مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #82  
قديم 28/06/2009, 11:33 PM
متآبعه بصمت متآبعه بصمت غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/11/2007
المكان: دولة النكبه : )
مشاركات: 3,934








وبعد شهر ... مها كانت لاتزال بغيبوبتها ... اما فيصل فهو لازال ببيت عامر .. وفي احد الايام
يدخل عامر المجلس وهو يضحك ..: والله هالسمر على كبرها الا انها لازالت تفكر غير عن الكبار
فيصل بعد تفكير: عامر
عامر: سم ياخوي
فيصل: تزوجني اختك ؟؟
عامر تفاجأ بهالخبر: سمر؟؟
فيصل: ايه سمر
عامر: انت ما خلصت؟
فيصل: انا ابي احد يحط عينه على ضاحي ويربيه .... ابي احد يريحني
عامر: فيصل .. انت تعرف رايي فيك وانا لايمكن القى احسن منك .. بس انا مالي راي بهالمسائل .. اشاور ابوي واشاور البنت واردلك خبر
فيصل: الله يكتب اللي فيه الخير
فيصل كان يحاول انه يرد الجميل لعامر ونفس الوقت كان يفكر بضاحي وان سمر تحب الجهال ... واكيد بتربيه احسن تربيه ..
وبعد اسبوع وافق الجميع على فيصل زوجا لسمر ... اللي عارضت بالبدايه ولكن عامر اقنعها ..
كان عرس بسيط ومتواضع .. بس بالاساس كان مختلف عن جميع العروس ... نقدر نقول عرس حزين
ومن اول ليله لاحظت سمر حزن فيصل العميق وعرفت انه من المستحيل انها تبدد كل هالحزن بفتره معينه من الوقت ... لكنه استحملته .. وعاملت ضاحي احسن معامله اللي ماتقبلها في البدايه ولكن مع مرور الوقت احس بطيبتها وعفويتها ... اما فيصل كان بعيد ... بعيد حيل عن سمر .. اللي ظلت ساكته وكل من سألها عن العلاقه بينها وبين زوجها كانت تقول انها بأحسن حال وانها مستانسه معاه ,,,
:::::::::::::::
مها لا زالت بغيبوبه بالمستشفى ... ولا احد فكر انه يسأل عنها او يزورها ..الالم شعور صعب احد يتحمله ... وبعد مده طويله من الوقت فتحت عينها بتثاقل شديد ...ولازالت تحس بألم قوي بقلبها المسكين ... نادت على الممرضه..
اللي جتلها مسرعه ونادت الدكتور معاها ..
الدكتور : ها مها شلونج اليوم ؟
مها : دكتور قلبي يعورني حيل
الدكتور : احدى الشرايين منسده ... انتي اكيد مشيتي واجد وماكنت ماكله شي من ايام ..
مها : دكتور انا تعبانه..
الدكتور : الله يكون بعونج .. احنا مابنقصر معاج انشالله
مها : دكتور ممكن تتصلون على هالرقم ؟
الدكتور : احنا حاولنا ندور في جنطتج أي رقم احد بس مالقينا
مها كانت تتكلم بصعوبه : لا هذا الرقم كان بين الاغراض والظاهر انكم ماشفتوه
الدكتور ياخذ الرقم : انشالله
مها : اسمه جراح
وبعد ساعة من الوقت يجي جراح المستشفى وهو خايف ويدخل غرفة مها
جراح : الحمدلله على سلامتج
مها بتعب : جراح زين جيت بسرعه ... جراح الله يخليك.. .انا ماعمري ماطلبت احد بحياتي والحين بطلبك
جراح : انتي تامرين امر يابنت ضاحي
مها بألم : انا احس ان يومي قرب
يقاطعها جراح : بعيد الشر
مها بنفس بتعب : جراح .. ابيك تناديلي فيصل ... بشوفه قبل اموت .. الله يخليك جراح نادلياه
جراح بحيره : شلون ؟
مها : هذا رقمه اتصلي عليه ... خله يجيني بسرعه ...
جراح : انشالله انشالله
ياخذ الرقم ويتصل على فيصل ... جاله صوت فيصل من بعيد .. فيصل اللي كان بجانب سمر واول ماشاف الرقم الدولي على شاشة جواله فز من مكانه ...
فيصل بلهفه يشوبها الحزن : الووووووو
جراح : السلام عليكم
فيصل : وعليكم السلام والرحمه
جراح : معاي فيصل ؟
فيصل : ايه نعم فيصل ... منو انت؟؟
جراح : مومهم انا منو.. المهم اني من طرف مها ..
فيصل : اهلين ومرحبتين .. وين مها وشخبارها؟
جراح : مها... بالمستشفى... حالتها حرجه وتبيك ضروري
فيصل بفزع : ليه ؟؟ وش فيها ؟
جراح : ماادري .. طالبتك بالاسم .. اتمنى انك ماتتأخر
فيصل : لا مااتأخر انشالله ... قولها تنتظرني وسلملي عليها سلام كثير
جراح : اوكيه مع السلامه
ولما سكر فيصل من جراح قام من مكانه بيطلع بسرعه
سمر توقف معاه : فيصل لحظه وين رايح ؟
فيصل : مها ياسمر.. مها تناديني
سمر : فيصل انت خلاص طلقتها
فيصل يطلع من الغرفه : ماطلقها قلبي ياسمر ماطلقها ...
يروح فيصل لعامر ويشوف عنده ابوه واخوانه ...
فيصل : عامر تعال شوي ابغاك
وبعد لحظات عامر وفيصل بمفردهم :
عامر يلاحظ الدمعه بعين فيصل واللي تعود عليها : فيصل شفيك ياخوي ؟
فيصل : نخيتك ياعامر نخيتك ياخوي
عامر : وشفيك ؟
فيصل : مها
عامر : وشفيها مها ؟
فيصل : تبيني؟...مها تبيني طالبتني ...تناديني ياعامر تناديني ... اكيد بترجعلي.. انا متأكد من هالشي
عامر بعصبيه : فيصل وشذا الهرج؟؟ وشقاعد تقول انت؟؟
فيصل : عامر الله يخليك ابوس ايدك ودني لها .. انت تعرف اني مااقدر اسوق.. عيوني ماعادت مثل اول
عامر : واختي يافيصل اختي..
فيصل : اختك على عيني وعلى راسي .. بس مها ..محتاجتني ياعامر
عامر : لاحول ولاقوة الا بالله .. مااقدر .. مااقدر
يمسك فيصل ايد عامر ويبوسها وتنزل دموعه الحاره لتعانق ايد عامر
عامر وهو يدفع فيصل عنه : بس يافيصل عيب عليك خليك رجل لاتصير ضعيف كذا
فيصل يمسك كتوف عامر : تكفى ياخوي لاتردني
عامر يهز راسه : خلاص خلاص
فيصل بلهفه : الحين
عامر : لاوشو الحين .. بكره والا اللي بعده
فيصل بخيبة امل : ليه مو الحين؟
عامر: صعبه شوي الحين
فيصل : متأكد انك بتوديني والا تضحك علي ؟
عامر: افاا يافيصل انا اضحك على اخوي... رحت معك اول مره ومايهمني لو اروح معك كل مره
فيصل يحظن عامر : ماتقصر .. ماتقصر ياخوي
::::::::::::
اما مها فقد تأخر عليها فيصل واشتد الوجع بقلبها ... نقص الاوكسجين عليها ... وصارت بأسوأحالتها ..
الدكاتره اربع وعشرين ساعه حوالين غرفتها والممرضات تموا ملازمينها ..
وفي اليوم الثاني لازالت حالتها تشتد سوءا ولازالت تنطق بإسم فيصل وتناديه ....
جراح كان عندها يحاول انه يهدي من روعها ويختلق لها الاكاذيب اللي يظن انها تقرب من حضور فيصل
في نفس هاليوم من الفجر ... ركب عامر مع فيصل للكويت ... وطول الطريق كان فيصل هادي ماسك على اعصابه .. يظن ان كل ميل يقربه خطوه من حبيبته مها... يحبها .. إيه يحبها ... ليش مايحبها .. وهو اللي ضحا بكل شي عشانها... ايه يحبها وهي اللي تحملته كل هالسنين صابره وساكته عليه .. وهالشي كان كفيل بأنه يطلب من عامر انه مايوقف عند أي استراحه او أي مكان ثاني غير المستشفى اللي يضم مها ..
اما عامر احترم رغبة صديقه واخوه ولمس الجرح اللي يعاني منه فيصل ونفذ له رغبته ... وصل الكويت واتصل على جراح .. اللي صوته كان متغير نوعا ما ... وطلب منه اسم المستشفى والجناح والغرفه ..
وفي المستشفى فيصل وعامر يمشون مسرعين بالممر وقبل يدخل غرفة مها ..
طلعله جراح بعينين حمراوتين وهو يقول : انت فيصل ؟
فيصل : ايه انا فيصل وين مها ؟
جراح : وصتني اقول : بـــــــــشـــــــــــروه انـــــــــــــــي ابـــــــــــــــــرحل
فيصل بتفاجأ: مها ؟
جراح : عطتك عمرها
فيصل يسقط على الارض من هول ماسمع ..
ويسانده عامر .. وينادي جراح الدكاتره ...
ماتت مها ماتت ... متأثره بجراحها النفسيه اكثر من تأثرها بمرضها ...
كان طايح على الارض لكن لازال واعي ..
عامر : فيصل تسمعني ؟
فيصل يحاول يتسند على عامر ويوقف : مها ماتت... مها ماتت ياعامر ...
جراح : تأخرت يافيصل
فيصل : بشوفها ... بدخل عليها
الدكتور : ممنوع يااخي
فيصل بعصبيه : أي ممنوع.. انا لازم اشوفها ...
يدز فيصل الدكتور ويدخل على الغرفه اللي ضمت مها اكثر من شهرين ... عامر مسك الدكتور وفهمه حالة فيصل ...
دخل عليها ولقاها مغطاه بشرشف ابيض نظيف ... قرب عندها ... عند جثتها.. قبض على ايدينه بقوه ... وتفجرت ينابيع الحزن من عيونه...
قعد على ركبته مجابل وجه مها المغطى ... وهو يقولها بصوت باكي : اكيد مرتاحه الحين ؟؟ ..
رفع الشرشف عن وجهها ببطىء وشاف احلى وجه بحياته... شاف الوجه اللي لطالما عذبه وحطمه .
فيصل يبجي : مها ,,,, ليه تسوين فيني كذا ؟؟؟؟ليه ؟؟ حرام عليك تتركيني ... اعطيك عمري بس ارجعي .. ارجعي دقايق بس وقوليلي شكنتي تبغين مني ... مها الله يخليك لاتتركيني وحيد .. انا احبك .. ومااتحمل اعيش من دونك.. الحياة بعدك صعبه... مر .. علقم.. مااتحملها لحالي... انتي سندي فيها ... انتي اللي حبيت فيها انتي حلاوتها .. لاتتركيني قومي تكفين... نعيش حياة جديده بعيد عن الناس.. حتى ضاحي اللي سميته على ابوك ماابغاه ... ابيك انتي بس.. مها يااغلى شي بحياتي اصحي ... كلميني انا فيصل الاولي فيصل اللي يحبك واللي لايمكن ينساك... مها... مها...مها ..يلا ياقلبي اصحي .. ارجعيلي مثل اول
_____________________________________
يهز فيصل جثة مها .. بس ماحصل استجابه... عرف انه الموت الحق .. قرب من وجهها وباس راسها وعيونها وكل شي بوجهها وهو يبكي ويقول : سامحيني سامحيني ياحبي سامحيني
يدخل الدكتور عليه ويحاول يطلع وهو يقول : ماينفع يااخ فيصل المره ميته وكلامك مابتسمعه
يعاند فيصل ويحاول انه يظل واقف ...: مااطلع مااطلع عنها الا لما تسامحني
الدكتور : انا لله .. البنت ماتت خلاص يااخ فيصل
فيصل يبجي : الله يخليك يادكتور رجعها للحياة .. دقايق بس والله بس دقايق
الدكتور : هذا امر الله .. واحنا مابيدنا شي
وبالموت طلع فيصل من الغرفه متسند على الجدار ويبجي بألم بقهر ..بحرقه ..
عامر يمسك بإيده : فيصل خلاص ياخوي ... لاتسوي في روحك كذا
فيصل : مها ماتت
عامر: الله يرحمها
فيصل : ماتت .. وماقالتلي وشكانت تبغى فيني
عامر: خلاص يافيصل بس
فيصل يجلس مكانه وهو يشوف السرير اللي يحمل جثمان مها يطلع من الغرفه ....
فيصل والدموع منهمره على وجنتيه : مااتحمل هالموقف .. مااتحمله
عامر يمسك بإيد فيصل ويبعده عن المكان : خلاص ..كافي امش معي
رجع للفندق وحالته حاله ...تعبان وحزنان.. وهموم الدنيا كلها على راسه...حتى النوم ماقدر ينامه ...
اليوم التالي... المقبره ... بعد صلاة العصر ..
عامر : يلا يافيصل .. خلاص الصلاة وصلينا عليها .. خلنا نرجع لديرتنا
فيصل : عامر اتركني معها شوي
عامر: مابقى احد بالمقبره ..خلنا نمشي
فيصل بألم : بقت مها ..مدفونه تحت التراب
عامر : لااله الا الله .. انتظرك في السياره ..
وعقب ماراح عامر جلس فيصل قريب عند قبر مها.. وازاح بعض الحصا اللي كان فوق القبر ...
فيصل بصوت مؤثر : مها ... انتي اكيد الحين تسمعيني ...ابغاك تعرفين انك الوحيده اللي حبها قلبي .. واني اذا كنت قسيت معك او اذيتك فإعرفي ان هالشي خارج عن ارادتي .. وابغاك تسامحيني ...سامحيني يامها
انا لازم اروح الحين بس تأكدي انك بقلبي للأبد .. للأبد يااغلى من عرفت ...
يرمي نفسه بالسياره وعيونه معلقه على المكان اللي استقرت فيه مها اخيرا .. في المكان اللي اكيد بترتاح فيه .. بجوار الرحمان الكريم المنان ...
عامر: نمشي ؟
فيصل : .....
عامر : الله يعينك
والطريق كان طويل اكيد .. بس عكس الطريق الاول .. لأن الاول كان امل فيصل كبير بأنه يشوف مها وترجعله اما الحين شنو بقى لفيصل ؟؟؟....
وفي نص الطريق :
عامر : بس يافيصل كافي صياح... اثقل شوي .. حتى يوم مات ابوك مابكيت هالكثر
فيصل : ابوي مات وهو راضي علي ... اما مها ماتت وهي شايله بقلبها علي
عامر: وشيدريك .. ؟ .. مانادتك الا وهي بتقولك انها سامحتك
فيصل :وشتفسيرك لآخر جمله قالتها ..." بشروه اني ابرحل "... تبشرني بموتها ياعامر .. تحسب ان موتها فرحتي ..
عامر : يمكن ماتقصد.
فيصل يمسح دموعه : ماخبرت البشاره الا للفرح..ويشهد علي الله اني حزنت بموتها ...
فتره طويله من الوقت يتخللها نحيب فيصل المؤلم ...
عامر : فيصل ..الله سبحانه وتعالى ..كتب لكل واحد منا يوم يتوفاه فيه..ومها هذا يومها المكتوب لها .. وترى بموتها ماانتهت الدنيا .. قدامك المشوار طويل والحياة تمشي وماتعبأ فينا ولابجروحنا .. كافي لاتسوي بنفسك كذا الحزن ياخوي ماهو زين ويصعب علي اشوفك بهالحال ومابيدي شي ... بس اللي بقوله لك .. ان انت الحين عندك عايله جديده .. ولدك ضاحي...و....وسمر اختي
فيصل : لا تقول ياعامر
حيل الله اقوى يالعيون الشقيه *** وش في يدي غير السهر والقصايد
اشوف حبي ميت في يديه *** واصوغ له بأبيات شعري قلايد
قالوا توفت وافقتها المنيه *** واصحى ترى اللي مات ماهو بعايد
الموت حق وخل نفسك قويه *** يا ما بهالدنيا تشوف النكايد
قلت العنا شي مااقدر عليه *** والحزن عندي صار سلم وعوايد
ماتت وذكراها على البال حيه *** ودموع عيني لاطرتلي شدايد
حبيتها والحب ماهو خطيه *** عشقتها عشق على العشق زايد
وافراقها للقلب من غير نيه *** وانا اشهد ان فراق الاحباب كايد
عفت الهوى عفت الليالي الهنيه *** عفت الغزل حتى منام الوسايد
كل الليالي عقبها سرمديه *** والا الفرح في دنيتي شي بايد
والقلب ميت من ممات الوفيه *** مايشحنه حب البنات الجدايد
عامر : انا لله وانا اليه راجعون ...
وبعد فتره بسيطه من الهدوء المأساوي ...
فيصل بنبره باكيه مؤلمه مؤثره جريحه تتخللها البحه الحزينه: يعني خلاص بنفترق؟؟؟؟؟؟

. . . . .



........................
..............................................النهـاية~متآبعه بصمت
....................................................................
اضافة رد مع اقتباس