مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 20/05/2009, 09:03 AM
المنتدى الاستشاري المنتدى الاستشاري غير متواجد حالياً
المجلس العام
تاريخ التسجيل: 28/04/2003
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,104
ico9 :: يوم في ذاكرتي :: .. يستضيف المشرف المتألق ( أبو ميار )





فكرة : القيصر رهيب
إعداد وتنسيق : الهنوووف
تصميم : القيصر رهيب


بكل الحب والمودة نرحب بأعضائنا وزوارنا الكرام في سلسلة جديدة من


يوم في ذاكرتي

في حياتنا أيام لا تنسى ..
حملت بين جوانبها أحداث ومواقف شتى ،،
تحكي لنا .. عن ذكريات ماضية
في سطور سوف تبقى خالدة
عبر
.. ( يوم في ذاكرتي ) ..





ضيفنا \ مشرف منتدى الرياضة السعودية ومنتدى المنتخب السعودي
«¤¶ أبو ميار ¶¤»


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


سعدت بالإستضافة التي أتتني من شخص عزيز على أن أكتب عن يوم من حياتي عبر المجلس العام للشبكة .. وما أستغرب هذي الأفكار الجميلة والرائعة ..
مع إني كنت أتمنى إنكم تجوني في البيت مثل طريقة هذي حياتي وتصورون معي علشان أخليكم تشوفون المسبح اللي في الصالة
وتشوفون وشلون أطبخ وأصلّح بيض بس من جد مالها إلا ماجد

عموماً هذي مقدمة بايخة .
. فلذلك سأبدأ بالكتابة لكم عن يوم في حياتي لن أنساه ما حييت وهو يوم حزين جداً ولكن أحسست أنني قدمت شيئاً فيه ..




«¤¶ اتصال عاجل ¶¤»

كنت وقتها أدرس في أحد الجامعات وكنت مهمل في دراستي لدرجة كبيرة وكثير الغياب .
إلى أن أتى أحد الأيام وكالعادة نمت متأخر وتم إيقاضي بالغصب عند الساعة السابعة ليتم بدأ برنامج يوم دراسي جديد ..
طبعاً أنا صحيت من النوم وكالعادة مسافة أكثر من متر قدام ما أشوف من كمية النوم الموجودة عندي
وكالعادة أروح لسيارتي من دون ما أغسّل حتى وجهي وأروح لمكان بعيد عن الأنظار وفيه شجر وظلال على كيفك
وأقفّل أبواب السيارة وأشغل المكيّف وأنام إلى الساعة التاسعة أو العاشرة حسب المزاج
. فإن صحيت وكان عندي محاظرات رحت للجامعة وإذا ما فيه محاظرات شريت جرايد وأروح للبيت ومسوي كأني راجع من الجامعة .


المهم في ذلك اليوم كان الأمر غريب حيث خرجت في الساعة السابعة ووجدت أمي جالسة بالصالة على غير العادة وكأنها تعبانة قلت بسرعة
.. يمّه فيك شيء قالت لا بس رح للجامعة تأخرت .

رحت وأنا أوجس في نفسي خيفة بس تعوذت من الشيطان وقلت شكلها أوهام ..
وأروح للمكان المحدد وأنام .. بعد نص ساعة يجي إتصال من الوالد ما رديت ثاني وثالث ورابع . قلت يا إن أبو كشفني أو إن فيه مشكلة ..

قررت إني أرد واللي يصير يصير ..
رديت على الجوال ..

أبوي : وينك ؟
أنا : في الطريق للجامعة !!
أبوي : أرجع اللحين !
أنا : ليش ؟
أبوي : أمك تعبانة .
أنا : اللحين راجع .

وأروح للبيت وأشاهد أبوي أختي الكبيرة والشغّالة واقفين عند أمي اللي كانت وأنتم بكرامة تستفرغ دم .. وكانوا طالعين للمستشفى
. ويركبون معي ونروح للمستشفى .

«¤¶ البحث عن سرير ¶¤»


وصلنا المستشفى وأنا على أعصابي والدموع تنزل من عيني وخايف والشيطان يصوّر لي الحكاية على عدة أشكال وألوان
وأبوي يقول تعوّذ من الشيطان إن شاء الله ما فيها شيء وأدع لها إنها تقوم بالسلامة .

المهم طلع الدكتور وقال عندها نزيف حاد ولازم أحد يتبرع بدم .
طلعت لا شعورياً وأروح أمر على كل الإستراحات وكل الشباب اللي عندنا في الديرة وأقولهم ..

والحمد لله ماقصّروا معي كلّهم تواجدوا بالمستشفى .. ووصل عددهم لأكثر من 60 شخص .
. وأزدحم المستشفى بشكل غير طبيعي حيث إنه كل شوي يجون دفع جديدة ..

المهم قال الدكتور أخذنا مايكفينا من الدم وزيادة ونجلس ننتظر فرج رب العالمين ..
صار الظهر وقال الدكتور لازم تنقلونها لمستشفى في عنيزة ؟؟
قلنا ليش قال حالتها خطيرة ولا عندنا التجهيزات اللي تعالجها .. ونكلّم المستشفى اللي في عنيزة وأرسلنا التقارير ووافقوا ..
ورحت أنا مع أمي هي بسيارة الإسعاف وأنا وراها بسيارتي وكنّا هناك قبل العصر ..
عملوا الفحوصات وقالوا إن الدم المنقول لها لم يوضع في صفائح لذلك فإن عندها تكسّر بالدم قلت والحل .
قالوا ما عندنا تجهيزات ولازم تنقلونها للمستشفى الجامعي بالرياض بس لازم موافقة ..
كلمنا المستشفى الجامعي وقال ما عندنا أسرّة فاضية وتبدأ عملية البحث عن واسطة للأسف لعلاج مريض ..

ونجد واسطة وتتم الموافقة وتسافر أمي بالإخلاء الطبي للرياض وأنا خلفهم بالسيارة . ولا زال معها نزيف ..

«¤¶ الصديق وقت الضيق ¶¤»

نصل للرياض قبل العشاء وللطوارئ وكان في إستقبالنا عند باب الطوارئ جدتي ( أم أمي ) وعمتي وعدد من خوالي
وكان الموقف بالنسبة لي مريب جداً حيث أن عمري 19 ولم أمّر في مثل هذه المواقف .. ولا زلت صغير على مثل هذه الأمور .

نسيت أقولكم موقف صار لي بالطريق للرياض .. سيارة الإسعاف توقفت في محطة العتش ( تبعد عن الرياض 100كم تقريباً )
نزلت أنا أسلّم على أمي ..

ودخلت وأشوف دمعتها على عينها وتقول لا تروح خلك عندي !! قلت أنا بالسيارة وراكم . قالت أخاف عليك لأننا مسرعين
.. قلت لا إن شاء الله أنتي توكلي على الله .

المهم أعود لأكمل بعد أن دخلنا المستشفى بعد العشاء أدخلوا أمي في العناية المركّزة وطلبوا من الجميع مغادرة المستشفى وبقيت أنا لأني أنا اللي جاي معها ..
وأخذوا رقم جوالي وقالوا لي رح قلت وين أروح قالوا أمك بالعناية المركزة أنت رح وإذا فيه شيء نكلمك على الجوال .
قلت ويمكن متى تردون علينا أو نمر نسأل قالوا بكرى الصباح ..

كلمت أبوي وقلت له الموضوع . قال أنت أرجع للقصيم إذا تقدر وبكرى نجي أنا وأنت بعد الظهر .
قلت شورك وهداية الله ..

وأمشي للقصيم وأنا الدموع ما تنزل من عيني ويوم صارت الساعة 10 يجيني إتصال من رقم ثابت .

أنا : ألو
الطرف الثاني : أنت متعب .
أنا : نعم .
الطرف الثاني لازم تجي اللحين .
أنا : وين ؟
الطرف الثاني : المستشفى الجامعي .
أنا : أوكي .


وأرجع من للمستشفى ويمكن قطعت أكثر من 100كم .
ووصلت للمستشفى على الساعة 11 وأدخل للدكتور . وقالي الدكتور أمك بنصلّح لها عملية اللحين ولازم توقع على الورقة هذي
. قلت وش نوعها وعطاني نوعها وقال نسبة نجاحها بعد توفيق الله 50% . ولازم توقع إنك موافق .
أدق على أبوي ما يرد على خوالي ما أحد يرد وآخذ القرار وأوقع .
قلت يمكن أسلّم على أمي قال أمك في غيبوبة .
وأنا اللي أنهبل قلت ومتى تنتهي العملية قال الساعة 2 ونص الفجر بس فيه شيء مهم لازم تجيبون لنا ناس يتبرعون بالدم قلت اللحين ؟
قال مو شرط لأن عندنا كمية دم لكن لازم تعوضونها ببنك الدم !
قلت طيب أنا أشوف الموضوع قال خذ رقم الملف وأي واحد يتبرع يقول أنا أتبرع لرقم الملف هذا .
وأكلّم على واحد من الشباب في الرياض وكان ضابط .
وقلت له السالفة وقال اللحين أبرسل لك ناس يتبرعون ..

خويي الضابط قال للأفراد اللي عنده اللي يروح يتبرع اللحين يعتبر نفسه إنتهى دوامه .
وما صدقوا العالم وطلع أغلبهم وتبرّع .

«¤¶ فرج بعد ضيق ¶¤»

المهم تجي الساعة 2 ونص وأروح للمستشفى وأنا أسحب نفسي سحب وهيئت نفسي لأي خبر يمكن أن أسمعه .

وأنتظر ويطلع لي الدكتور بعد ما أنتظرت ربع ساعة ويقول تعال معي للمكتب .
وأنا أسأله نجحت أو لا . يقول إن شاء الله خير تعال معي للمكتب .
وأروح للمكتب والعبرة بتطلع خلاص قلت إنتهى كل شيء .

ويقول لي الدكتور وأذكر عائلته العقيّل . قال شوف يا متعب العملية الحمد لله نجحت ولكن .
لا زالت مشكلة الدم موجودة لديها لازم تترقد عندنا في المستشفى لمدة شهر تحت الملاحظة .
والحمد لله أمك تهاوشنا أنا وعزرائيل عليها ولكن ربك هو المنجي وهو الشافي .
أمك جت عندنا وهي بحالة خطيرة جداً جداً والحمد لله قدرنا نحل شيء من المشاكل ومو كلّها .
أمك راح تصحى من البنج بكرى الصباح تقدر تشوفها .

المهم طلعت وأنا أصيح من الفرحة وما جاني نوم كنت أبغى أشوف أي واحد أسولف معاه كان الوقت الفجر .

طبعاً إلى هنا إنتهى اليوم المطلوب إني أحكي قصته .
ولكن أبضيف شيء بسيط من اليوم التالي إن سمح لي المسؤولين عن الموضوع .

أول ما قابلت أمي بعد ما صحيت من البنج ( طبعاً الدكتور كان مقابلها وقالها عني كلام يفرّح ) قابلتها وكان عليها كمّام الأوكسجين .
مسكت ايدي وحبّتها وتمتمت بصوت وقالت الله يخليك ويوفقك .
وقتها كان بيغمى علي من الفرحة .
لأن هذا اللي أحتاجه من الدنيا هذي .
دعوة الوالدين وخاصة الأم ..

الوالدة الحمد لله الآن بصحة وعافية ولكنها تمّر بعض الأوقات بأزمات وتعدّي مع توفيق الله ومن ثم العلاج .

دعواتكم لها بالصحة والعافية ..


وتقبلوا تحياتي .
متعب





ونحن بدورنا نشكر المشرف القدير أبو ميار لقبوله دعوتنا
الحمد لله على سلامة الوالدة أطال الله بعمرها ورزقك برها
وجعلها اخر الايام الحزينة في ذاكرتك

\

/

نلقاكم مع عددٍ آخر وضيفٍ جديد في

( يوم في ذاكرتي )



مشرفوا و استشاريوا
المجلس العام
يقدمون لكم أرق التحايا وأطيبها