ان هذة ظاهرة فشت في البعض من الشباب وفيها شيء من الاستنكار وعدم المبالاة من أغلبهم، وهي ظاهرة موجودة منذ أن بدأ الإنسان يعيش في مجتمعات بشرية يتداخل بعضها مع البعض، ويجد الإنسان نفسه فيها وقد أصبح هذا شيئاً عادي عنده.
إن الأمر الذي أريد أن أتحدث عنه هو تقليد شبابنا لبعض الظواهر الواردة علينا من الغرب وفي نفس الوقت غريبة علينا في عاداتنا وتقاليدنا حيث ترد علينا من المجتمعات الغربية سواء كان ذلك في المظهر العام للإنسان في الملبس وفي بعض المظاهر السلوكية مثل الكلام والمخاطبة غير اللائقة ولا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وهذا ما أريده وأريد توضيح عيوب بعض الملابس حتى يتجنبوا شرورها والوقوع في المنظر غير اللائق لأن الوقاية خير من العلاج، وكما قال المثل (درهم وقاية خير من قنطار علاج) ونقول لا بد من التصدي الحازم ولكن بأسلوب مقنع ومقبول من الشباب لكل الظواهر السلبية الوافدة على شبابنا الذي يجب علينا أن نجعله في حصن حصين وحرز أمين لكيلا يسيء إلى فكره ومظهره وقيمه وأخلاقه وحتى صحته وسلوكه بإذن الله لأن التقليد الأجوف للمظاهر الغربية واتباع الموضات غير اللائقة بمجتمعنا، أمران لا يصحان من شبابنا الذي له موروث من حضارة أصيلة وغنية وهي مظاهرنا وحضارتنا الإسلامية وتقاليدنا التي استقيناها من شريعتنا السمحة.
وإنني والله أتألم عندما أرى المقيمين عندنا من المسلمين وغيرهم من أقطار العالم متمسكين بعادات وتقاليد بلادهم التي أتوا منها لا يزالون باقين عليها في ملابسهم ومظاهرهم، إنهم لم يقلدونا في ملبس من هداه الله منا للثوب والغترة والعقال، وهم لا ينكروننا في هذا الملبس ولكنهم يبقون على عاداتهم في لبسهم ومحافظون عليها ومحترمون لبلادهم وأوطانهم التي غادروها للبحث عن العيش الشريف لم يخرجوا عن سالفهم وطبعهم رغم تغربهم، أما نحن وللأسف فإننا نجعل همومنا في كل موضة جديدة ترد علينا نقلدها وننسى عاداتنا وتقاليدنا حتى والله إنه وصل بنا الأمر إلى حلق الرأس، إنك ترى أعداداً كثيرة من الشباب يدخلون موضة غريبة في الحلاقة بحيث يحلق الكل منهم رأسه من جميع جوانبه السفلية فقط، ثم ينسى باقي شعر الرأس من أعلى مثل تقصيص أشجار الحدائق والمتنزهات التي يقوم المزارع الفني بتجميلها وجعل الشجرة في شكل مدرجات