مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 05/03/2004, 07:27 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
srabالهلال srabالهلال غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
مسؤولية الآباء

عن تربية الأبناء


مصطفى الصيرفي


روى البخاري ومسلم والإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ] .
من هذا الحديث الشريف الذي يعتبر قاعدة أساسية في التربية ، نستنتج أن تربية الوالدين للأبناء هي التي تثبت فطرة الله التي فطرَ الناس عليها في نفوس الأبناء ، أوتنحرف بهذه الفطرة وتغيرها إلى يهودية أو نصرانية أو مجوسية ، وليس ذكر هذه الملل للحصر ، وإنما يقاس عليها كل مذهب أو ملة تنحرف عن فطرة الإسلام كالألحاد أو اللادينية والوجودية والطبيعية والمادية والإباحية ، وغيرها من المذاهب والملل التي تنافي وتخالف فطرة الله وتحارب دينه وشرعه .
ويضاف إلى ذلك أن الوالدين هما اللذان ينشّئان الأبناء على صفات الخير أو صفات الشر ، فهما اللذان ينشئان عالمًا او جاهلاً ، صالحًا أو فاسدًا ، مستقيمًا أو فاسقًا ، وذلك بالتربية والتعليم والتأديب والقدوة الحسنة .
إخواني أولياء الأمور :
إن مسؤوليتكم عن تربية أبنائكم مسؤولية عظيمة أمام الله سبحانه وتعالى ، وسوف تُسألون غدًا عن هؤلاء الأبناء .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة ).
وكيف نقي أهلينا - وفي مقدمتهم الأبناء - تلك النار الهائلة إذا لم نربهم على مبادىء الإسلام ، ونخلّقهم بأخلاق القرآن ، ونَسِرْ بهم سيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
إن تربية الأبناء ورعايتهم يجب أن تحظى لدينا بالمقام الأول في أعمالنا ومشاغلنا الدنيوية ، فلنخصص لأبنائنا الوقت الكافي ، مقدمين ذلك على العمل والتجارة والسفر والسياحة والمتعة ، حتى ننجو عند الله من المساءلة والحساب ، ونكون عنده من المقبولين .
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ] .
إخواني أولياء الأمور :
الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب ، وما قدمتم في دنياكم تلقون جزاءه في أخراكم ، وإن الولد الصالح منجاة لوالديه بعد موتهما ، وامتداد لأعمالهما الصالحة في دنياه .
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقةٍ جارية أو علمٌ ينتفع به ، أو ولدٌ صالح يدعو له ] .
فيا سعادة من ربّى أبناءه تربية صالحة حتى يكونوا له ذخرًا يوم القيامة .
اضافة رد مع اقتباس