السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"الهلال فريق الصحافة...."


هذه الجملة اصبحت من "اللازمات" في كلام المنافسين للهلال سواء كانوا إداريين او صحافيين أو جماهير. والغريب انهم استطاعوا ان يحشروا كثير من الهلاليين في زاوية الدفاع عن هذه "التهمة", ولعل قراءة سريعة لبعض مقالات الكتاب الهلاليين تلمس فيها احياناً مثالية مُتكلفة عن طريق نقد جارحِ وقاسٍ للهلال وذلك كله من أجل ان لايوصم بجريرة " صحافي هلالي".

وحتى اكون واقعياً في طرحي هذا, أقول نعم هناك صحافة تميل للهلال بل انها تحديدا هيً الرياض- الجزيرة ومجلة اليمامة ولكن اليكم هذه الحقائق:

* ان الرياض والجزيرة يكتب فيها صحافيون نصراويون:

- ففي الرياض ذكر الاستاذ احمد المصيبيح في مقالة سابقة ان القسم الرياضي في الجريدة يحتوي على خمسة كُتاب ميولهم نصراوية.

- وفي الجزيرة هناك اكبر كاتبين نصراويين وهما: الاستاذ محمد الدويش والاستاذ سعود العبد العزيز, بالاضافة الى الاساتذه: السبعان/الجنوبي/الثقيل/ والكثيرى ومشعل الرشيد(يكتبان أحياناً) وكان هناك قلم رائع الا وهو حمد الدعيج( نديم كميت).

ومن الواضح ان هؤلاء الكتاب وبلا استثناء قد أعطوا مساحة الحرية التي اعطيت لاقرانهم الهلاليين سواء عن طريق ذكر أخبار فريقهم أو أحواله أو حتى الانتقاد والتعرض للشأن الهلالي.

* إن الرياض والجزيرة واليمامة لاتمثلان الا مانسبته تقريباً 18% من إجمالي الصحافة السعودية(تم احتساب صحف الشركة السعودية للابحاث والتسويق على انها صحف سعودية).

أذا والحقيقة تلك, لماذا يوصف الهلال بانه فريق الصحافة فاأقول يبدوا ان السبب يكمن في المكانة المحترمة والراقية التي تحتلها تلك الصحف من بين صحف البلد( هنا نتكلم عن الكيف وليس الكم), فهي( اي الجزيرة والرياض واليمامة) تستكتب كُتاباً (وفي جميع المجالات) لهم مكانتهم ووزنهم النوعي, ويكفي ان فرصة الكتابة في هذه الصحف تفتح للكاتب افاقاً من الشهرة والترقي في بلاط الصحافة مالا يجده في غيرها من الصحف وللتأكيد على ذلك أقول- كمثال فقط- اين كان يكتب العمير والراشد والسويد والعوام وفهد العرابي وحمدالقاضي ومطرالاحمدي قبل ان يصلوا الى ماوصلوا اليه؟

وبغض النظر عن تلك الحقائق فالسؤال الذي يفرض نفسه هو هل هذه المكانة القوية للصحف ذات الميول الهلالية أي تأثير على تغيير أو تعديل أو الغاء أي قرار صدر او سيصدر من جهاز الرئاسة العامة ترى تلك الصحف انه قد أضر بالهلال؟ وللاجابة على هذا السؤال, ساستعرض قرارين وكيف قد تغيرا؟

* القرار الاول, نظام المربع الذهبي:
فمنذ اقرار هذا النظام والصحافة الهلالية ترى انه إجحاف بحق الفرق المتميزة والمهارية وانه يفتقر الى العدل. لاحظوا هنا ان الامر لايخص الشان الهلالي لوحده ولكن الهلال يعتبر اكبر المتضررين من هذا النظام, فما الذي حدث؟ قرابة عشر سنوات من الكتابة المستمرة عن هذا النظام ولم يكن هناك اي تاثير على جهاز الرئاسة نحو تعديله ولكن حينما رؤي ان الضرر قد طال فريقاً اخراً( الاهلي) بدأت صحفه بالتحرك والانتقاد لهذا النظام وبعد أقل من شهر من انتهاء الموسم( قارنوها مع عشر سنوات) تم الرضوخ لتلك الضغوط وتم تعديل النظام بما يعطي ميزة للمتصدر في المرحلة الاولى.

* القرار الثاني,قرعة كأس ولي العهد:
من المعروف ان القرعة يتحكم فيها الحظ وبشكل اساسي في تحديد الفرق المقابلة لك, وهذه القرعة هي التي جعلت النصر يقابل التعاون على النهائي والاتحاد يقابل الطائي كذلك على النهائي, هذا بخلاف ان جميع الفرق مُعرضة لان تقابل فرقاً ضعيفة في ادوار البطولة وهذا الامر قد حدث كثيراً ولعدة فرق على تاريخ البطولة, ولكن حينما ابتسمت هذه القرعة العام الماضي للفريق الهلالي( مثلما ابتسمت لغيره من قبل) حيث قابل الوطني والحزم قبل اخراجه للاتحاد وفوزه على الشباب على النهائي, قامت قائمة الكتاب اللاهلاليين (ومنهم من كتب في الصحافة الهلالية!!!) بانتقاد القرعة وانه يجب تعديلها!! وبالفعل لم يجف حبر كتاباتهم تلك الا وقد تغير نظام القرعة( الامر هنا لم يمتد الى عشر سنوات من المطالبات).

إذاً من الواضح جداً هنا ان الذي يحدد ويوجه مسارات واتجاهات متخذي القرارات في الرئاسة ليس قوة الصحيفة بل هو لون القلم الذي يكتب فيه الصحفي. فاذا كان القلم مما يتفق مع ميول صاحب القرار في الرئاسة كان التغيير والتعديل سريعاً ومباشراً حتى لو كانت تلك المطالبة قد كُتبت في صحيفة حائطية لمدرسة ابتدائية. أما ان كانت المطالبة تلك قد خرجت من صحفي ميوله لاتتفق مع متخذ القرار, فهنا عليه ان ينتظر الى عشر سنوات او أكثر حتى لو كانت تلك المطالبة قد كُتبت في صحيفة مرموقة جداً.

وبعد كل ذلك الا يخجل أولئك من ترديد الاسطوانة المشروخة " الهلال فريق الصحافة.."؟

وللجميع تحياتي....