مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 25/12/2003, 08:10 AM
المناصر المناصر غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/04/2003
مشاركات: 210
د.الأهدل: السباق إلى العقول (46) رضا الله وتمكينه..

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل (46)

تابع.. وسائل أهل الحق في السباق إلى العقول.. الجزء الثاني

رضا الله وتمكينه أو مقته واستبداله.

لقد ابتلى الله هذه الأمة التي لم توجد أمة غيرها في الأرض تملك الحق الذي تملكه، وهو دين الإسلام الذي لاحق سواه اليوم من جميع الأديان..

ابتلاها الله تعالى في هذا العصر بهذه الإمكانات الهائلة من وسائل الإعلام التي لم توجد لأي أمة من أمم الأنبياء السابقين عندما كانت تملك الحق الإلهي..

كما ابتلى هذه الأمة بجعل دينها ديناً عالمياً يجب إبلاغه إلى جميع البشر، ويجب على كل من بلغه هذا الدين أن يؤمن به، ومن لم يؤمن به بعد بلوغه فهو من أهل النار.

فإذا لم تستغل هذه الأمة هذه الإمكانات التي ابتلاها الله بها لتسابق بالحق الإلهي.. الباطلَ الشيطاني.. إلى عقول الناس..

فإنها تستحق مقت الله تعالى وغضبه واستبداله بها غيرها، لعدم قيامها بوظيفتها التي هيأ الله لها أسباب قيامها بها..

(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) [المائدة:67].

(( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) [يوسف:108].

وبدهي أن المسؤولية الأولى في اتخاذ هذه الوسيلة سُلَّما للحق إلى عقول الناس، تقع على من تولوا أمور المسلمين من الملوك والرؤساء وأعوانهم..

لأن إمكانات الشعوب الإسلامية كلها بأيديهم وتحت تصرفهم، فالوسائل المادية من إذاعة وتلفاز وصحف ومجلات، كلها تحت سيطرتهم، لا يذاع شئ ولا يعرض ولا يكتب إلا ما أقروه وأذنوا به.

وتهيئة الكفاءات البشرية بتأهيلها وتدريبها وتوظيفها، كلها لا توجد على الوجه المطلوب، إلا إذا قاموا هم بدعمها، وإذا وجدت فلا يختارون منها إلا من هم عنه راضون، لعلمهم أنه لا يخرج عن دائرة ما يرسمون له.

والمناهج الإعلامية والمواد التي تذاع وتعرض وتنشر وتطبع كلها مرهونة بموافقة رقبائهم عليها.

وإذا كانت بعض البلدان الإسلامية تعطي مساحة جيدة للمواد الإسلامية - مع مواد أخرى لا تنسجم معها –.

فإن أغلب أجهزة الإعلام في أغلب البلدان الإسلامية الأخرى، تقدم بها مواد قليلة جداً عن الإسلام، لا تخلو من تشويه ظاهر أو خفي، وما يعلق منه من الخير في أذهان الناس تمحوه المواد الأخرى المضادة للإسلام، في الجوانب الإيمانية والأخلاقية والأحكام المتعلقة بالحلال والحرام، حيث إن هذه المواد تنال من الدعم والتمكين، ما لا يتاح لجزء قليل جداً من الإسلام.

ومما يزيد الطين بلة أن أجهزة الإعلام محتكرة بيد الحكومات في كل الشعوب الإسلامية، وإن وجدت في بعضها مؤسسات صورية، فإنها في الواقع فروع لأجهزة الإعلام الحكومية، وهذا بخلاف كثير من البلدان الغربية التي يجد فيها الإعلام من الحرية، ما يجعله يسقط زعماء وحكومات وأحزاباً.

لهذا كانت المسؤولية في الشعوب الإسلامية تقع على حكوماتها، لاستغلال وسائل الإعلام واتخاذها سُلَّما للحق، ليصل إلى عقول الناس في العالم الإسلامي وغيره.

وهذا لا يعفي العلماء وأهل الرأي، من القيام بواجب النصح للحكام ومطالبتهم بوضع مناهج ذات أهداف ووسائل لأجهزة الإعلام، يتحقق بها - مع تطبيقها فعلاً - سبقُ الحق الذي تضمنه الإسلام إلى عقول المسلمين وغير المسلمين..

ولا يكفي وضع أنظمة ولوائح لأجهزة الإعلام يُنَص فيها على مواد دينية لا يتحقق بها ذلك السبق، أو تكون أنظمتها نظرية دون تطبيق في واقع الأمر.

يتبع في الجزء القادم إن شاء الله..

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
اضافة رد مع اقتباس