بقدرة الإعلام على التأثير الإيجابي على صناعة القرار في الأندية مثلما هو قادر على التأثير السلبي الذي نعيشه في غالبية الأندية. القرار لكم يا رجال الإعلام، والأمل فيكم كبير، فساهموا في بناء فكر رياضي جديد يعتمد على الوعي والمنطق والاحتراف..

وعلى دروب الخير نلتقي. [/ALIGN]