صحافة " ياصابت يا خابت " عند الإطـــلاع على مــــا تنــشـره الصحافة من أخبار يومية ومن اجل أن يكــون للمتـــابع درايـــة بمــــا يحدث من حوله
يجـــــد أن معـظــــم الـصـحــفـيـيـن ينـتـهـــجــــون منـهـــــج
( يا صــابـــت يـا خــابـــت ) أو ( أكدت مصـادرنــا الخــاصة )
وكــــــلا المنهجين " وجهـــان لعمـــلة واحدة " عملة التوقع
أو نشر ما يُسمــع , أو مـــــا يـثـيــر الشارع بشكــل أو بأخر
" تتعـــدد التسميــــات والمـــــراد واحـــــد " إذا لــخــصــنـــا
مُهمــة الصحــافــــة , نجـــد أن من مهامها إيصال المعلومة
بشكــــل مبسط , ســـــواء كـــان بالاختصــــار , أو بالشكل
المفصـــل ( المهـــم أن يخـــــرج القــارئ بنتيجـــة ) وهــي
فهــــم وإستيعــــاب ما يكتب , وإيصـــال الكلمـــة الصادقـة
والمعلــــومة الحصريــــــــة والإثـــارة التي لا تتوفر إلا لدى
الصحيفــــة الناجحــة باعتبـــار أنهــــا تأتي بكل ماهو جديـد
فالصحافـــــة : إن لم تكـــن وسيـــلة لإيصـــال كلمـة الحق ووسيلة للنقـــد البنّـــــاء ومنبــعــــاً لحريــة الرأي والتعبـيـــر
دونمـــا تـقـييد وهذا في حــــدود الأدب فهي إذاً ستكــــون
طبق مر المضــاق يصعب هضمـــه بسبـب مـا تحتـويـــــــه
من مقـــادير ذات تلفيق و إفتــــراء ومعلــــومـــات وأخبـــــار
يتفاجــــأ الكــــل بعـد أيام أنها لا أســـاس لها من الصحـة !!
فقط وضعهــا الكــاتب ( صـابت أو خـــــابت ) إن صـدفــــــت
تبـــــاهـا بصـــدق ما كتب !! وإن لم تصدف رمـى ذلك على
منهج : (أنا اجتهـــــــدت !! ) هذا هو حـال الصحافة الباهتة
في كــــــل الـــدول والتـــــي امتـــلأت صفحاتهـــا بكلمـــات
الشكـــر والثنـــــاء أو كلمــــات التهجم والإدعاء دون أن يعير
الكتّاب أي اعتبـــار للقـــــارئ الذي يـــــدوخ ألف دوخة حتى
يفهـــم مــــا المقصــود مـــن هذا وما المقصــود من ذاك ؟!
فـهــذا يكتــب من أجــل إرضـــاء ذاك , وأخـــر يكتــــب مـــن
أجل غـــرض مـــا وثالث يكتب من أجــــل حقد دفين بداخله
وما بينهما الضحيــة ( القــــارئ ) وما علـى ( القــــارئ ) إلا
أن يتمعــــن فيمـــا يُكتــب , و لا يُـــــلام إذا شعـــر بالـــدُوار
وسيفهــم بعــــد القــــراءة , أنـــه لـم يفهــــم شـــئ فهـذا
ما تقدمه الصحافة صحـافــة ( أكدت مصـــادرنا الخــــاصة )
مصــادر بعضها تخمين والبعـــض الأخـــر يفتقـــد للـدقــة !!
الصحـــافة الناجحـة ولهـــم كـل احترامــــي وتقــديري بمــا أنهــــم يحافظــون على شـــــرف المهنة !! عمـل الصحفي
كتابة مقــــالات و نقل أخبار وتعبئـــــة أوراق بيضــــاء بمادة
ملونــــه قبــــل أن تـكـــون المادة ملونة , يجب أن تكـــــون
دسمـــة وأقــــرب ما يمكن للمصداقيــــة وعلى الصحفــي
السعــي وراء الخبـــــر ســـواء أكـان يريد السبق الصحفي
أو يريد أن تكـون أخباره ذات دقــــة عاليـــة وهنـا يستوجب
أن يقــــوم البحث عن الخبر وليس الخبــــر من يبحث عنه !
الصحفي الناجــح هو الذي يعـــرف مـــن أيــن تـؤكل الكتف وكيــف يأتـــي في المعلــــومــة كمـا قلت فيــمـــا سبــــق
وهذا لا ينفي أن : هنــاك تقصيـــر من الجهــــات المصدرية
للأخبار لعـــدم التعــامـــل أحيـــــانـــاً بالشكـــل المطلــــوب
والتعتيـــم أحيـانــاً على الخبــر, ولكن الصحفـــي النــاجـــح
يعـــــرف كيــــف يتـغـلـب عـلـــــى تـلــــــك الـعــوائـــــــق !!
الصحفي الذي يعمــــل بضميـــــره , سيتضـــــح للقـــــارئ
بــــأن ذاك الصحفـــــي أجتــــهــــد حتـــــى إذا أخطــــــــأ !!
هذا فيما يخص المادة الإخبارية ،، أما مـــا يخص المقـالات عنــــــد النقد : يجب أن يكون النقد بنــاء لا هدّام بدون تجريح ولـــو لـــزم الأمر القســــوة فــي
النقـــد فعليـــه أن يمـــــرر ذلـــك بيـــن السطــــور ليفهــــم
الشخص المقصـــود ما المقصـــود من الشــــئ الممـــــرر
دون غيــــره ! وأيضــاً , عليــــه أن يبعد دوافعه الشخصية ,
بعيــــداً عن مايكتبه فــــلا يهــــاجم هـــذا وذاك لسبــب أنـه
يحمــــل لـه حقــــد بداخلــه أو يسبـــب لـــه عقـــــــــــدة !!
ويجب على الصحفــــي أن يـبـتـعــد عن التطبيــل والتمجيد
بأشخــــاص ذات منـــاصب أو شــــئ من هـذا القـبـيــــــــل
غــــرضـــاً مـــنـــه بـــأن يستفـــيـــد مــن ذاك الشخـــص !!
فهذا يعتبــــر خيـــانـة للمهنـــــة إن لم تكن في محلهـــــا !!
فــلا يجب أن يستغــــل و يسيّــر قلمــــه لأفكــــار غيـــره !!
فالقلـــم قلمــــه والفكــر فكره هكذاليكون مستقل بذاته !!
و على الحب والمودة نلتقي بإذن الله
بقلم أخوكم / طارق ولد ليبيا عضو شبكة الزعيم
