مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/05/2009, 11:58 PM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
نار الحجارة وثورة البركان

نار الحجاز وثورة البركان



من اهم الاحداث التي تعرضت لها المدينة المنورة سنة 654 هــ البركان الذي ثار في الحرة الشرقية بالنسبة للمدينة المنورة، وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن نار هذا البركان، كما روي في الصحيحين: لا تقوم الساعة حتى تظهر نار في الحجاز، وروى البخاري: نار في ارض الحجاز تضيء اعناق الابل في بصرى. وقد ثار هذا البركان ثورانا عنيفا وصفه المؤرخون، وقالوا انه سبق ثورانه زلزال عنيف تردد في يوم واحد 18 مرة، واهتزت له المنابر، وسمع لسقف المسجد صرير عظيم. وقال القسطلاني: فلما كان يوم الجمعة نصف النهار ظهرت تلك النار فثار من محل ظهورها في الجو دخان متراكم غشى الافق سواده، فلما تراكمت الظلمات واقبل الليل سطع شعاع النار فظهرت مثل المدينة العظيمة. وقال القرطبي: وقد خرجت نار بالحجاز بالمدينة الشريفة. وكان بدؤها زلزلة عظيمة ليلة الاربعاء ثالث جمادى الاولى سنة 654 هــ، واستمرت الى ضحى يوم الجمعة فسكنت وظهرت النار. قال: وكانت ترى صفة البلد العظيم عليها سور محيط عليها شراريف وابراج ومآذن، ويرى رجال يقودونها لا تمر على جبل الى دكته واذابته، ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر احمر وازرق وله دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور بين يديه. واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم فانتهت النار الى قرب المدينة المنورة، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر. قال القرطبي وقال لي بعض اصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة ايام وسمعت انها رؤيت من مكة ومن جبال البصرى. وقال القسطلاني:‍ ان ضوءها استولى على ما بطن وظهر حتى كأن الحرم والمدينة قد اشرقت بهما الشمس. ونقل ابو شامة انها رؤيت من مكة ومن الفلاة جميعها ومن ينبع.
وروى ابو شامة ايضا انه اخبره من يثق به انه بلغه انه كتب بتيماء على ضوئها الكتب! وقد استمر ثوران البركان مدة ثلاثة شهور كما رواه المؤرخون يسكن مرة ويثور اخرى حتى همدت ناره نهائيا.
ونقل ابو شامة ان سيل هذه النار انحدر من واد الشظاة حتى حاذى جبل احد، وكادت تقارب حرة العريض وانطفأت هناك ورجعت تسير في الشرق. وقال بعض المؤرخين: انها سالت سيلا ذريعا في وادي طوله اربعة فراسخ وعرضه اربعة اميال وعمقه قامة ونصف وهي تجري على وجه الارض والصخر يذوب ويتجمع في آخر وادي الشظاة الى جهة جبل وعيرة حتى سدت الوادي بسد عظيم من الحجر المسبوك بالنار. ورواية المؤرخين كلها تدل على هول النار وزحفها صوب المدينة وقد حمى الله منها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
اضافة رد مع اقتباس