مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 04/05/2009, 12:52 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اهلا وسهلا اخي الكريم الجاحظ



سأبدأ يا اخي الكريم من حيث انتهيت بتساؤلك ( أين نحن ؟ )

يبدو لي اننا في مرحلة يبحث المجتمع فيها عن حقيقة نفسه وحقيقة ما يتطلع اليه وحقيقة المفاهيم والافكار التي يعتنقها والتي تحيط به من كل جانب ..

كان سقوط الدولة العثمانية في توقيت لم يكن مناسبا لنا كمسلمين في المقام الأول وكعرب في المقام الثاني كان لهم اليد الطولى والدور البارز في قيادة هذه الأمة .. والسبب لأنه لم تكن هنالك قوة قادرة ان تحمل الأرث العثماني لكي تعود بنا من جديد كما حدث وحمل الخلفاء الراشدين مسؤولية الأمة بعد رحيل المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن ثم دور الأمويين بحمل المسؤولية بعد الفتنه التي عصفت بهم وكان أفظع نتائجها أغتيال شخصية في مكانة سيدنا علي كرم الله وجهه ومن ثم العباسيين الذين ظهروا في الوقت المناسب لكي يحملوا الراية مع بداية تداعي الدور التاريخي للأمويين ثم كانوا العثمانيين الذين انتشلوا الأمة من سقوطها الذريع عندما وضع المغول اقدامهم في ارض بغداد ،،،

للتاريخ دورته الطبيعية تصعد قوة فتسقط لتحمل قوة أخرى مسؤولية استكمال الدور الريادي لهذه الأمة .. ولكن عندما سقط العثمانيين كان الجهل هو الذي يسود مجتمعاتنا وكانت دعاوى القطرية تنتشر في عقول من يقع على عاتقهم ثقافة الأمة كما ان الدول العالمية كانت قد بلغت أوج قوتها وأصبحت تقتطع رويدا رويدا من اعضاء الجسد الاسلامي .. لذلك عندما رحل العثمانيين وجدنا الثوب الذي كنا نستتر به ينزع منا فاصبحنا عراة بالكاد نحاول اخفاء عوراتنا ،،،

100 عام او 200 عام من تاريخ المجتمعات لا تشكل مشكلة قياسا الى تاريخ الانسانية .. ربما انحنيت بموضوعك الى بعدا آخر ولكني اعتقد اننا كمجتمعات جزء من حركة التاريخ وافكارنا وتطلعاتنا ترسم ملامحها الأحداث التي تستفز مشاعر مجتمعاتنا خاصة واننا نحمل بين ايدينا واثبتنا في وقت مضى اننا أمة حضارة قادرة ان تعود الى دورها الريادي اذا ما اتيح لها الفرصة مجددا .. ولكن من يصنع الفرصة ؟




كثيرين يعتقدون ان مجتمعاتنا بالية ينخرها الفساد والجهل والبعد عن الله ! ومن وجهة نظر شخصية انا اخالف هذا القول السائد ..

( العلم ) .. اصبحت مجتمعاتنا من رجال ونساء اكثر تعلما واكثر وعيا واكثر ادراكا واكثر جرأة من اي وقت مضى وطالما كان المجتمع متعلما فان القيم العلمية التي اكتسبها يجب ان تكون حاضرة في حياتنا وبالتالي اصبحنا نشهد تطورات عدة في مناح عدة وان كنا في انتظار مرحلة الانتقال من مستهلكين الى منتجين لأن أدوات الانتاج اصبحت بين ايدينا ويبقى من يجمعها ليدفعها الى ارض الواقع .. كما ان العلم ساهم في انتقال مجتمعاتنا من فكر التقليد الى فكر الابتكار والتطوير ومن مرحلة الطاعة العمياء الى مرحلة الاقتناع ومن اسلوب الرعاع الى اسلوب يرتقي بسلوك الانسان السوي .. عندما يسود العلم المجتمعات فذلك يمكنها من التطور والارتقاء وصناعة مشروعها الحضاري ،،،

( التدين ) .. يقولون ان اباؤنا واجدادنا أكثر تدينا منا .. انا لا ارى ذلك لأن تدينهم كان تقليدا مقتصرا على اداء العبادات دون فكر يحملوه في داخل وجدانهم .. الآن التدين يأخذ منحنى آخر فقد اصبح لدى كثيرين سلوك وفكر وعبادة .. لم يعد التدين ذلك القالب الجامد الذي لا يرى من الحياة سوى البادية او القرية ! التدين اصبح حضاريا وأخذ مسؤوليته التاريخية نحو ( أقرأ ) و ( جادلهم بالتي هي احسن ) و ( الحكمة ضالة المؤمن ) .. ظهر علينا علماء ومفكرين يتحدثون بلساننا ويحملون همومنا ولديهم فسحة من المكان تتيح لنا ولهم ان نحدثهم ونحاورهم ونختلف معهم ويحترموننا ونحترمهم .. اصبح التدين حراك ثقافي واجتماعي وفكري .. عندما يسود روح التدين المجتمعات فان ذلك يمكنها من معرفة الهدف الذي ينشدونه والآلية التي يحملونها في شق طريقهم وسط الآخرين ،،،

( الحاجة ) .. التدين والعلم يزيل الفوارق والنظرة الضيقة بيننا والآخرين ويمنحني الرؤية التي تجعلني ادافع عن حق الآخرين مثلما ادافع عن حقي ويجعلني اتطلع نحو مستقبل أكثر اشراقا .. الحاجة من وجهة نظري هي من ولدت العلم والتدين في مجتمعاتنا وهي التي تدفعنا نحو المزيد مستقبلا .. عندما تبين لنا اننا في عصر لا يقبل سوى العلم وسلاحه يستند الى العلم كانت الحاجة ان نمد ايدينا اليه وان ننهل من العلوم حتى نستطيع البقاء .. وعندما وجدنا انفسنا بدأنا نظل الطريق وتتقاذفنا مفاهيم وافكار وقيم شتى كانت الحاجة الى العودة الى ديننالكي ندافع عن كياننا وهويتنا الحقيقية ونميز بين الخير والشر والصواب والخطا في حياتنا .. ولأننا عرفنا اننا أمة حضارية صنعت امجاد شتى في وقت سابق في حقول نتعددة اصبحنا في امس الحاجة ان نعود الى ما كنا عليه وان نبحث عن الأدوات وانفعها للعودة بهذه المجتمعات الى مكانها الحقيقي ،،،




صدقا أخوي الجاحظ .. انا اعتذر

استرسلت في الحديث وتنبهت انني سرت طويلا !! وما ذنبك ان تضع سؤالا لكي تجد نفسك مضطرا للمسير معي كل هذا ،،،

صراحة احترت بين بقاؤها وبين ازالتها لكي اريحك واريح نفسي .. ولكن سأستند الى ختام قولك ( لا تكونوا بخلاء ) ومثلك اخي العزيز لا يرد طلبه ،،،

شكرا لك هذا الموضوع الرائع والقيم

وسوف اتابعه للفائدة التي نتطلع اليها جميعا

اكرر شكري وتقديري

والله يعطيك العافية ،،،

اضافة رد مع اقتباس