البيان والجنان صنعت اعظم إنسان

احترت كثير من اين سأبدأ وكيف يمكن أن انتهي
حين تستعرض الحياة ايام عظماء عاشوا ايامها وخاضوا غمراتها وحققوا اعظم انجازاتها
فلابد للحياة أن تنحت اسمائهم في تاريخها
ليقرأ ويستفيد من سيكمل مسيرة ايامها من اجيال قادمة تسأل بلهف عن اجيال ماضية لتعرف كيف عاشوا وامام المحن صمدوا وللصعاب اجتازوا

طبعا نحن دائما حين نتصور الابطال نتخيل انهم اصحاب اجسام هائلة وقامات رفيعة وعضلات ضخمة واعتقد أن هذا التصورات اقرب إلى الخطأ

فمعظم اصحاب الاجسام الضخمة ليس لديهم قدرات ولا فطنة تؤهلهم ليشهد لهم التاريخ بالعظمة

ولكن دعوني احدثكم عن شخص صاحبته تلميذ ثم زميل
فكان خير من درسني وخير من زاملني

بالفعل كان ورقة بيضاء قسمت بخوط مستقيمة فمن اراد أن يكتب عليها فعليه أن يكتب على السطر فأن اخطأت وتعرجت في الكتابة مسح ما كتبته وجعلك تعلم ما فائدة الخط المستقيم
وكذلك يفهمك أن الكتابة المتعرجة من طرق الفاسدين ومن سبل الفاسقين الذين في الضلال يعيشون وبالنفاق يستمتعون وللاباطيل ينشرون

فهو بحق سطر كلمات الصدق على جباه الكاذبين

كل صادق يصاحبه سيحبه لانه سيعرف من خلال صراحته أن لسانه ينطق بالذي بقلبه
فالحق يقول ولو كان في ذلك ضرر على نفسه

طبعا لنتقل قليل مبتعدين عن عظيم عند من عاشوا في ذلك المكان والزمان

ودعنا نتنقل في عالم البشر وشخصايتهم المختلفة
ودعوني انطلق مع خيالي لاتذكر طفولتي حيث امتزج في ذلك العمر بعض الاسئلة التي حيرتني مع براءة تلك الاسئلة

كنت اسأل احياننا لو سقطت من فوق بيت كيف ستخرج العصافير من رأسي ذلك مما جلبه التلفاز من برامج افلام كرتون اطفال

ومن بعض الاسئلة ايضا وهو السؤال الذي اكتشفت أن له إجابة تعلمتها من مضي الايام

حيث كان سؤالي هل يوجد غراب ابيض
وبعد مضي سنين طويلة على طرح هذا السؤال
شاهدت احد تلك الغربان
بالفعل انه غراب ابيض بل اكتشفت أن الغراب الابيض اشد وقاحة من الغراب الاسود
الذي جعله صاحب كتاب كليل ودمنة من رموز الشر فكيف لو شاهذ الغراب الابيض لجعله روح الشر

طبعا نحن نعرف أن الغراب الاسود مشهور بالسرقة
وكذلك هو الغراب الابيض ولكن سرقته من نوع آخر فهو يحاول أن يسرق مجهودات الاخرين واعمالهم الابداعية وامجادهم التي يستحق أن تنسب لهم
فيأتي هذا الغراب متجسد دور انسان يمسك بمكرفون ثم يبدأ بالصراخ ليلفت الانتباه

ولكن الغراب الغبي لم يحسب حساب أن من بين المتواجدين صقر نظراته حادة ومخالبه بارزة ومستعد لاي معركة تأتي فجأة

وقبل أن اكمل قصة الغراب الغبي دعوني اقف وقفة


نحن تربينا على مبدى ابتعد عن الشر وغني له وان نتجنب المشاكل ما استطعنا
واحيانا قد يتكلم فرد مخاطب جماعة بما ليس اهل له

فأغلب من يسمع كلامه يكتم غضبة ويكتفي بالصمت مع بسمة من السخرية
فيظن المتكلم أن الحاضرين انصاعوا لكلامة وهم في الحقيقة يدعون له بالسلامة ويقولون في انفسهم صغير العقل ليس عليه ملامة
ومجادلته سيجلب على النفس الحسافة ولكن يبقى على القلب شيئا من العلامة التي تدل أن السكوت سيجعل في القلب مرارة لا يداويها إلا بالرد على من اساء في كلامة

وبالفعل بدأ الغراب الابيض يأمر ويزجر ونسي أن موقعه في الاعراب حركة منع من ظهورها لعدم كفاءته في المكان الذي وضع فيه نفسه

فما انتهى من كلماته الردئية حتى انقضت عليه الكلمات الصليلة ليؤخذ بعد هذا الموقف الحكمة التي تقول لسانك حصانك أن صنته صانك وأن خنته خانك

وايضا استفدت حكمتان حكمة عرفتها من القرآن وهي أن لا تعطي مالك السفهاء
وحكمة عرفتها لأني كنت شاهد عيان وهي لا تعطي مكرفون(مكبرات الصوت )للسفهاء لانهم سيسئون استخدامها

وبالفعل تلقن الغراب الابيض درس تعلم فيها أن البيان والجنان تصنع اعظم انسان

اما الجنان فهو القلب المقدام الصادق الشجاع الذي لا يجبن من قول الحق
اما البيان فهو اللسان الذي يجعل الصدق راسخا كرسوخ الجبال

وبكل صدق ما اجتمع حسن البيان وشجاعة الجنان إلا وصنعت اعظم انسان


وفي الختام
اللبيب بالاشارة يفهم