كرة القدم تلك المجنونة التي سحرت العالم بأسره وصرفت الملايين بل والمليارات لأجلها تعتمد في سحرها على وجود عنصر المفاجأة والمباغتة ، مليئة بالمفاجآت ميدانها واسع قد يجد أي نجم فرصة للتهديف ولو بعمل فردي بحت ، كما قد يتكمن مجموعة (فريق) من هزيمة آخر ليس لأنهم فنياً أفضل انما هناك عوامل عديدة نفسية وادارية وتاريخية بل وجغرافية أحياناً .
لا أريد أن أطيل المقدمة ولكن لابد أن الجميع قد لاحظ انعدام هذه العوامل التي هي السبب الأول والرئيس في عشق الجماهير لكرة القدم تحديداً دون غيرها من بقية الألعاب.
ودعوني أركز على شريحة مصغرة جداً ولكنها تحكي الواقع المخيف لكرتنا السعودية وهذه الشريحة هي مسابقة كأس ولي العهد.
فبدون أدنى جهد استطاع الهلال والاتحاد والأهلي والنصر الوصول الى دور الأربعه وقد نستثني الأهلي من مسألة الجهد ولكن ليس من الوصول المتوقع .
ثم نأتي لدور الأربعة وتضع القرعة الاتحاد في مواجهة النصر تلك المواجهة التي لا تحمل اي نوع من انواع التكافؤ وان كنا نحاول افتعال ذلك عبر الصحف والمنتديات . ولكن الواقع مختلف تماما والنتيجة يكاد يجزم الجمهور كل الجمهور (اللي فاهم كورة) بفوز الاتحاد سواءً في مجموع اللقائين او في كل لقاء على حدة ، ويبقى كل ما يدور حول هذا الموضوع عدا تأهل الاتحاد انما هو لاثراء الساحة الرياضية وملء العواميد الفارغة والاستمتاع بنرفزة هذا وذاك والضحك على المقابلات التلفـــــسمعية.
وعلى الجانب الآخر في المربع النصف ذهبي يلتقي الهلال والأهلي ، ذلك اللقاء الذي يستمتع به الهلال وجماهيره وترتعب منه جماهير الأهلي ولاعبيه ، ونتيجة اللقاء وفي جدة اذا انتهت لصالح الهلال (وهو المتوقع) فان الهلال سيكون لم يأت بجديد ولا الأهلي كذلك .
لتبقى الاثارة فقط في لقاء النهائي (اذا مشت الامور بشكل طبيعي) والتي سيتدخل عامل المكان والزمان في تحديد هوية البطل وبشكل كبير ومن المفترض ان يكون النهائي كذلك ذهاباً واياباً ولتكن المباراة النهائية في المكان الذي تحدده الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولكن على الاقل تكون الفرصة جيدة للاستفادة من الأرض والجمهور في اللقاء السابق لذلك الفريق، كما أنها فرصة للجماهير والنقاد والمتابعين بالاستمتاع خصوصاً اذا علمنا ان المتعة والترقب اقتصرت على لقاء الهلال مع الاتحاد .