مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 20/06/2009, 01:22 AM
سامي صعب يتكرر سامي صعب يتكرر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Exclamation عائض القرني .... وا أسفا علينا

وا أسفا علينا ،،،

مظاهر عديدة نشهدها ويأسى القلب من تغلغلها بيننا وهي أمراض فتاكة لا تبقي من الإنجازات شيئاً ولا تذر ،،،

لا أعلم داء أشد على الصحوة وشبابها من العجب بالنفس ،،،

عجبٌ جعل التلميذ يتطاول على أستاذه ،،،

وازدهرت بسببه موضة اقتناء السكاكين المزركشة المخصصة للذبح الناعم على سنة التطاول وازدراء الآخرين ولبس عباءة الغيرة بطريقة منكوسة ،،،

إنني لا أعمم حينما أقول : إن كثيراً من شباب الصحوة لشدة ولعه برموزها ظن أنهم معصومون من الزلل ، وأنهم لا يسعهم الخروج عن اجتهاده الشخصي ، وأن كل قول أو فعل ينافي تصوراته فهو مردود على صاحبه ويستحق منه العداء والسخط حتى يعود المخالف إلى حظيرة الرضا التام والقبول الشخصي ، حتى ولو كان المخالف شيخاً ثنى هذا الشاب ركبته بين يديه يوماً وربما قبله على رأسه قسراً بعد أن أبعد الشيخ رأسه عنه خشية الغلو والإطراء الزائد لكن هذا الشاب لجأ إلى حماسته المضطرمة وساعديه المفتولين ليلوي رقبة الشيخ لتصل شفتا الشاب إلى جبين الشيخ معلناً ولاءه ومحبته الفائقتين ،،،

لكن الأمر أخبرنا به الصادق المصدوق يوماً وهو يقول : " يرى أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه " اخرجه ابن ماجد وهو صحيح .

إن انشغالنا بأنفسنا أمر يحتمه علينا تقصيرنا في جنب الله ، وكثرة لغطنا وخطلنا ووقوعنا في غضب الله ، وربما كان أقل ذلك كله تصنيفنا للفضلاء بأنهم تغيروا او انتكسوا او تميعوا ، في دخول صارخ للنيات التي تحتاج لجراح قلب محترف ليشق الصدر ويظهر مكنونه الخفي ،،،

حينما يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أم الخبائث ويلعنها ويلعن شاربها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها وووو ...،،،

يعلم الصحابة أن من وقع في هذا الجرم العظيم فقد جازف مجازفة شديدة ،،،

فكان أسرعَ ماردده الصحابة قولُهم : انتهينا ... انتهينا ،،،

وفي غيبة من الوزاع الإيماني وتحت سياط الشهوة وتغلب الشيطان على الإنسان الضعيف ،،،

يقبض على صحابي في هذه الجريمة ،،،

والصحابة يتهامسون بينهم : لقد شرب الخمر ... شرب أم الخبائث ... عرض نفسه للعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،

يؤتى به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيأمر به فيقام عليه الحد ،،،

وبينما هو يُجلد ... إذ بصحابي فاضل يتجاوز الهمسات إلى الجهر ويقول :

لعنه الله ... ما أكثر ما يؤتى به !!!

ظن هذا الصحابي ان هذه الكلام سائغ في حق من لعنه الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ،،،

كيف يجرؤ أحد على التعرض للعنة نبي بل أفضل الأنبياء ،،،

إذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يرمقه بنظرة حاسمة تؤسس لمنهج رشيد في فقه الموازنات ويقول له كلمة خلدها التاريخ : لا تلعنوه فإني علمته يحب الله ورسوله ،،،

وفي رواية أنه أتي به فقال صلى الله عليه وسلم : اضربوه ، فطفقوا يضربونه هذا بيده وهذا بنعله وهذا بجريدة ، فلما انصرف قال بعض القوم : أخزاك الله ، فقال المصطفى : لا تعينوا الشيطان على أخيكم ،،،

أيها الأحبة ،،،

هبوا أن الشيخ عائض وقع في كبيرة من كبائر الذنوب ،،،

افترضوا أنه شرب الخمر ورؤي سكراناً وخرج كذلك في قناة إعلامية ،،،

أفلا يكفينا حديث رسوله صلى الله عليه وسلم لنرتدع عن الوقوع في عرضه وتقبيحه والدخول في نيته ؟؟

عفواً هل قلت : شرب الخمر ؟؟!!

وقع في أم الخبائث ؟؟

ومع هذا يدعونا ديننا إلى الوقوف معه ونصرته وإخزاء الشيطان والعودة به لحظيرة التوبة الواااااسعة ،،،

يا إخواني ،،،

الشيخ عائض لم يعاقر الخمر !!!

ولم يسمع الغناء !!!

ولم يرتكب موبقة تهوي بدينه لأسفل سافلين !!!

بل اجتهد فقط !!!

وأداه اجتهاده إلى ماوقع فيه بين يدي الناس من غيبة وتقبيح وتسفيل ودخول في نيته ،،،

لعل ذلك يكون كفارة له ،،،

لكن ؟؟

هل نسينا بلاءه في سبيل الله ؟

هل ذهبت أشرطته ودروسه التي بلغت الآفاق وتربينا عليها ردحاً من الزمن وتاب بسببها فئام من الناس أدراج الرياح ؟؟

هل يجزم أحدنا بأن اجتهاد الشيخ دليل واضح على انتكاسته وتغير منهجه وأنه سبب في حبوط أعماله السابقة ؟؟؟

صحابي جليل يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش ومع ذلك يصفه الله في كتابه بأنه مؤمن :

" يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة "

وكان خروجه لبدر وقتاله فيها سبباً كافياً لتكفير خطيئته وذنبه ،،،

هل يعلم أحدنا ربما كان اجتهاد الشيخ في ما مضى من عمره سبباً في مغفرة ذنبه وحصوله على رضا الله تعالى واحيي وبقي ؟؟؟

ختاماً :

أقول ماقلت وأنا يعتصر قلبي ألماً مما أراه من أحوالنا في هذه المرحلة الفتانة ،،،

والله يعلم أنني لا ألمز منكم أحداً ولا أعنيه بكلامي ، لكني أتقرب إلى الله بالذب عن عرض الشيخ عائض وإحسان الظن به ،،،

اقتفي بذلك سنة معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما وقع أحدهم في كعب بن مالك رضي الله عنه فقال معلناً تطبيقه الحرفي لدروس معلمه :

كذبت ، ماعلمت عنه إلا أنه يحب الله ورسوله ،،،

وأخشى والله أن يتطاير عنا شيوخنا ويكونون عرضة لشياطين الجن والإنس بسبب حماقتنا في التعامل معهم ، وتهافتنا في زيادة الهوة بيننا وبينهم ،،،


منقول للفائده
اضافة رد مع اقتباس