اهلا وسهلا بالأخ الحبيب عبدالرحمن ... واسمحلي ان اهديك

وكل عام وانتم بخير

منذ احداث 11 سبتمبر واصبح الحديث عن الجهاد والمجاهدين تهمة .. فالاعلام الدولي والأمريكي تحديدا استغل الحادثة في اضفاء الصفة الأجرامية على العمل " الجهادي " الذي كانت تباركه امريكا وتدعمه وتطالب الدول العربيه في تجنيد ابنائها في سبيله كما حدث في افغانستان في وقت مضى .. والدول العربيه تحديدا وجدت نفسها محرجة من تساؤلات بلغت حد التدخل من الدول العظمى في الحديث عن ابنائهم من المجاهدين في الخارج وضرورة اتخاذ الآليات اللازمة " لردعهم " والا فقائمة " محور الشر " يمكنها اضافة عدة دول أخرى .. والجهاد اصبح رايه يرفعها الصادقين والدجالين في آن معا ،،،


مع مثل هذه الظروف تحركت عدة قوى " اعلامية " خارجية وداخلية للاستفادة من الأحداث ورسم ملامح جديدة في الخارطة العربية تحديدا .. من خلال التالي :

1 - تغيير الخطاب الاعلامي للأقطار العربيه والرسمي منها تحديدا سواء كان خطاب اسلامي او خطاب قومي الى خطابات اكثر ليبرالية وتحررا من اي موروثات دينية او قومية مما يعني ضرورة الخروج من اي عباءة تحمل ثوابت دستورية تنبع من شخصية مجتمعنا العربي المسلم .

2 - الترويج لثقافة جديدة بعيدا عن موروثاتنا وقيمنا الدينية والاجتماعية من خلال بناء اجيال قادمة لا تحمل اي هوية او ملامح شخصية تمت لبيئتنا بصلة .

3 - الحد من تنامي الفكر الاسلامي .. ذلك الفكر الذي أخذ في النمو والأزدهار وتمكن من تخريج كوادر قادرة على وضع حلول اجتماعية واقتصادية لكثير من المشكلات مما يوثق من علاقة الافراد في حقيقة ان " الاسلام " رسالة شمولية وليست مجرد طقوس تعبدية .. خاصة وان هذا الفكر تمكن خلال الخمسين سنة الماضية من تحييد قوى فكرية عديدة وتمكن من مواجهة كل دعاوى التغريب والشبهات التي تثار حوله مما زاده قوة في الطرح وحجة في الحوار واكسبه مزيد من الخبرات في جوانب متعددة ... يكفي ان مع كل انتخابات تجري نجد من يحملون الافكار الاسلامية يكتسحون .. من كان يتخيل ان الاسلاميين في الجزائر يكتسحون الانتخابات في حقبة التسعينات والتي كان ينظر اليها انها امتداد للآراضي الفرنسية !! ومن كان يتخيل ان الاسلاميين في تركيا يكتسحون الانتخابات لدورات عدة في الوقت الذي كان ينظر اليها الى انها اوروبيه محظة !!

4 - محاولة بث الخلافات وتنميتها بين القيادات والمجتمعات العربية والاسلامية لتأصيل ثقافة " القطرنة " .. انا لا اسمع سوى للعلماء اليمنيين غيرهم لا اثق بهم .. قطر كانت يمكن ان تتطور لولا العمالة العربية .. في مشاجرة بين اردنيين ومصريين قام مجموعة من الاردنيين بقتل ثلاثة من المصريين بسبب مسلسل باب الحارة الذي تفوق على مسلسل الملك فاروق .. القوات الاماراتية تقتل على حدودها 30 متسلل من اليمن .. اشتباك مسلح في الحدود بين قوات سورية ولبنانية نتج عنه سيطرة القوات السورية على مدينة بعلبك ولا عزاء للبنانيين .. وافد جزائري يسطو على منزل عائلة سعودية ويقتل افرادها .. الخ .. هذه نماذج تصنع الكراهية والحقد بيننا وتأصل في كل منا الخوف من الآخر وعدم الثقة به ،،

5 - ممارسة نوع من التخدير على عقولنا من خلال تسليط الضوء على قضايا لا تمثلنا من قريب او بعيد .. مكياج نانسي كلوب .. ورقصة هيفاء حمور .. ومشكلة اليسا خنزور ... الخ هي قضايا فرضت واقعها علينا الى جانب انها نماذج يروج لها الى انها قدوة بسبب ما حققته من شهرة ومال وجمال وعلاقات تمنحك تأشيرة بضربة واحدة الى كل الدول العربية دون قيد او شرط مع ورده ورسالة شكر !! وأخيرا شغل مقدراتنا في البحث عن المتعه " المطلقة " التي وصلت بنا ان نضع بين ايدي امهاتنا صور الراقصات والمغنيات والطلب منهن البحث عن هذه الأجساد التي نطمح الى امتلاكها !!


وهذا ليس غريبا فاعلامنا الآن على هذه الشاكلة بل في ازدياد ونمو وتوسع غريب عجيب .. لماذا روتانا ببلاش .. لماذا MBC ببلاش .. القنوات اللبنانية ببلاش .. جل القنوات العربيه الخاصة المتوقع منها ان تكون بمبالغ مادية تحصل عليها مجانا .. هذا لا يحدث في اي مكان بالعالم !!

من جانب اخر هنالك تغييب واضح لصناعة رموز كاريزمية .. لا تحضرنا اسماء مفكرين او مصلحين او قياديين لا توجد شخصيات في تاريخنا المعاصر تشبع تطلعاتنا واحلامنا وممكن ان نتخذها قدوة حتى ان وجدوا فقد لعنوا بما فيه الكفاية ،،


والحل : الأمل دائما بالله موجود ،،،


شكرا يا عبدالرحمن

والله يعطيك العافية