مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 20/01/2004, 02:10 AM
كليب وائل كليب وائل غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/09/2002
المكان: مانشستر
مشاركات: 321
جمهور تطربه الفوضى.. وتسبيه أخطاء التاريخ

[ALIGN=CENTER]الساكن والمتحرك في فكر الجماهير ...عشق السائد و تقديس النموذج


التاريخ يكتبه المنتصرون..

والاعلاميون أيضا.

المصيبيح قضية عادلة وخاسرة في آن واحد
[/ALIGN]



حين نقرأ التأريخ بعيون المتلقي المستأنس ، الباحث عن متعة السرد مثلا، فإننا نراكم سردياته وأحداثه بعفوية في عقلنا الجمعي دون مساءلة أو عين ناقدة لتترسخ الأحداث وتستقر الوقائع مع الوقت كمسلمات لا يرقى اليها الشك.

وآن يخرج قارئ مختلف يملك آليات وأدوات منهجية ويفكك بعض نصوص التاريخ ، أو يشكك في بعض أحداثه أو أشخاصه مدفوعاً بشك منهجي فإنه يقابل بصيحات الاستهجان والتشكيك من قبل معظم القراء والمتابعين. فالحقيقة في عقلنا العربي يمكن أن تكون كذبة دحرجت وبقيت في كتاب وسلمت من مبضع الفحص طويلاً حتى صارت مسلمة وجزءا من تراث وحضارة.

ولهذا فان العقل العربي يتعامل مع التاريخ بعاطفته و بمنظور تقديسي ويخاف من مساءلته مع أن رواته وكتبته بشر لدرجة أن القارئ العربي يحتفي بشخصيات تاريخية أسطورية ويستلهمها ويرفض مجرد الخوض في حقيقة وجودها أو حقيقة منجزها إن وجدت.

حين تسأل عن مؤسس علم الإجتماع فسيبادر الكثيرون ويقولون إنه ابن خلدون. وحين يخرج أحد الكتاب بعد قرون ويقول شيئاً مخالفاً فانه سيتهم بالتشكيك والعبث بالتاريخ العربي ، حتى وهو يقدم أدلة لا يرقى إليها الشك. وهو ما حصل فعلاً لدكتور اسمه محمود اسماعيل في كتاب (نهاية أسطورة، نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل إخوان الصفا) فقد قوبل بتشكيك في نواياه ولم تفند أدلته بآليات نقدية موازية، وما ذاك إلا لأنه مس هامة من هامات الحضارة العربية درسنا جميعاً أنه مؤلف علم الاجتماع وصاحب أشهر النظريات فيه.

ولو قلت لأحد أن جابر بن حيان مثلاً ربما كان شخصية أسطورية لسخر منك واتهمك بالتشكيك في الحضارة الاسلامية ومساهماتها في الكيمياء . وحين تحيله على بعض مصادر الببلوغرافيا العربية كالفهرست لابن النديم وكشف الظنون لحاجي خليفة فانه كقارئ مستقبل ونمطي لا يرغب في فحص السائد والراسخ بالتراكم في جرابه المعرفي.

وحين استخدم بعض المؤرخين آليات ومنهج المحدثين في تشريح النصوص والسرديات التاريخية قوبل عملهم بالهجوم والتشكك حتى من قبل بعض المتخصصين دون حجج منطقية سوى الحفاظ على السائد والمتواتر الذي صار يشكل إرثا ً لا تنبغي مساءلته. فقد درسنا أيضاً بطولات القعقاع وضرار بن الأزور وغيرهما ثم خرجت دراسات تاريخية مؤصلة تصنفهما كأسطورتين. فهل غيرت تلك الدراسات شيئاً مما تراكم في عقلية القارئ العربي التي تعشق حراسة التاريخ وتبجله؟؟

ولو نظرنا إلى علم اللغة مثلاً لوجدنا ظاهرة مشابهة تتمثل في تقديس السائد والمتواتر حتى ولو كان خطئاً ، والقاعدة المتداولة (خطأ شائع خير من صواب مهجور ) تفضح عشق العقل العربي للراكد والسائد وكسله عن الحفر العميق والبحث ومقابلة الشك المنهجي بآليات علمية موازية . عشق للخطأ جعل معظم توصيات مجامع اللغة العربية حبيسة أدراج المتخصصين!! وجعل البحوث التأريخية المؤصلة أقصر من أن تكنس بعض الغبار المكدس في تاريخنا وخزانتنا المعرفية.

النقطة الأخرى التي تتقاطع بشكل أو بآخر مع ثيمة هذا الموضوع هي أن الجماهير العربية لا تسمع قولاً في النماذج التي أسست وصنعت لنفسها حضوراً وجمهوراً عريضاً. من الصعب على العقل العربي أن يتقبل طرحاً يهز مصداقية النموذج لديه حتى وهو يرى أدلة قد تنسف هذا النموذج. فالهروب من عوار النموذج يفرضه الوهم والضعف البشري وعشق الرموز.
فجمهور شاعر مثل المتنبي يرفض أن يصدق أنه ربما انتحل شعر غيره، وحديثاً جمهور شاعر مثل أدونيس يرفض أن يتقبل فكرة أنه انتحل الكثير من نصوصه حتى وهو يقرأ كتاباً كاملاً لجهاد كاظم عن سرقاته الشعرية. وهكذا تغفر زلة النموذج وتوارب في ذاكرة الجماهير سريعاً ، والعاشق يغفر وينسى.

والحال أن واقع الجماهير الرياضية لا ينفصل عن فكرتي تصديق السائد وعشق النموذج. والاعلام الرياضي لدينا يضخ الكثير من الحبر و الوهم الذي يتراكم ويسود ذاكرة المتلقي حتى يغدو مع الوقت حقيقة تصحيحها أشبه بالكتابة على الماء، فكيف اذا كان الوهم والخطأ قد تراكم وتتابع في صحف يعدها المتلقي نموذجاً يشاركه الانتماء !!

أتأمل وضع المصيبيح مع الجمهور، وأرى قضيته من هذا المنظور قضية عادلة لكنها وبواقعية قضية خاسرة. وبغض النظر عن كمية الكذب الذي أهرق في الصحف عنه، فهو كذب تواتر وأصبح سائداً وبات من الصعب نقضه. فالصحف صنعت اضبارة اتهامات مزيفة وسوقتها باحترافية صحفية وراجت بين الهلاليين أنفسهم حتى صار الوهم تاريخاً في حكم السائد الذي لا يمكن زحزحته من عقول الجماهير، خصوصاً أن المصيبيح قد أخطأ خطأ تاريخياً بالصمت وتجاهل ما يكتب طويلاً حتى غدا ملف الوهم جزءا من إرث المشجع الهلالي لا يفككه خروج فهد المتأخر اعلامياً ولا بعض كتابات في النت حتى وهي تقدم طرحاً مختلفاً مدعماً بالمنهج والوثائق المكتوبة والمسموعة. فقد ذهب (فهد) مع الريح الاعلامية التي لا يمكن مقارنة تأثيرها وانتشارها بكتابات النت ، فأصبحت قضيته في نظر الكثير صوابا مهجورا تجثم فوقه أكداس من أخطاء شائعة تجد طريقا في ذاكرةالمتلقي الهلالي.


[HR]


[ALIGN=CENTER]امنحنا بعض الفوضى عزيزي الرئيس[/ALIGN]



كأني ببعض الجماهير الهلالية قد حملت على رئيسها المختلف عن سابقيه، بينما بقيت فئة تردد أنه الرجل المناسب في الزمن غير المناسب. فهو مثقف في زمن الجهل الرياضي، وطريقة عمله مغايرة للسائد والمتراكم في عقلية المتابع الرياضي الذي لا يرى في الرئيس الا عدد البطولات مقسوما على مدة الرئاسة كمقياس وحيد لنجاحه مهملاً أي انجازات أخرى. وكنت أود أن يذعن الرئيس قليلاً للريح، ويدعها تمر ليتم مشروعه التاريخي في ترتيب البيت الهلالي وصياغته من جديد بطرق علمية واحترافية حقة.


على الرئيس ألا ينسى المحيط الذي يعمل فيه وألا يصر كثيراً على طموحه وحماسه للنظرية فيغفل عن ريح السخط الجماهيري التي ربتها عقود متوالية من الانتصارات السريعة الممزوجة بالفوضى الادارية و الصحفية . عليه أن يمنح الجمهور شيئاً من الفوضى ويطلق سراح المدرب وليستمر مشروعه. فالهلال نجح كثيراً بالفوضى وأدير طويلاً بالفوضى وليس من الممكن نفض السائد جماهيرياً عبر عقود طويلة خلال سنة أو أشهر فالتاريخ عملية تراكمية والتغيير عملية تحتاج الى دأب وصبر والحماس للنظرية وهم آخر اذا ما تم بمعزل عن شروط نجاحها.


ففكرة الاستقرار التدريبي تتطلب أولاً مدرباً مناسباً للمرحلة التي يعيشها الفريق وقبل ذاك استقراراً إدارياً وكلا الشرطين يتأرجحان مثل عرف شمعة قد يطفئوها جفاف المال وتقطعه في مناخنا الرياضي. على أنني يجب أن أكون منصفاً وأقول أن الرئيس لم يقطع خط الرجعة فيما يتعلق ببقاء المدرب فقد صرح أن ذهابه خيار مطروح وغير مستبعد ، وصرح أيضاً أن القرار قرار يصنعه اجماع أعضاء الشرف ودعمهم المادي.


ولأن الجمهور بما فيهم بعض الصحفيين يعشق السائد والمعتاد فقد هبت الريح إياها مرة أخرى على الرئيس حين قرر أن يكون مختلفاً ونافضاً للسائد والمعتاد ويقدم ولأول مرة ميزانية النادي في الصحف فخرجت الادارات السابقة لتدافع عن نفسها وتهاجم البيان المالي وكأن نجاح إدارة ما يعني فشل سابقتها، ولكنه عشق السائد كما قلت فعقلية الحرس القديم تصر على عزل المشجع عن المحيط الاداري للنادي وتتذرع بأن المشجع يهتم بالبطولات وليس بأمور النادي المالية مع أن من حق المشجع أن يمنح قدراً من الشفافية في تعامله مع النادي كمنشأة مثلما تفعل الأندية العالمية.


المثير أيضاًً في الشأن الهلالي أن الهجوم الاعلامي طال أفكار الرئيس الاستثمارية وغفل عن الخناق الذي تفرضه بعض الجهات الحكومية ذات الصلة بعملية الاستثمار الرياضي . الخناق ذاته الذي وأد بعض الطموحات مثل القناة الرياضية الخاصة بالهلال ومثل حقوق النقل التلفزيوني وحقوق الحضور الجماهيري وغيرها.


[HR]


[ALIGN=CENTER]هلال لا يريد أن يكون هلالا[/ALIGN]



أثارت قضية الدين المصيبيحي جدلاً هائلاً ولغطاً واسعاً لا أريد أن أعيدكم إلى دائرته فالقضية حسمت في عهد الرئيس الحالي وظل الاعلام والجمهور وغيرهم يقتات على صداها.

الذي يعنيني هنا هو الكيفية الغريبة التي تدار وأديرت بها الفرق السنية ومدرسة البراعم ادارياً وماليا طيلة عقدين كاملين. فاذا كانت فرق الشباب والناشئين تنتمي لنادي الهلال رسمياً فلماذا الفصل المالي والاداري؟؟

في الأندية العالمية توجد فرق سنية مختلفة : تحت 21 سنة، تحت 18، تحت 16، تحت 12 وغيرها وكلها تحت اشراف ومرجعية مالية وادارية موحدة . لكن ما يحدث في الهلال شيئ غريب فعلاً فلماذا نخلق هلالين ومرجعيتين؟

أعلم أن ادارة النادي لا تستطيع التكفل بمصاريف تلك الفرق السنية، لكننا غالباً ما نلحظ وجود ممول مالي هو أحد أعضاء الشرف فلماذا لا يدخل تمويله حساب النادي مباشرة لضمان ضبط الموارد المالية.

القضية قديمة حسبما أعلم وأحسبها تعود الى عهد الراحل الذهبي عبدالله بن سعد حين كانت الادارة المشرفة وقتها يرى مشرفها الأمير بندر بن محمد استقلالية المدرسة عن النادي.
واستمر هذا الفصل الى يومنا الحالي ، وأظن أن هذا الفصل لو لم يكن موجوداً لما برزت أساساً قضية مالية مثل قضية المصيبيح أو غيره.

لو كانت هناك مرجعية ادارية ومالية واحدة لكل فرق النادي لكان هناك صندوق مالي واحد، ولكانت أموال الداعم وممول الفرق السنية تدخل ميزانية النادي بشكل رسمي وتوجه الى مصاريف تلك الفرق بطريقة منظمة ولتخلصنا من الفوضى والارتجالية التي أديرت بها تلك الفرق مالياً فلماذا لا تدخل أموال الداعم في حساب النادي باسم الفرق السنية ومن ثم تمنح من قبل أمين صندوق النادي للمشرف على الدرجات السنية وفق مستندات صرف رسمية وبذا يتم ضبط ايرادات تلك الفرق ومصاريفها بشكل رسمي وتحت أعين النادي وتحت مسئولية أمين الصندوق.
أعتقد أن وجود مرجعية واحدة لجميع فرق النادي سيمنع ظهور العديد من المشاكل، وسيسهل حتى نسج قماشة موحدة للفريق ادارياً ومالياً . بل إن وجود مثل هذه المرجعية سيسهل أيضاً دمج المدارس التدريبية لفرق النادي المختلفة بدلاً من الغناء المنفرد والتنافر الحاصل حالياً بين الأجهزة الفنية في النادي بسبب استقلالية ليس لها ما يبررها.