قبل اسابيع عديدة صادف ان جمع بيني وبين اصدقائي حديث حول الأطباء .. وكان من ضمن الحديث ان قلت : اتمنى لمهنة الطب تحديدا ان لا يلتحق بها سوى نخبة المجتمع من ابناء الاسر المعروفه والذين يتمتعون بمقدرات مالية تغنيهم في البحث عنها !!

كان هذه الفكرة محط استهجان واستياء كاد ان يصل للاشتباك بالايدي من قبل اصدقائي الأحبة وكانت وجهة نظرهم : ان هذا تمييز وتفرقة مقيته واتهموني بأنني ( عنصري طبقي ) ! لا ادري من اين أتوا بهذا المصطلح الذي تمكن من استفزازي

حاولت التفسير ولم يسمحوا لي والكثرة تغلب الشجاعة

عدت الى منزلي وانا افكر بالموضوع .. حقيقة بنيت وجهة نظري لأن الاطباء الا من رحم حولوا مهنة سامية كالطب الى تجارة رخيصة .. وفكرت ان الانسان الذي يتمتع باكتفاء مادي وضمير يقظ عطفا على مستوى التربيه كفيل ان لا يجعل المستشفيات تمارس عليهم اي ضغوطات تتعارض مع القيم الاخلاقية لهذه المهنة وتحويلهم الى مندوبي مبيعات في حاجة الى تحقيق اهداف بيع محددة !!

ولكن الحق يقال فقد رايت في حديث اصدقائي الذي نادرا ما يتفقوا على شئ مثلما اتفقوا على هذا الأمر ( حتى انني قلت لهم : اكاد اشك في اصولكم العربيه عطفا على حالة الاتفاق المستحيل حدوثها في وجداننا الثقافي ) انه من الظلم حرمان فئات اجتماعية تمكنت من خلال جهدها وتميزها ان تتبؤ مكانه باسم ( طبيب ) .. شعرت ان هنالك شئ من الظلم فعلا خاصة وان الضمير اليقظ ليس حكرا على احد دون الآخرين ،،،

فكرت ثم فكرت ولم اتوصل الى شئ فقررت النوم ولم أنم .. فحقدت على اصدقائي والموضوع الذي اثاروه



هنالك مسؤولية على الجهات الرسمية في متابعة المؤسسات الطبية .. فالى جانب التأكد من كفاءة الاطباء والممرضين والتحقق من شهاداتهم وقدراتهم يثار ايضا النقاط التالية :

1 - نسبة عدد الاطباء الى مجمل عدد السكان .. فطبيب واحد مقابل ( 10000 ) مواطن لن تكون خدمته مثلما تكون طبيب الى ( 1000 ) مواطن .. فعلينا ان لا ننسى ان هؤلاء بشر ولهم طاقات محدودة .

2 - وجود مؤسسات طبية قادرة في الحكم والفصل في النزاعات التي تنشأ عن الأخطاء الطبية والتحقق ان هذا الخطأ كان بسبب الاهمال او انه قدر الشخص المريض .

3 - محاولة التركيز على الجانب الانساني للمهنة قبل البحث عن العائد المادي والمختصين في ذلك قادرين على عمل معايير واخلاقيات تفرض وتراقب على الجميع .


شكرا لك ايتها المبدعة عتيبية

والله يعطيك العافية ،،،