مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/06/2009, 06:56 AM
بلبل أزرق بلبل أزرق غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 05/03/2007
مشاركات: 468
" لا تقصص رؤياك .. "

قال الله تعالى حاكيا خطاب يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام حين قص عليه رؤياه :

" قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ "

قال الشوكاني رحمه الله :

[ نهى يعقوب عليه السلام ابنه يوسف عن أن يقصّ رؤياه على إخوته ؛ لأنه قد علم تأويلها وخاف أن يقصها على إخوته فيفهمون تأويلها ويحصل منهم الحسد له ،
ولهذا قال : { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا } وهذا جواب النهي وهو منصوب بإضمار أن ، أي : فيفعلوا لك ، أي : لأجلك كيداً مثبتاً راسخاً لا تقدر على الخلوص منه ، أو كيداً خفياً عن فهمك .
وهذا المعنى الحاصل بزيادة اللام آكد من أن يقال : فيكيدوا كيداً .
وقيل : إنما جيء باللام لتضمينه معنى الاحتيال المتعدى باللام ، فيفيد هذا التضمين معنى الفعلين جميعاً : الكيد والاحتيال ، كما هو القاعدة في التضمين أن يقدر أحدهما أصلاً والآخر حالاً ،
وجملة { إِنَّ الشيطان للإنسان عَدُوٌّ مُّبِينٌ } مستأنفة ، كأن يوسف عليه السلام قال : كيف يقع منهم ؟ فنبهه بأن الشيطان يحملهم على ذلك ؛ لأنه عدو للإنسان مظهر للعدواة ، مجاهر بها
] .

و القرطبي رحمه الله عقب على الآية بذكر إِحْدَى عَشْرَة مَسْأَلَة فليرجع إليه فهو نفيس .
ومن تلك المسائل قال رحمه في المسألة الثامنة " بتصرف " :

[ هَذِهِ الْآيَة أَصْل فِي أَلَّا تُقَصّ الرُّؤْيَا عَلَى غَيْر شَفِيق وَلَا نَاصِح , وَلَا عَلَى مَنْ لَا يُحْسِن التَّأْوِيل فِيهَا .. ].

وقال في التاسعة "بتصرف":
[ وَفِي هَذِهِ الْآيَة دَلِيل عَلَى أَنَّ مُبَاحًا أَنْ يَحْذَر الْمُسْلِم أَخَاهُ الْمُسْلِم مِمَّنْ يَخَافهُ عَلَيْهِ , وَلَا يَكُون دَاخِلًا فِي مَعْنَى الْغِيبَة ; لِأَنَّ يَعْقُوب - عَلَيْهِ السَّلَام - قَدْ حَذَّرَ يُوسُف أَنْ يَقُصّ رُؤْيَاهُ عَلَى إِخْوَته فَيَكِيدُوا لَهُ كَيْدًا ,
وَفِيهَا أَيْضًا مَا يَدُلّ عَلَى جَوَاز تَرْك إِظْهَار النِّعْمَة عِنْد مَنْ تُخْشَى غَائِلَته حَسَدًا وَكَيْدًا
] .
اضافة رد مع اقتباس