[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قرأت موضوع العضو الغالي منادي ، و قرأت أيضاً موضوع الغالية نجمة الإبداع و مواضيع أخرى تتحدث عن الانفجار الأخير خاصةً و جميع الانفجارات السابقة عامةً .

هنا أنا لا أعترض على أيٍ من المواضيع المذكورة و ليس لي أي تحفظ على مضمون أحدها ، و لكن سأعترض و سأصرخ بأعلى صوتي قائلاً :


بل هم أبناؤك يا وطني .. بل هم أبناؤك يا وطني .. بل هم أبناؤك يا وطني ..


نعم سأعترض و بشدة عندما يقول أحد أنهم ليسوا أبناء الوطن ؟! و دعوني أسألكم !

من هم أبناء الوطن ؟

مع أن الإجابات ستأتي مختلفة و فيها من التباين الشيء الكثير لكن دعونا نتفق على بعض النقاط .

ابن الوطن هو من ولد على أرض الوطن و تربى تحت سماء هذا الوطن و عاش على خيراته ، ابن الوطن هو من نهل من ينابيع العلم المختلفة و من منابر العلم المختلفة ، صروح تعليمية في أرجاء هذا البلد ما بين جامعات و معاهد و كليات حتى وصل إلى درجة من العلم على اختلاف هذه الدرجة .

و الآن ؟! هل هم أبناء هذا الوطن ؟

نعم هم تنكروا لهذا الوطن بأفعالهم المشينة ، نعم هم ظلموا أنفسهم و مجتمعهم و وطنهم و العالم الإسلامي بأسره .

يقول البعض حتى الأب عندما يسيء ابنه له قد يتبرأ منه و يقيس على ذلك براءة الوطن من هؤلاء ! أنا هنا سأقول هذا الكلام و لو كان يبدو منطقياً لا يؤخذ هكذا ؟!
أما لماذا فلإن الأب سيبقى أباً لهذا المسيء شاء أم أبى ، و عليه فإن هذا الأب مطالب بتقويم هذا الابن و البحث عن الأسباب التي دفعته لما قام به و معالجتها .
هذا بفرض أن الأب قد قام بجميع ما هو واجب عليه تجاه هذا الابن و أن هذا الابن يعيش في بيئة سليمة و التي يجب أيضاً على الأب توفيرها لابنه .

فهل قام الوطن بجميع واجباته تجاه أبنائه ؟!
و هل ما تم القيام به ناتجاً عن تفكيرهم الحر المستقر المستقل ؟! أم هم ضحية تأثير فكري بغض النظر عن أصحاب هذا التأثير ؟!

أنا هنا لا أدافع عنهم بل هم مجرمين و مذنبين و يستحقون أشد الجزاء !
لكن أن نقول لهم أنتم لستم أبناء هذا الوطن ، دون أن نعرف دوافع ما قاموا به هذا يعني أن كل من يفعل ما يسيء للوطن يجب أن نستبعده من الوطن !

كم من نفس أزهقت بسبب التخلف الصحي لدينا ؟! من كان خلف تخلفنا الصحي ؟! إنهم أولئك الذين يسرقون أموال الوطن و يمنعون التقدم و التطور في كل المجالات !؟ إنهم أيضاً مجرمون ! ما هو الشعور الذي سيتولد لدى أحدكم لو ماتت أمه أو أبوه بسبب قلة الرعاية الصحية ؟!
طاعن في السن قلبه مريض موجود في قسم الإسعاف لا يجد الرعاية الصحية الكافية !!
شاب في كامل قوته يقطن جناحاً مريحاً لأنه يعاني من الإنفلونزا !! المشكلة ليست هنا فقط و لكن هذا الشاب لا يدفع ثمناًً مقابل ذلك الجناح حتى يوفر الوطن بواسطة هذا الثمن تكاليف علاج طاعن السن مريض القلب !!

بطالة في كل مكان ! شباب في كامل قواهم ليس لديهم ما يشغلهم ، كيف نضمن سلامة تفكيرهم ؟!
لا تقولوا لي ليست بالمبرر ؟! لأنني سأقول نعم و لكن من الأسباب ، بل إن ذلك الفرد الذي يحس بعدم فاعليته و عدم تأثيره نجده يفكر في كيفية إثبات الوجود خاصةً إذا انعدمت الثقة في النفس لديه ، حينها من الممكن أن يعمل أي شيء ليقال له عملت كذا و كذا .

يقول أحد الأئمة كان آباؤنا و أجدادنا أفقر منا و لم يقوموا بنفس ما قام به هؤلاء !

و أقول له ذلك الوقت كان وطننا كله يعيش فقيراً بل إن الملك الموحد عبدالعزيز رحمه الله كان يوزع ضيوفه على المقتدر من أسر الرياض ! أتعلمون من هي الأسرة المقتدرة ؟! إنه تلك الأسرة التي تملك قطعةً من الأرض و تعمل فيها و تستخرج خيراتها الزراعية .
كان مجتمعاً أغنياؤه و فقراؤه طبقةً واحدةً ، لا مقارنات يستغلها الحاقدون لتأجيج الأنفس و إشعال نار الحسد و الحقد ، بينما الآن الكل يعلم بالوضع الحاصل فمن مضيعة الوقت الكلام عن مثل هذه الأمور !!

و أسباب كثيرة تشرق شمس الغد و لم أنته من ذكرها لو بدأت الآن .

المجرمون الذين قاموا بالعمل الآثم الإجرامي لا يخلو أحدنا أن يكون له قريب بينهم ؟! نعم أكثر من عشرة آلاف شخص تم احتجازهم ، نعم لم يقوموا كلهم بأعمال إجرامية و لكن أغلبهم مهيء لو استثنينا البريء منهم ، هؤلاء العشرة آلاف من أين أتوا ؟! لا بد و أن لنا بينهم الأخ و ابن العم و ابن الخال أو حتى صديق .

هؤلاء أبناء الوطن شئنا أم أبينا ! فهل من مسئول محنك يدرس و يحلل مشكلتهم ؟!
نعم و كما قال الأمير نايف ليس بالضرورة محاورتهم و لكن أليس من الضرورة دراسة هذه الظاهرة ؟!
محاورتهم لو حصلت ستكون مفيدة و الأمير نايف بالتأكيد لا تخفاه مثل هذه الأمور و لكن الأمير لا يريد أن يكون الإرهاب وسيلة للمحاورة ، فيصبح الوضع من أراد أن يتحاور مع المسئولين و من أراد أن يسمعه المسئولون فعليه أن يقوم بعمل إرهابي ، و هذا بالتاكيد تصرف سليم لأن الغاية لا تبرر الوسيلة .

أخيراً من فعل هذا يجب على المجتمع كله قادةً و مسئولين و شعباً التكاتف ضده و معاقبته أشد العقاب دون إغفال لدراسة ما يحصل و معالجته بشكل سليم يجعلنا قادرين على استئصال مثل هذه المشكلة من جذورها .

ما حصل و يحصل لم يحصل عبثاً و لا لعباً و لا هو من فراغ ، إنما هو متقن تم التخطيط له بشكل جيد و مثل هذا لا يحصل إلا و له أسبابه القوية التي دفعت بفاعليه تنفيذه مهما كلف الثمن و حتى لو كلف أغلى ما يملكه الإنسان و هو الحياة ، شخص يقدم بنفسه على الموت لا يقدم إلا و قد تساوت الحياة عنده مع الموت إن لم تكن الحياة عنده أسوأ من الموت ، أي أنه إنسان ميت و لو كان حياً مع الأحياء .

دعونا نرى الأبعد !
دعونا نرى بعين ثاقبة !
دعونا نفكر بحكمة و عقل و روية !
بعدها سنضمن عدم وجود مثل هذه الفئات التي خرجت عن الطريق الصحيح .

يدور أن أغلب الفاعلين من صغار السن المغرر بهم و بغض النظر عمن قام بالتغرير بهم لكن لماذا نسمح بالتغرير بهم ؟!
و بما أنه يسهل التغرير بهم فإنه بالتأكيد يسهل إعادتهم للطريق الصحيح ، انظروا كيف كانت عودة الشيخ الخضير مؤثرة إلى أبعد الحدود ، انظروا تأثيرها الكبير حتى في تلك الأوساط .

أعيد و أكرر أن من قام بهذا العمل ليس إلا مجرماً و لكن لكي لا يكون بيننا مجرمين جدد و لكي لا يصبح وطننا بؤرةً للمجرمين علينا البحث و الدراسة و الوصول لأصل المشكلة و حلها بطريقة تضمن عدم ظهورها مرةً أخرى .

دعونا نعاقبهم و لكن عندما نعاقبهم يجب أن لا ننسى أننا نعاقب أبناء الوطن الذين غرر بهم المجرمون الحقيقيون أياً كانوا ، فهناك من يرى أن مصدر التاثير أمريكا و هناك من يرى أن المصدر هو القاعدة و أنا لا يهمني المصدر بقدر ما يهمني تناول المشكلة بشكل سليم ، كما يجب أن لا ننسى أن معاقبتهم لا تنهي المشكلة ، نعم فالسلطات الأمنية قادرة بإذن الله على الوصول لهم و من ثم إحالتهم للقضاء و قد يصدر الحكم بإعدامهم و يتم إعدامهم ، ولكن حينها هل تم حل المشكلة ؟!



أخيراً أنا آسف لأن الموضوع تمت كتابته على عجالة و بأفكار متناثرة متفرقة يعود ذلك إلى ضيق الوقت ، و أنا آسف لأنكم تستحقون أفضل من هذا الموضوع الغير مترابط و المفكك و الناقص ، كما أتمنى أن تتم تغطية الموضوع من جميع جوانبه من خلال ردودكم التي ستكمل الموضوع مهما بلغت درجة النقص فيه . [/ALIGN][/ALIGN]