المستحيلات العشرة في وسطنا الرياضي!
يقولون إن المستحيل أكثر من مجرد كلمة، إنها حالة ذهنية وموقف, وإذا غذينا هذا "المستحيل" فإنه يصبح جزءاً من كياننا.
وقد يكون التمسك به مغرياً لأنه يوفر لنا طريقة سهلة للتهرب, أو هكذا يقولون, بيد أنه يشكل درجة من درجات اليأس تجاه حالة مجتمع ما سواء لنظرته أو لقناعاته نحو الواقع والحقائق الرياضية.
ووسطنا الرياضي السعودي مثقل بتبعات 10 مواقف أشبه ما تكون بالمستحيلات العشرة التي يصعب أن يتخلص منها في وقتنا الحاضر, وتسببت في زيادة درجة الاحتقان والتعصب الأعمى.
أول المستحيلات: أن يخسر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ولا يجتر البعض من محللينا وكتابنا إخفاقات الاتحاد السعودي لكرة القدم السابقة.
والثاني: أن يفوز المنتخب السعودي لكرة القدم مع مدربه السابق ناصر الجوهر ويعترف له البعض من جمهورنا أو كتابنا أو محلــلينا بالقدرة والكفاءة لقيادة الأخضر وتحقيق الانتصارات تحت قيادته الفنية.
والثالث: أن يفوز فريق الهلال الكروي الأول بلقب محلي أو خارجي من دون إطلاق شكوك صفراء بأحقيته وجدارته باللقب الذي حاز عليه.
والرابع: أن يذكر الدولي السابق ماجد عبدالله كأسطورة كروية ولا يلحق به اسم سامي الجابر ويمر مرور الكرام.
والخامس: أن يمل كاتب اتحادي من ترديد نتيجة الـ8 التاريخية بالغريم الأهلي بين فينة وأخرى وبسبب ودون سبب.
والســـادس: أن يتحدث أو يناقــش مشجع أو إداري نصراوي دون أن يرد اسم الهلال على لســـانه.
والسابع: أن تجد فعاليات الألعاب المختلفة مساحة كافية في صفحاتنا الرياضية بشكل منتظم.
والثامن: أن تتجاوز إدارات أندية وأعضاء شرفها وجماهيرها خطأ وقع فيه حكم سعودي.
والتاسع: أن تأتي إدارة ناد سعودي لكرسي المسؤولية دون أن تجد أمامها مديونية بالملايين تعيقها وتؤثر على سير برامجها ونشاطاتها وتشل حركتها.
والعاشر: أن تقام مباريات كروية خـيرية (سنوية) بين الفرق الأربعة الكبار (الاتحاد والأهلي والهلال والنصر) يذهب ريعها لصالح جمعياتنا ومؤسساتنا ذات الاهتمام بالطفل والإعاقة والفقر!!
هذه التي أسميناها بـ (المستحيلات العشرة) هي في الحقيقة بأعلى سلم التقييم السلبي لكل واحدة من الإشكاليات الرياضية العشر التي لها صلة مباشرة بكل تراجع أصاب رياضتنا – إن تمت تسمية الأمور بأسمائها - ولها كذلك نصيب كبير في حالة الاحتقان المتزايدة بين منسوبي الأندية الرياضية وجماهيرها ووصلت الإعلام الرياضي, وبرأيي ترتبط هذه الإشكاليات بمقدار الثقافة المهمل في نظر هذه المجاميع الرياضية, فأي استبعاد للثقافة من مجال من المجالات سيكون مآله القصور وحتى الفشل.علينا أن نراقب مقدار اضمحلال هذه المستحيلات العشرة من واقعنا لأنه مؤشر (عافية) لوسطنا الرياضي مع الأيام, ومؤشر تطور حقيقي لرياضتنا ببرامجها ونشاطاتها ورياضيينا في ميادينهم وجمهورنا في كل الأماكن (لأنها على الدوام مشتاقة له) وهو الأهم في الفعل الرياضي أينما كان.
فلنراقب لعل وعسى أن ينصلح الحال.
.
.
.
.
سعد السبيعي ..جريدة الوطن
>>مقـآل ادهشني كثيراًَ<<
فنقلته لكم ..
شكرآ
