مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 31/05/2009, 10:39 PM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
لا رهبانية ولا غلو في الدين الاسلامي !!!!!!!!

أنا مسلم وإسلامي قائم على أساس أن الله صمم لنا الدين الإسلامي تصميما حكيما واضحا وضوح الشمس، ولا أقبل ما نفاه القرآن "رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم" "الحديد 27" هذه الرّهبانية سببها أولئك الذين "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" "التوبة 31" والغريب الذي لا يستقيم مع قيم الإسلام الحق الذي نبّه المؤمنين من الوقوع فيه، ويغربهم عن الإسلام الصافي الطاهر المطهر في قول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم" "التوبة 34".

لقد أفادنا القرآن بدقة وبيان، لا يستوجب الجدل، لما يتضمّن من برهان ساطع، وحجة زاهقة الباطل، "لتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربّنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين، وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين" "المائدة 82-84"...

ومما لا شك فيه أن المسلم لا يعيش وحده، منقطعا عن مجتمع المسلمين، بل يعيش في وسطهم، فكل مسلم له أب وجد، وأعمام، وأخوال وأقران، وأصحاب، يعيش معهم، ويحتكّ بهم يوميا، ويتعلم منهم في كل لحظة، ويعلمونه أيضا في كل حين علوما ومعارف جديدة تتعلق بالحياة، وشؤون الدين، فمن يجهل شأنا يسأل عنه من هو أفقه منه، وهكذا تزداد خبرته في الحياة والدين كل يوم، فيتعلم مناسك الدين والعبادات، دون الحاجة للدخول إلى مدرسة أو إلى فقيه متخصص في الدين. فالإسلام كله دين يسر وليس بدين عسر، ودين عقل ومنطق، فكل ما يقبله العقل والمنطق هو من الدين القويم، وكل ما يرفضه العقل والنطق السليم أيضا.

ليس في الدين الإسلامي من حاجة إلى وسيط بعد العبد وربه، فكل مؤمن يستطيع الاتصال بربه مباشرة عن طريق القرآن، فيفهم به من الله ما يشاء، ويصل عن طريق الرجاء والدعاء بعد العمل إلى ما يريد. هذه الفكرة الأساسية في الإسلام يجب أن لا يضيعها المسلم أبدا، وقد أضاعها الذين أحبوا أن يكونوا وسطاء بعد العبد وربه، لا حرصا على مصلحة عبيده من المؤمنين بل سعيا وراء منافع دنيوية. وهي الفكرة التي كتب عنها علماء الإسلام جميعا وحذروا من الانحراف وهي من الشبهات في نظر كبار العلماء، واعتبروها من الغلوّ، والقرآن حذّر من الغلو في الدين "قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" " المائدة 77" أي أن من واجب المسلم أن ينبّه أهل الكتاب إلى هذا الخطأ الذي وقعوا فيه بمغالاتهم في الآية التالية عن عيسى بن مريم "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا، لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم جميعا" "النساء 171-172".

فالغلو هنا واضح وهو المبالغة، وتجاوز الحد والإفراط، أي أن أهل الكتاب غلوا في عيسى بن مريم عليه السلام، فأضافوا إلى طبيعته البشرية طبيعة إلهية، والطبيعتان متحدتان، كما قرر مجمع رؤسائهم الذي انعقد إثر تفريقهم إلى شيع حول هذه المسألة فقادهم ذلك إلى أن كفروا وقال فيهم تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" " المائدة17" والله تعالى لا يغفر الكفر للإنسان بسهولة. فمعاني الآيتين المتعلقتين بالغلو تقريبا نفس المعاني والاختلاف في الموضوع، فالآية المتحدثة عن المسيح عيسى عليه السلام هي توجيه من الله لأهل الكتاب لأمر عام مباشر، أما الآية التي بدأت بكلمة "قل" فهي خطاب للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولمن يأتي بعده من المؤمنين حين يقرؤون القرآن.

ولهذا ما دمنا مكلفين أن ننصح إخواننا من أهل الكتاب، فمن باب أولى أن ننصح بها أنفسنا قبل ذلك ولا نقع نحن أيضا في مثل ما وقعوا فيه وقد قال الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم

وقد حذّر الرسول عليه الصلاة والسلام من الوقوع في الغلو في الدين عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين" وفي رواية أبي القاسم بن بشران عن عمر قول الرسول عليه الصلاة والسلام "إياكم والتعمق في الدين فإن الله تعالى قد جعله سهلا فخذوا منه ما تطيقون فإن الله يحب مادام من عمل الصالح إن كان يسيرا".

مما ذكرت أؤكد أنا مسلم، لن أميل إلى الغلو، ولن أخشى الرهبنة، فإمامي هو القرآن ومرشدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا غمضت علي بعض المفاهيم، أستعين بأهل الذكر كما أمر الله "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" " النحل 43" و"الأنبياء 7"، فلا رهبانية ولا غلو في الإسلام.
اضافة رد مع اقتباس