[ALIGN=CENTER]
 أوقات الفراغ لقد ابتلي الشباب في هذا العصر بما يسمى بالوقت الضائع ، لا يدرون أين يقضونه ، لا يعرفون كيف يصرفونه ، هل في عمل الخير أم تضيعته بدون فائدة ، لا يعرفون قيمة الوقت لا يعرفون معنى ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) ، لا يعون معنى ( الوقت من ذهب ) ، الوقت من أهم الأمور التي يجب أن نعتني بها كاهتمامنا بالعناية بالمظهر ، الوقت أهم من المال ، لأن ما يمضي من الوقت لا يمكن أن يعود ، وما مضى من المال يمكن أن يرجع من خلال جولتي في صالات الألعاب ومحلات الكافي وغيرها من أماكن تجمع الشباب استوقفت مجموعة منهم لمعرفة ماهية الوقت عندهم وأهميته ، وهل هم يستفيدون من أوقات فراغهم أم لا ؟ وطرحت عليهم بعض الأسئلة وناقشنا بعض الأمور التي تتعلق بأوقات فراغهم ، وسأدعكم مع ما خرج من جُعبهم من حديث عن الوقت والفراغ . 
لقد أجمع الكثير من هؤلاء الشباب على أن مدة أوقات فراغهم تتراوح مابين 5 إلى 6 ساعات يومياً يقضونها في المقاهي وصالات الألعاب ومحلات الكافي المنتشرة في أرجاء مدينة الرياض . وعند سؤالهم عن فائدة حضورهم إلى هذه الأماكن قال في البداية الأخ عبدالله : بأنه لا فائدة من الجلوس هنا ولكن ماذا نفعل .. لم تتوفر أماكن غيرها .. ونستفيد من هذه الأماكن بالالتقاء بالزملاء والأصدقاء وخاصة فترة الصباح حيث يوجد أوقات فراغ مابين المحاضرات نستغلها بالمجيء هنا إما للمذاكرة إذا كان علينا اختبار في نفس اليوم أو للتسلية والكلام فيما يتعلق بالدراسة وأمور أخرى . ويوافقه الرأي الأخ أحمد بقوله : ليس للجلوس هنا فائدة كثيرة ولكن في نظري أفضل من التسكع في الشوارع والأعمال الغير مفيدة والتي تعكس صورة غير حضارية عن مجتمعنا ، ومن المعروف بأن معظم الشباب هداهم الله يقضون أوقات فراغهم بالغزل وملاحقة النساء وإيذاء الناس . ولكن الأخ أبو فهد يقول : الفائدة هي لقاء الأصدقاء فقط أما إذا كنت لوحدي لن آتي أصلاً إلى هذا المكان ولن أفكر للمجيء إلا بموعد مع أحد أصدقائي على الأقل . كانت إجابة هؤلاء الشباب وغيرهم ( بالنفي ) عن سؤال : هل تقضي وقات فراغك في مكان معين ؟ فجميعهم أجمعوا على أن هناك أماكن ليست بالكثيرة يذهبون إليها بين حين وآخر . هل للقرآن الكريم نصيب من أوقات فراغك ؟ .. سؤال ألجم الجميع بلجام السكوت وأجابوا وهم مدنين رؤوسهم بقول : للأسف لا .. وبعضهم يقول : لا نقرأ القرآن إلا في المساجد أوقات الصلاة .. والكل يعترف بالتقصير في قراءة القرآن .. وبعضهم يقول : قليل , تكاد مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر نسأل الله الهداية لنا ولشباب الإسلام والمسلمين . وفي سؤال عن الفراغ وهل هو عيب في حياة الإنسان ؟ أجاب الأخ ماجد بقوله : الفراغ ليس عيباً متى استغل استغلالاً حسناً فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة . ويوافقه الأخ أبو فهد بقوله : مثل ما قال الأخ ماجد لا أزيد عليه إلا أن العيب في أوقات الفراغ هو ضياعه في الملهيات وإيذاء الناس وعمل مالا فائدة منه . وعن سؤالهم عن الرحلات والكشتات الخارجية في البر ؟ أجاب الأخ عبدالله بقوله : تحكمنا ظروف الدراسة والاختبارات ومتطلبات الأهل وبعد المسافة عن الذهاب للتنزه في البر ولكن قد نخرج ليوم واحد فقط للترفيه ، والرحلة الأخرى قد تكون بعدها بأشهر للظروف السابقة . أما الأخ سالم فيقول بأن التجهيز للرحلات مكلف ومتعب نوعاً ما فقد تكون الرحلة قصيرة مرتين في أوقات الربيع ولنصف يوم . أما الأخ عبدالعزيز فيقول : غالباً ما تكون في نهاية الأسبوع وقد تكون للشباب شبه أسبوعي بحكم فراغهم المتوقع في غير أوقات الاختبارات .. أما العوائل فيكون خروجهم على حسب الظروف العائلية والتهيئة النفسية ولا ننسى الظروف الدراسية .. كما أيده الأخ صالح بقوله : عطلة الأسبوع متنفس للجميع وخاصة الشباب لأن الشباب في الوقت الحالي أهملوا الخروج مع عوائلهم لأن خروج العائلة لفترة قصيرة والشباب يريدون السهر وأحياناً النوم خارج البيت . وفي سؤال عن جزء من وقت الفراغ هل ستعطيه لأهلك ؟ فقال الأخ أحمد : بكل تأكيد .. وما الفائدة مني إذا لم أجلس مع أهلي وألبي حاجاتهم وأعطيهم من وقتي .. ؟! هل سأنسى أوقاتهم التي ليست بأوقات الفراغ التي قضوها في العناية بي وتربيتي مع كثرة أعمالهم .. ؟! أوقاتهم غالية عليهم ومع ذلك أعطوني منها . ولله الحمد أنا في خدمة أهلي متى احتاجوا إليّ وما يمنعني ذلك بالالتقاء بالزملاء والخروج من البيت للتسلية وذلك في حدود المعقول . أما البقية فأجمعوا بأن أوقاتهم التي يقضونها مع أهلهم محصورة في فترة الظهيرة وقليل من وقت ما بعد المغرب وأحياناً قد لا نلتقيهم بالإضافة إلى ما قبل وقت النوم . هل لعدم توفر الفرص الوظيفية أثر في استغلال أوقات الفراغ بالشكل المخالف للشريعة الإسلامية ؟ أجاب الأخ أبو سعد بقوله : الفرص الوظيفية لها أثر ولكن أثرها كبير فيمن لم يستغل الأوقات بالتجارة والأعمال الحرة .. قد يؤدي عطله عن العمل لعمل شيء يخالف الشريعة الإسلامية كما يحدث في الآونة الأخيرة من تفجيرات وما يحصل من تهريب للمخدرات والسرقات وأمور أخرى نسأل الله العلي القدير أن يكفينا شر الفتن . أما الأخ محمد فقال معقباً : الوظيفة يريدها الشخص وهو نائم في بيته لا يريد لها حراكاً ولا يريد أن يتعب نفسه من أجل الحصول عليها .. وبعضهم يضع في رأسه بأنه إذا لم يجد له وظيفة فسيعمل ما يحلو له من تخريب وفساد . وهذا النوع من الشباب وحتى كبار السن جاهلون لا يعون معنى الحياة ولا يعرفون الطريق السليم لتحقيق ما ينفع المجتمع .. ومن منطلق العناية بأوقات الفراغ والاستفادة منها تحدث الدكتور / صالح بن ناصر العندس عن أهمية الوقت .... قائلاً : كيف نستفيد من الأوقات التي لا عمل لدينا فيها ؟! أو ما يسمى بأوقات الفراغ ؟! هذا سؤال يجب على كل شاب أن يطرحه على نفسه ، فالوقت يمضي استفاد منه الإنسان أم لم يستفد منه ، بل ومحسوب على كل منا ، بل خص الرسول صلى الله عليه وسلم مرحلة الشباب بالذات بالسؤال عنها وماذا عمل بها الإنسان في هذه الدنيا ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن المرء يسأل عن يوم القيامة عن أربع وذكر منها " وعن شبابه فيم أبلاه " ، بل إن المسلم يجب ألا يكون لديه وقت فراغ ، إذ أن الله سبحانه وتعالى أرشدنا لنستفيد من وقتنا ، فعلى سبيل المثال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " فإذا أحسست أخي المسلم بوقت فراغ قل هاتين الكلمتين . إلا أننا يجب أن نحذر فقد يكون الوقت محسوباً علينا لا لنا ، وقد قيل في الأمثال ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) . وفي سن الشباب تتأكد قضية إضاعة الوقت ، لأننا في السن ( غالباً ) لا نقيم للأمور وزنها ولا نقدرها حق قدرها وبالتالي قد نهمل الوقت ولا نهتم به في فترة من العمر قد نكون أحوج إلى استغلال الوقت فيها ، فسن الشباب هو الفترة من العمر التي يكوّن فيها الإنسان شخصيته ويثبت فيها المبادئ التي سيعتمد عليها في بقية عمره ، فيجب علينا أن نستغلها الاستغلال الأمثل ، وذلك من دراسة وتطوير للذات وتنمية للمهارات وخلافه ، وأن نتجنب أن نكون ممن قال عنهم الشاعر إن الشباب والفراغ والجده *** مفسدة للمرء أي مفسده نسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعلى شباب الأمة الإسلامية بالصحة والعافية وأن يجعلنا ممن يقضي أوقاته في عبادة الله ومرضاته واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وفي الختام .. نسأل الله الهداية لشباب الإسلام والمسلمين إلى كل خير في أمور دينهم ودنياهم وفي كل عمل صالح يقربهم إلى الله عز وجل ، وأن يجعل أوقاتهم مليئة بذكر الله وأن يسدد على طريق الخير خطاهم وأن يكفيهم شر الفراغ وما يولد من أعمال لا ترضي الله عز وجل .. وفقني الله وإياكم إلى كل خير .. 
 [/ALIGN]
|