مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/02/2004, 05:16 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
طرق اللعب والإرهاب

[ALIGN=RIGHT]يؤكد النقاد أن طرق اللعب لها أهميتها الكبيرة في الألعاب الجماعية ، ويعتبرها المدربين أنها بوابة الفوز ، فهي تحاول تنظيم الفريق وتحويل عقولهم إلى عقل واحد له 22 قدما .
قد يبدو الأمر مختلفا إن كان هناك لاعبا يشبه (مارادونا) ، فمثل هذا اللاعب يحول الـ (22) قدما بلا عقل تتصادم فيما بينها وتسقط ، والعقل يخرج لسانه لاهثا ومبهورا بهذا الساحر الذي راوغ كتيبة الإنجليز في 86 وترك شعب إنجلترا يعض أصابع الندم على احتلالهم لجزر (الفولكلند) ، ولأن لاعبا مثل (مارادونا) لا يزور الملاعب دائما ضلت طرق اللعب ذات قيمة كبيرة يطورها المدربين ، ويعيش على نقدها النقاد والمشعوذين .
قد يبدو الأمر ممتعا لمن لم يرى أول طريقة لعب ظهرت في إنجلترا ، حين بدأت الفرق تبحث عن الشكل المثالي لتحقيق التوازن بين خطي الدفاع والهجوم ، وأظن أن واضع هذه الخطة يؤمن بالمثل الشعبي (أفضل وسيلة للدفاع الهجوم) ، فلعبت الفرق الإنجليزية بطريقة (1-9) ، حارس ومدافع وتسعة في المقدمة .
مع الوقت وإلغاء العقود اكتشف المدربون أن المثل الشعبي (من خاف سلم) أفضل لكن المدربين لم يخافوا كثيرا ، فأعادوا لاعبا للدفاع وأصبحت الطريقة الجديدة (2-8) ، خاف أحد المدربين أكثر فابتكر طريقة (3-8) ، في عام 1870 م طور الاسكتلنديون طرق اللعب بشكل بدا وكأنه تأسيس لطرق اللعب الحديثة ، فقد لعب الاسكتلنديون بطريقة (4-6) ، وكان الدفاع على شكل ظهيرين وقلبي دفاع ، ورغم تأسيسهم لطرق الدفاع لم يحققوا نتائج تذكر .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]سويسرا تبتكر الملل[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]كان لسويسرا الفضل في ظهور الطرق الدفاعية المملة ، وكانت تسمى طريقة اللعب التي ابتكروها (القفل) ، وهي محاولة لإيقاف المهاجمين ، فوضعوا لكل مهاجم مدافع بالإضافة لمدافع احتياط، وتعمد طريقة (5-5) لوجود مدافع احتياط مستعد دائما للتحرك إلى الأمام والخلف .. والذي طور فيما بعد ليسمى بالمحور .
وهذه الطريقة المملة كانت نواة لطريقة (الكاتناشيو) الإيطالية التي لعب بها المدرب هيربرا في الستينات .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]عدل القانون فعدلت طريقة اللعب[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]بعد أن تم تعديل فقرة التسلل في عام 1925 والتي نصت على (إذا كان هناك ثلاثة لاعبين على الأقل أقرب لخط مرماهم من هذا اللاعب لا يعتبر تسللا ) .. إلى (إذا كان هناك لاعبان على الأقل أقرب لخط مرماهم من هذا اللاعب لا يعتبر تسللا) .. أعاد المدربون لاعبا آخر للدفاع لتصبح طريقة اللعب كما يصفها النقاد أشبه بحرفي (MW) أو (WM) يشكلها لاعبو الدفاع والهجوم ، هي السائدة لفترة طويلة من الزمن ، إلى أن جاء المنتخب المجري في 1954م ليوجدوا مسمى جديد أسموه (قلب الهجوم المتأخر) ، وهذه الطريقة اعتبرها النقاد ثورة في طرق اللعب ، وكان المجري (هيديكوتي) بارعا لدرجة حببت العالم في هذه الطريقة ، فكان يقوم برسم الهجمات وصنع اللعب بدلا من وقوفه كرأس حربة .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]السحرة يكتشفون طرق الجمال[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]في 1958م فاجأت البرازيل العالم بطريقة جديدة (4-2-4) ، لكنها لم تدم طويلا هذه الطريقة ، والسبب أن المدربين والنقاد اكتشفوا أن هذه الطريقة فصلت على مقاس لاعب البرازيل (ديدي) الذي قال : ( يجب على الكرة أن تجري وليس اللاعب) .. فصدقوه في الثمانينات ، وأصبح اللاعب الذي يحتفظ بالكرة كثيرا لاعب سيء يعطل اللعب .
هذه الطريقة أمتعت الجماهير كثيرا ، ففي النهائي سجل 7 أهداف خمسة منها للمنتخب البرازيلي .
في كأس العالم 1962 جاء الأوربيون وهم يؤمنون بطريقة (الكاتناشيو) للمدرب الإيطالي هيربرا ، هذه الطريقة لم تمنع البرازيليين من تحقيق كأس العالم ، لكنها قللت من أهدافهم وبالتأكيد منعت الجماهير من التمتع ، ففقد كأس العالم 25% من أهدافه في 1958م حيث سجل آنذاك 128 هدفا مقابل 88 هدفا في 1962م ، بسبب هذه الطريقة التي أوجدت ما يسمى (القشاش) المدافع المتأخر .
هذا (القشاش) كان يقف خلق المدافعين يشتت الكرة ، وكان يسمى عند الجمهور (القبح) ، وكانت الجماهير تسخر منه حين يواجه (جارينشيا) ، فقد كان يتركه ملقى على الأرض دائما .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]القادمون من الخلف[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]بعد أن سحقت البرازيل إيطاليا 4-1 في المكسيك بكأس العالم 1970م انتهت خطة (الكاتناشيو) إلى الأبد وكان كأس العالم 1974م يحمل في جعبته انقلابات جديدة في طرق اللعب ، فقد جاء الألمان بخطة (القادمون من الخلف) ، وظهرت طريقة (الليبرو) والتي شغلها وأبدع بها القيصر (باكنباور) ، وسميت بهذا الاسم لأن لاعب الوسط يأتي من الخلف متسللا على أطراف أصابعه ليطعن المرمى من الخلف .
في نفس الوقت حضر الهولنديون بطريقة لعب سميت (الفوضى المنضمة) .. ولأن الفوضى فلسفة أوجدت (الهيبيز) في أوربا فحوربت غيروا المسمى إلى (الكرة الشاملة) ، هذه الطريقة يصفها أحد المدربين باختصار (لا أحد يقف في مركز واحد ، الجميع يلعب في كل المراكز ، يهاجمون بعشرة ويدافعون بثمانية) ، واللاعب في الكرة الشاملة يعتبر مجموعة لاعبين فهو يجيد اللعب في كل المراكز ، وهذه الطريقة عند ترجمتها إلى أرقام تصبح (2-4-4) عند البداية ، وفي الهجوم (1-2-7) .
رغم روعة هذه الطريقة ، والتي لعب بها الهولنديين حتى في كأس العالم 1978م بالأرجنتين ، إلا أنهم لم يحققوا بها كأس العالم ، ففي النهائي مع الأرجنتين وبالدقيقة 45 من الشوط الثاني ، أعلن القائم الأرجنتيني عن وطنيته وصد كرة هولندية كانت كافية لتحقيق كأس العالم .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]الألمان من جديد[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]مدرب منتخب الدينمارك الألماني الجنسية (سيب بيونتيك) يفاجئ العالم بطريقة (3-5-2) ، ويحقق مع المنتخب الدينماركي كأس أوربا ، وهذه الطريقة يقول عنها المدرب أنها تطوير لطريقة (4-4-2) والتي ابتكرها الإنجليزي (دون ريفي) عام 1966 .
وبدت هذه الطريقة التي تعتمد على ملئ منطقة الوسط بأكبر عدد من اللاعبين ، هي الأكثر رواجا ، وخرجت منها طريقة اللعب الألمانية (1-3-5-1) في 1988 والتي سحق بها منتخب ألمانيا الفرق الأوربية ليحقق كأس أوربا ثم باقي منتخبات العالم ليحقق كأس العالم 1990م .
بعد تعديل مدرب منتخب ألمانيا (باكنباور) لطريقة الألماني (سيب) جاء يوهان كرويف ليضع لمسته التدريبية فتحولت هذه الطريقة إلى (3-6-1) ، وكان المراقبون يرونها ألأنجح ، وراحت المنتخبات تدور حول هذه الطريقة الجديدة والمبتكرة ، وعدلها (روبيرتو كارلوس) في 1994م لتصبح (4-5-1) ، ثم الفرنسي (إيمي جاكي) لتصبح (4-3-2-1) ويحقق كأس العالم 1998م .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]2002 الشيطان يمارس الضرب[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]في الألفية الجديدة ، بدت المنتخبات في كأس العالم وكأنها لم تبتكر طرق لعب جديدة ، فقد لعب المنتخب الألماني بطريقته القديمة (القادمون من الخلف) أمام المنتخب السعودي فأعاد السعوديون للخلف في الترتيب .
وضرب لاعبو كوريا كثيرا فوصلوا لدور الأربعة ، فيما إيطاليا لم يساعدها ارتكاب الأخطاء على الخصم للتأهل لدور الثماني ، فقد لعبت في ثمن النهائي أمام (شيطان الضرب نفسه) كوريا وخرجت .
المنتخب السنغال ضرب أكثر من المنتخب التركي وكانت الأخطاء لمصلحته ، لكن تركيا تفوقت بالعنف ، فقد أخذ لاعبو تركيا كرتين أحمرين فيما السنغال لم يكونوا عنيفين بنفس الطريقة فأخذوا كرت أحمر واحد .
يقول أحد النقاد العرب مستغربا .. كان العرب أقل مخاشنة وعنف وضرب ، ومع هذا تضع هيئة الأمم المتحدة العرب في قائمة الإرهابيين .

وكل عام وأنتم بخير [/ALIGN]