( بلطوا البحر طوله وعرضه ) مقالة رائعة للأستاذ سعد المطرفي بعد رحيل كوزمين
بلطوا البحر طوله وعرضه
الناس حول الهلال منقسمون إلى قسمين، أحدهما على صواب والآخر يريد أن (يبلط) البحر.
ولكنه لا يعرف كيف يبدأ ومن أين.
ومتى يمكن أن ينتهي وكيف يقنع من حوله بذلك.
فالأول واقعي جداً وهو يمثل الثلثين من المهتمين بالرياضة أو الكرة، ومؤمن عن ثقة واقتناع بأن الهلال معقل للبطولات والنجوم، وجمهوره في كل مكان، ويستحق أن يكون الزعيم إلى ما لا نهاية.
وأن الهلال على امتداد تاريخه لم تتوقف إنجازاته على مدرب أو لاعب أو رئيس أو إداري أو عضو شرف.
وأن الهلال هو من يصنع الأسماء والألقاب ويدع للتاريخ مهمة التدوين وللمنافسين مشقة التفكير في الفوارق.
وأن الهلال في كل وجهة للذهب له منها نصيب أوفر من الكل عن جدارة.. وإن طالت المسافات أم قصرت.
أما الثاني فهو جدلي ولا يريد أن يتحرر من رداءة التفكير و(يمني النفس بالأوهام عن وهن) لعل وعسى أن تتوقف بطولات الهلال أو الهلال.
وهذا (الصنف) لن يتغير على الإطلاق ومن الصعب تغييره أيضاً لأن المسافة بينه وبين العقل أطول من مسافة تبليط البحر بطوله وعرضه.
لذلك كل من يظن أن منجزات الهلال وإبداعاته وسماته وخصائصه ربما تتوقف برحيل كوزمين أو ولي أو ياسر عليه أن ينضم لقافلة المبلطين، لربما يشغل نفسه بما هو أهون عليه من التفكير في عدد بطولات الهلال ومتى يمكن أن تتوقف.
لأن الأمر مرهق جداً..
وسلام تعظيم للزعيم.
