| ليس اليوم من الايام التي تتكرر كثيرا في حياة شعب من الشعوب
اليوم الذي اقصده يخص كرة القدم وبالتحديد نهائي دوري الابطال الافريقي لكرة القدم الذي يجري علي استاد الاسماعيلية ويلتقي فيه الاسماعيلي ممثل مصر, ونادي انيمبا بطل نيجيريا. اما لماذا لايتكرر هذا اليوم كثيرا.. فهذا يرجع إلي كون اللقب الذي يلعب عليه الاسماعيلي في مباراة الليلة اضافة تاريخية لاندية مصر في مسيرتها الافريقية التي تعود إلي منتصف الستينيات حين شارك النادي الأوليمبي لاول مرة ممثلا لمصر في أولي بطولات ـ القارة وهي بطولة أبطال الدوري التي تحولت إلي دوري الابطال منذ عام1997 ـ وامتدت مسيرة الاندية المصرية, وباتت بمرور السنوات ـ أي هذه الاندية ـ الاعظم والاكثر تفوقا دون منازع علي الاطلاق.
ويأتي الاسماعيلي اليوم ليضيف إلي هذه المسيرة مايجعلنا نتقدم بثبات نحو الدخول إلي موسوعة الارقام القياسية ولي في ذلك اكثر من دليل.
أولا: احراز الاسماعيلي لقب دوري الابطال الافريقي لن يتيح لنا فقط الاستحواذ علي مايزيد علي ربع العدد الاجمالي لألقاب البطولة منذ اقامتها حتي الآن, ولكنه سيسمح لنا ـ أيضا بتسجيل اسماء الاندية المصرية لثلاث مرات متتالية, وهو مالم يحدث أبدا من قبل في هذه البطولة تحديدا, وعندما حدث ـ بشكل عام في بطولات افريقيا ـ كانت أندية مصر هي التي تمكنت من الاحتفاظ بلقب بطولة ابطال الكئوس لخمس مرات متتالية حين فاز بها المقاولون العرب مرتين, ثم الأهلي ثلاث مرات وكان ذلك من عام1982 إلي عام1986 إلي جانب احتفاظ شبيبة القبائل بلقب كأس الاتحاد الافريقي ثلاث مرات متتالية واحتفظ بالكأس للابد بحصوله عليها عام2002.
أعود إلي دوري الابطال وأقول إن الأهلي أحرز لقب البطولة عام2001 وكان مدربه وقتئذ هو البرتغالي مانويل جوزيه الذي عاد مؤخرا من جديد, وأحرز الزمالك اللقب نفسه عام2002 وكان مدربه هو البرازيلي كابرال وها هو الاسماعيلي يقترب من انجاز الثلاثية غير المسبوقة.
احراز الاسماعيلي اللقب يضع أندية مصر في نفس الوضع الذي لايستطيع عليه سوي أندية أوروبا الكبري, فهناك لايفوز ناد بعينه ـ أو بمعني آخر لايستطيع اي نادي ان يحتفظ بلقب بطولة أوروبا للعام الثاني علي التوالي, ولكن من الممكن ان يفعل ذلك ناد آخر ينتمي لنفس البلد.. وعلي ذلك من الممكن أن تجد الاندية الايطالية, وهي تحافظ علي اللقب لثلاثة مواسم متصلة ومن الممكن ان تجد ذلك مع الاندية الانجليزية, أو الالمانية وغيرها من كبريات القوي الكروية في القارة ودون ذلك فلا.. وها نحن ـ والحمد لله ـ نعيش هذا الموقف ولنا الفخر.
ثانيا: يرفع حصول الاسماعيلي علي لقب البطولة من رصيد مصر الاجمالي علي مستوي القارة من كل اتجاه ـ والمعني ان رصيدنا في دوري الابطال سيزيد من تسع بطولات إلي عشر بطولات, حيث سبق للزمالك الفوز بها خمس مرات سواء في نسختها القديمة والجديدة, وفاز بها الأهلي ثلاث مرات في نسختها الجديدة والقديمة ايضا, وفاز بها الاسماعيلي مرة واحدة.
ارتفاع رصيد أندية مصر إلي عشر بطولات يعني استحواذها ـ كما سبق وأشرت ـ علي مايزيد علي نسبة25% من اجمالي ألقاب البطولة.
ملحوظة: البطولة انطلقت عام1964 واقيمت طوال تلك الفترة دون توقف38 مرة وهذه المرة هي التاسعة والثلاثون.. ونصيبنا فيها تسعة القاب ويبقي اضافة اللقب العاشر لبطولة لاينازعنا فيها احد حيث يأتي من بعدنا أندية الكاميرون ولها5 ألقاب, وأندية المغرب ولها4 ألقاب, واندية كل من الجزائر, وغانا, وغينيا, وتونس, وزائير( الكونغو الديمقراطية) ولكل منها3 ألقاب, وكوت ديفوار ولها لقبان والكونغو وجنوب افريقيا ولكل منهما لقب واحد.
ثالثا: اضافة لقب قاري جديد سوف يرفع رصيد مصر الاجمالي إلي22 لقبا.. وهو رقم لايبدو من السهل علي أحد, وتحطيمه أو الاقتراب منه في غضون السنوات القادمة. وأوضح التفاصيل في سطور تالية:
اندية مصر نالت لقب دوري الابطال( ابطال الدوري سابقا) تسع مرات, ونالت لقب بطولة ابطال الكئوس ثماني مرات, ونالت كأس السوبر اربع مرات.. واستعصت بطولة كأس الاتحاد حتي الآن, وربما ان السبب في ذلك كان يرجع في الاساس إلي انطلاق البطولة نفسها ابتداء من عام1992 فقط, إلي جانب تأخر مشاركة الاندية المصرية إلي ماقبل اربع سنوات فقط.
اجمالي ماتحقق لأندية مصر من القاب يمثل تقريبا اقل من ربع العدد الاجمالي لمرات اقامة البطولات المختلفة, والمعني ان بطولات افريقيا بما فيه كأس السوبر اقيمت90 مرة حتي الآن ـ استحوذت اندية مصر علي21 لقبا, ويبقي اللقب رقم22 للاسماعيلي ليصبح نصيبنا هو الربع تقريبا.. تفوق أندية مصر يبدو مبهرا وواضحا عند مقارنته بنتائج الآخرين.. والحقيقة ان أقرب المنافسين منا هي اندية تونس ولها12 لقبا ـ بفارق9 ألقاب عن اندية مصر ـ حيث أحرزت لقبين في دوري الابطال, واربعة القاب في كأس الكئوس ومثلها في كأس الاتحاد إلي جانب لقبين في كأس السوبر, ويأتي من بعد تونس اندية الكاميرون والمغرب, ولكل منها ثمانية القاب ولكن يظهر تفوق أندية المغرب في احرازها لكل الالقاب حيث فاز بدوري الابطال4 مرات وكأس الكئوس مرة واحدة وكأس الاتحاد مرتين, وكأس السوبر مرة واحدة, بينما عجزت اندية الكاميرون عن احراز كأس الاتحاد وكأس السوبر.
يبقي في النهاية ماسيحققه الاسماعيلي فيما يخص ترتيبه في التصنيف الافريقي لاندية القارة. حيث يملك الفريق الآن ثماني عشرة نقطة تضعه في المركز الرابع عشر بالمشاركة مع نادي فيتا من الكونغو الديمقراطية, وحصول الاسماعيلي علي خمس نقاط, وفق ماتنص عليه لوائح الاتحاد الافريقي فيما يتعلق بصاحب اللقب. فان ذلك سيعني ارتفاع رصيده إلي23 نقطة, وبهذا يصعد إلي المركز الحادي عشر متساويا مع فريق النجم الساحلي, وهو نفس الفريق الذي من المفترض ان يقابله حامل لقب دوري الابطال باعتباره اي النجم الساحلي هو بطل بطولة ابطال الكئوس علي كأس السوبر ليحصل الفائز به علي نقطة جديدة في التصنيف.
الاسماعيلي ـ بشكل عام ـ يملك الارقام التي تؤهله لإحراز اللقب خاصة بعد اكتمال صفوفه بعودة أحمد فتحي وحسني عبدربه وانتهاء ايقاف الثلاثي المكون من: محمد محسن أبوجريشة, وسيد معوض, ومحمد يونس, بنتيجة الاسماعيلي في المباراة الاولي والتي خسرها بهدفين للاشيء لاتبدو صعبة حيث يملك الاسماعيلي القدرة علي تعويضها وربما كانت له التجربة في فريق النجم الساحلي الذي خسر امام جوليوس بيرجر وهو فريق نيجيري مثل انيمبا بهدفين للاشيء في نيجيريا, وتمكن النجم من التعويض وبثلاثية نظيفة ليحرز لقب بطولة كأس الكئوس.
الاسماعيلي يملك في نفس الوقت أرقاما جيدة للغاية ويبدو الفريق من خلالها متوازنا في ادائه الهجومي والدفاعي. فقد سجل الفريق عبر مشواره منذ انطلاق المسابقة27 هدفا, وسكن مرماه حتي مباراة انيمبا الاخيرة احد عشر هدفا, وتمكن من الفوز في ثماني مباريات, وتعادل في ثلاث وخسر مباراتين فقط كلتاهما أمام انيمبا, أما فريق انيمبا فقد سجل31 هدفا, وهو رقم يبدوا كبيرا ومذهلا لكن قيمته تتراجع امام العدد الاجمالي للاهداف التي سكنت مرماه وهي15 هدفا وهو مايعني تواضع اداء خط دفاعه بصورة واضحة وهو شيء من السهل ملاحظته بالفعل علي أرض الواقع. انيمبا فاز في تسع مباريات وتعادل في مباراتين وخسر مباراتين.
وفي كل الاحوال سوف تميل كل الارقام لمصلحة الاسماعيلي في كل اتجاه عند فوزه بمباراة الليلة عندها سيتراجع كل شيء عند المنافس, ويصبح كل شيء لمصلحة الدراويش.. بما فيها كأس البطولة نفسها.  | 