النهي عن اتخاذ القبور مساجد
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متفق عليه. وزاد مسلم "والنصارى".


--------------------------------------------------------------------------------


هذا الحديث له شاهد -أيضا- في الصحيحين من حديث عائشة وابن عباس فيه ذكر النصارى، وهو: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد والذي ذكره المصنف - رحمه الله - في بيان أنه لا يجوز اتخاذ القبور مساجد، وأن هذا شرك ووسيلة إلى الشرك الأكبر، واتخاذها مساجد بمعنى أن يصلي عندها، أو أن يتحرى الصلاة عندها، أو أن يتحرى هذا الموضع للعبادة واعتقاد أنه أفضل للدعاء أو أن يصلي إليها، فلا يجوز اتخاذها مساجد، وكل موضع صليت فيه فهو مسجد، وليس المراد البناء عليها فالبناء عليها أقبح وأقبح لكن كل موضع يصلى فيه فهو مسجد، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: أيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره يعني موضع الصلاة، يصلي في أي موضع، فكل موضع يُصلى فيه فهو مسجد لموضع للصلاة.

قال: لا تصلوا على القبور ولا تصلوا إليها كما في حديث ابن مرثد الغنوي عند مسلم.

فلا يجوز اتخاذ القبور مساجد؛ ولهذا شدد -عليه الصلاة والسلام- وأخبر أن اليهود والنصارى ملعونون؛ لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وفي لفظ آخر أنه في حديث جندب بن عبد الله أنه أوصى قبل موته بخمس: ألا إن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك .

أخبر أنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، وهذا تكاثرت به الأخبار عنه -عليه الصلاة والسلام- وأن هذا هو من أعظم الفتن، الفتنة التي تؤدي إلى الشرك، فتنة القبور، وفتنة أخرى فتنة الصور، وقد حذر -عليه الصلاة والسلام- من هاتين الفتنتين العظيمتين: فتنة القبور وفتنة الصور، وأعظمهما وأشدهما فتنة هي فتنة القبور، وفتنة الصور وسيلة إلى فتنة القبور وعبادة القبور، وحذر -عليه الصلاة والسلام- من اتخاذ قبور الأنبياء مساجد فكيف بقبور الصالحين ؟! فالأمر فيه أشد فهذا مما يجب صيانة الصلاة لئلا تكون في هذه المواضع، وأن من تحرى الصلاة أو تحرى الدعاء أو تحرى اتخاذ هذه المواضع وأنها أرجى إجابة فإنه يكون قد اتخذها مسجدا حينما صلى عندها أو دعا عندها.


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------