مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/01/2009, 10:49 PM
بيرت بلس بيرت بلس غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 15/08/2008
مشاركات: 328
Post شرارة الفرقة والانقسام ...........

بسم الله الرحمن الرحيم


ظاهرة تتفشى في مجتمعنا ولا يكاد يخلو منها مجلس أو لقاء أو اجتماع إلا من رحم ربي.
اتهام الناس وتصنيفهم وببساطة غريبة ! وقد يكون المتهم شخصية عامة ومعروفة وقد يكون من عامة الناس .

هي أولاً غيبة ونهانا عنها ديننا وشدد على تحريمها ولكن لا نجد غضاضة في ممارستها .

قد تخرج بعض هذه التصنيفات الإنسان عن دائرة الإسلام ونطلقها بكل بساطة وأريحية !

إذا كان الإنسان لم يصرح بأنه علماني مثلاً لماذا اتهمه بذلك ؟ وماذا نستفيد من اتهامه؟

هذا علماني , وذاك ليبرالي , وعندما لا تنطبق المقاسات على إنسان تضيق الدائرة وتصبح أكثر تفصيلاً.
فنجد الجامي والقطبي والسلفي والاخواني والسروري ........ الخ .

وكل هذا أين ؟ وما النتيجة ؟ في مجتمع اسلامي يكاد أن يكون افراده متطابقين في كل شيء !
لو كان هذا التصنيف في العراق أو لبنان لأصبح الأمر مقبولاً لوجود طوائف ونحل مختلفة ومتباينه !

ولكن في مجتمع كمجتمعنا ! الأمر غريب ويدهشني !
هل نبحث عن الاختلاف والفرقة ؟

هل الهدف ان يصبح المجتمع فئات وأحزاب وطوائف رغماً عنه ؟
لمصلحة من يحدث ذلك ؟

لا اقول ان لا ننتقد ونصحح ونعالج ونوقف المخطئ ونقول له أخطأت ولكن ...... لا ننجر وراء الفرقة بممارسات كهذه .

قرأت موضوعا أعجبني كثيراً حول هذا الموضوع للكاتب عبدالله الشولاني وأنشره كاملاً والمقال موجود في صحيفة سبق الالكترونية :





غازي القصيبي يقول للهيئة : جزاكم الله خيراً !

لعلكم تتساءلون : أين الغرابة في هذا ؟
بالنسبة إليَّ لم يكن غريباً أن يقول الدكتور غازي هذا . لكن بالنسبة للكثيرين غيري يبدو الأمر غريباً بعض الشيء . فعلاقة غازي مع التيار الديني " العريض " لم تكن علاقة جيدة في الغالب. وكلنا نتذكر حرب المقالات والبيانات والأشرطة التسجيلية التي أشعل غازي أوارها بمقالات أيام الغزو العراقي للكويت هاجم فيها المشايخ والدعاة ووصفهم فيها بالصداميين ! وهي المقالات التي وجدت ردوداً وهجوماً معاكساً وكاسحاً من لدن مشايخ الصحوة حتى وصل الأمر ببعضهم إلى حد وصفه بالعلمانية والزندقة !

هل كان مشايخنا صداميين ؟ طبعاً لا . هل كان غازي زنديقاً ؟ طبعاً لا . إذاً لماذا حصل ما حصل ؟

للإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى أن نفقه واقع المرحلة , وهو واقع كان شديد الحساسية. فالعراقيون كانوا على تخومنا , والقوات الأمريكية على أرضنا , والحكومات والجماهير العربية كانت منقسمة بين مؤيد للغزو العراقي ومعارض له . وكان التيار الديني العريض في غالبه مؤيداً لقرار الدولة في السماح بمجيء القوات الأمريكية وإن ظل ينظر بعين الريبة والشك لهذه القوات والأهداف الحقيقية من تواجدها.
كانت الساحة برمتها تغلي . ولم يكن الأمر يحتاج سوى لشرارة كي تشتعل الساحة بالسجالات التي تروج وتنتشر في مثل ظروف الاحتقان والتوجس هذه .
قال غازي بعد سنوات مسترجعاً الذاكرة وبعد أن زالت تلك الظروف الاستثنائية : استعدينا عليهم الدولة – يقصد مشايخ الصحوة – واستعدوا علينا المجتمع !

وهي شهادة جريئة جداً وشجاعة , ولقد وُجِدت شهادة مماثلة جريئة هي الأخرى وشجاعة من لدن الشيخ سلمان العودة في ذكرياته التي يرويها في مجلة الإسلام اليوم.

ويُقال - والعهدة على الراوي - أن غازي القصيبي قابل الشيخ سلمان على هامش جلسات الحوار الوطني وقال له : لقد انتهى دورنا نحن الشيوخ الكبار وأصبحت الراية في عهدتكم.
هل يقول علمانيٌ مثل هذا الكلام ؟

حسناً لنقول أن غازي كان علمانياً , وأنَّه تراجع عن الكثير من أطروحاته , لمَ لا نزال حتى اليوم ننظر إليه بعين الريبة والشك والتوجس والحذر ؟

أليس من الخطأ الفاضح أن " نعلمن " من يختلف معنا , لمجرد أنَّه خالفنا في قضية أو اثنتين ؟

لا شك أن هناك من هم علمانيين يعيشون بين ظهرانينا وقلوبهم تخطر في مانهاتن لكنهم قلة قليلة منبوذة لا تجرؤ على التعبير عن نفسها سوى في حدود ضيقة جداً .

القول بجواز كشف الوجه أو جواز قيادة المرأة للسيارة أو وجوب إصدار بطاقة للمرأة أو ضرورة تأنيث محلات الملابس الداخلية النسائية , كل هذه الأقوال لا تجعل صاحبها علمانياً , لأن الأمر في كل هذه يخضع لاجتهادات فقهية قد نتفق معها أو نختلف لكنها لا تجعل من القائل بها أو الداعي إليها علمانياً , حتى وإن كان هناك من العلمانيين " الأقحاح " من يطالب بنفس هذه المطالب لكن لأهداف ليس من بينها التيسير على العباد مع مراعاة الشريعة وحدودها .

استغربت واندهشت حين رأيت الاحتراب الذي جرى إبَّان الفصل الإداري لرئاسة تعليم البنات عن وزارة المعارف السابقة رغم أن الفصل هو فصل إداري بحت! واستغربت واندهشت أكثر حين رأيت الاحتراب الذي جرى إبَّان قرار الحكومة بضرورة حصول المرأة على بطاقة تحتوي على صورة شخصية لها . وآخر ما جرى من احتراب هو الهجوم الذي شنَّه البعض على الدكتور غازي القصيبي الذي أقرَّت وزارته - وزارة العمل - قراراً بضرورة تأنيث محلات المستلزمات النسائية, وأنا أستغرب كيف يُعارَض قرارٌ مثل هذا رغم المصالح الكثيرة المتوخاة مقارنة بالمفاسد القليلة؟ ونحن حين ننظر إلى ما أعقب هذه القرارات لا نجد أن شيئاً مما قاله المخوِّفون قد حصل بعد إقرار هذه القوانين , فلا انهارت الأخلاق , ولا تعلمن المجتمع , ولا حصل الاختلاط في التعليم !

لم أفهم السبب الذي يدفع البعض لرفض مثل هذه القرارات , رغم أننا لو نظرنا بهدوء وروية وبعيداً عن الحساسية ودعوات الاستقطاب المعتادة لوجدنا الكثير من الإيجابيات التي تنطوي عليها مثل هذه القرارات , ولا أدري كيف يقبل متدين أن تشتري المرأة ملابسها الداخلية من رجل مع إمكانية أن تشتريها من امرأة ؟! ولا أدري كيف يغيب عن ذهن بعض المتدينين أن بطاقة المرأة تحفظ حقوق المرأة الشرعية التي كتبها الله لها والتي استوصى النبي صلى الله عليه وسلم الأمة عليها في خطبة الوداع. إضافة إلى أنَّ بطاقة المرأة تسد منافذ التلاعبات والمخالفات مثل الزنا والخلوة غير الشرعية وغيرها ... من الأفضل والأكمل ما دامت الصورة تثير هذه الحساسية لدى شريحة كبيرة من الناس أن تكون البصمة بديلاً عن الصورة كما في بلدان كثيرة , وفي حال لم يتم هذا فلتكن الصورة دون تحفظ...
الجيد في أمر الخلاف حول هذه القضايا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي يعتبرها البعض قلعة الصمود في مواجهة قرارات مثل هذه أجازت أخيراً قرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية , وهو أمر يبعث على الأمل والارتياح ويدل دلالة واضحة على أن هناك تحولاً إيجابياً في الذهنيِّة يسمح بالتعاطي مع المشاكل بواقعية بعيداً عن حملات الاستقطاب إيَّاها.
أصدقكم القول : لا يهمني كثيراً إن كان غازي قد تغيِّر أو كانت الهيئة هي التي تغيَّرت , ما يهمني هو أن نعلم أن كثيراً من حروبنا التي نخوضها اليوم بحماس وإخلاص شديدين نُمارس من خلالها التصنيف والشخصنة هي حروب قد تقود إلى انقسام سندرك بعد مضي سنوات أنَّها محض عبث لم يكن له ما يبرره.
ودونكم غازي الذي وصف مشايخ الصحوة يوماً بالصداميين يقول لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن أجازت قراراً بجواز تأنيث محلات المستلزمات النسائية : جزاكم الله خيراً !

ويا لها من دلالة.

عبدالله الشولاني
اضافة رد مع اقتباس