مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 17/05/2009, 02:39 PM
" أَبُو لارا " " أَبُو لارا " غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 11/12/2007
المكان: حيث ما وجد الهلال أكون
مشاركات: 3,973
،،
،،
رحمك الله يا هـديل الحضيف .. وأسكنك فسـيح جناتـك ..

فتاة مميزة .. وقاصة رائـعة .. وكتاباتها تجبر الشخص على قراءة ما تـخط قلمها ..
فهي فعـلاً كـاتبة رائـعة ..

موتـها رغيـب .. إلا الآن لم يـعرف سببها ..
لكن يار ب أرحمها .. وأغفر لها .. يا رب العالميـن ..

فأبـها كاتب رائـع .. وإن كـان قليل الكتابـة ..

أبها يرثي لبنته هـديل رحمها الله

عـام مضى.. ومـــــازلت أبكي..!
حينما تبكي من وجع، غير أن تبكي من جزع. لم أكن أعلم أن الحزن يتوغل بهذا العمق. لم أكن أعلم،
أن هناك جرحا يستعصي على النسيان. قبل شهر بدأت أكتب يوميات رحيلها.. عليها من ربي شآبيب الرحمة.
كنت أظن أني سلوت: الجرح حاضر وطري في القلب..لكن (اللغة) تتأبى. تصغر وتتضاءل، أمام هول الحدث
كلما خططت حرفا، غامت العينان، واختنق الصدر بزفرة.. فأؤجل..!
أعلم أني سأسمع حديثا طويلا في “الصبر والاحتساب”.. لكن أن تبكي من جرح، غير أن تحتج عليه..!
تأتي مناسبة رحيلها، و (أسيرنا) وحبيبنا ابراهيم، أبو عبدالرحمن.. في غيابة جب، وغيبوبة غيهب، تهوي بنا إلى قرار سحيق:
أم حطمها غيابه، وأطفال يتقصفون مثل أوراق خريف..إذ(يجف) مصدر حياتهم، وأنا (الأخ) الأكبر، تشرئب لي أعناق..
وأطأطيء ذلا، وعجزا، وخجلا..! تأتي مناسبة رحيلها الأولى، و(الطفل) في داخلي يزداد يتما..
يصرخ : أين الصدر الذي طالما آويت إليه، كلما ازداد التوحش .. أينك أبي..؟
يعوي الصدى : أبببببي.. أبببببي..ونار تأكل الصدر..!
استبد بي الشوق لهما .. كليهما. الأثنين الماضي، ذهبت الى مقبرة النسيم..
حيث يرقد الجسدان الطاهران. أبي في شمالها، وهديل في جنوبها. كأنما هو قدر أن يتقاسما طرفيها، لتنتشر غمامة من الحب بين الضريحين،
تظلل الراقدين بصمت. وقفت على القبرين، ولمست حصباءهما. ناديت.. وحلفت أني بشوق إليهما. لم تفلح (الكبرياء)،
في أن توقف ماء غزير انبجس من عينين عذبهما الرحيل.. وما تفتأ مطارق الفقد والوحشة، تدق قلبا تكسرت النصال فيه على النصال..!
صباح الخميس.. اليوم، كنت على (موعد)، يؤكد أن عاما مضى، لم يغير شيئا. فتحت بريدي فتدفق علي الدمع والوجع..!
قرأت.. وبكيت إلى آخر فاصلة.. ثم بكيت. ركبت سيارتي وبكيت. وصلت مكتبي.. وبكيت.
“لهفة الرحيل”.. فتحت علي أبواب السماء، بدمع سخين.. فأنا منذ الصباح، غارق.. شارق.


شـكراً يا عقد الياسمين

اخر تعديل كان بواسطة » " أَبُو لارا " في يوم » 17/05/2009 عند الساعة » 03:00 PM
اضافة رد مع اقتباس