مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/11/2008, 07:00 PM
العـــــراب العـــــراب غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 08/04/2007
مشاركات: 43
و ماذا بعد الأرق ..

تكملة للموضوع السابق
سهرة في كف الأرق \







كان النوم سريع الهبوط على عينيه التائهتين و المنهكتين في آن معا . فهو إلى نومه بالأشواق لطول الأرق .
مضت الدقائق سريعا على نومه ، لا يدري كيف نام بعد عناء الأرق الرتيب و لكن المهم أنه نام و كفى ، و مضى في نومه سريعا بلا مقدمات سوى أنه و ضع رأسه على وسادته و أسلم مقلتيه للرقاد .



يخرج سليمان من بيته متوجها إلى عمله
، فهو نائب مدير الإدارة المالية للشركة العملاقة ، و لديه جدول حافل هذا اليوم خصوصا أن لديه مقابلات وظيفية مع عدد من المتقدمين ، فهو يحتاج إلى كثير من التركيز و التدقيق لاختيار اثنين من المتقدمين الخمسة الذي وقع عليهم الاختيار المبدئي .


الساعة تشير للسابعة و الربع عند وصول سليمان لمقر عمله ، و هو يمشي في ممرات الشركة و يلقي التحية بكل تواضع و محبة لمن يمر بجانبه و في ذات الوقت يحاول تذكر ملفات المتقدمين و يقارن بين خبراتهم واحتياجات الشركة و هو يعلم أن المقابلة سوف تحدد اتجاهات الاختيار بشكل كبير .




يقوم بالدخول إلى مكتبه و يلقي حقيبته برفق على طاولة المكتب ، و بنظرة فاحصة و دقيقة و سريعة على بريده الإلكتروني يحدد الرسائل التي تحتاج إلى رد سريع ، لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل هذا الصباح ، و يسأل أمين مكتبه عما إذا كان يوجد رسائل له هذا اليوم أم لا ، فتأتيه الإجابة بالنفي ، في ذات اللحظة يأتيه اتصال من رئيس قسم الاستثمارات .

- سليمان " السلام عليكم "

- طلال " عليكم السلام أبا خالد ، صباح الخير "


- سليمان " صباح النور ، ماذا لديك يا أبا ناصر "


- طلال " أبدًا سلمك الله ، أريد تذكيرك بموعد المقابلة مع المتقدمين في غرفة الاجتماعات في الطابق التاسع "


- سليمان " وصل أحد من المتقدمين "


- طلال " هناك ثلاثة من أصل خمسة "


- سليمان " أجل قدموا لهم قهوة أو أي شيء يريدونه و لنبدأ المقابلات على الساعة الثامنة إلا ربعا "


- طلال " خيرًا إن شاء الله "




لحظات يسيرة و تتخطى الساعة بعقاربها الثامنة و اثنين و ثلاثين دقيقة ، يقوم منذر من فراشه فزعا يخشى فوات المقابلة و بحركة لا إرادية تتجه يده نحو الساعة الجانبية الموضوعة على المنضدة ، ازدادت وتيرة ضربات قلبه ، أحس بالخوف من فوات فرصته في المقابلة و في أقل الأحوال الانطباع السيء لدى الموظف المختص ، لم يشعر بمرور الوقت لشدة ما ألم به من تعب .




اتجه سريعا يهيئ نفسه للذهاب إلى موعد المقابلة . و حاول أن يزيل أثر النوم من عينيه و من سائر وجهه الذي يبدو و كأنه خاض معركة مريرة مع الأرق .



غُرُفات من ماء بارد تنساب على وجه منذر ذو البشرة القرمزية كانت كفيلة أن تنشط الدماء في وجهٍ أنهكه الأرق و غيره التعب .



نسمات الهواء اللطيفة تزيد من تبريد وجهه الدافئ ، حتى بعد إن انتهى من غسل وجهه راح يطيل النظر في عينيه عبر المرآة ، و بدأ يحادث نفسه .

"ليس هذا بالوجه الذي يستحق الوظيفة ، و الله لست أظن ، و أنت بذلك الوجه الذي يتراقص النوم على صفحته ، حسنا و لم لا !! يمكن أن أكون أفضل من غيري لهذه الوظيفة ، اسكتي يا نفسي فإني مستخير و الحمد لله و أنا في راحة من هذا التفكير، إن تم توظيفي فحسنٌ ، و إن كانت الأخرى فلعلها خيرة لي ، ..... حسنا ، أغرب وجهك عن المرأة و ألحق بالمقابلة قبل أن يُحلِّق أملك فيها إلى الحضيض "




تحرك من أمام المرآة ، و بعد أن أزال ما بقي من البلل بالمنشفة ، عمد إلى ثوبه و عمامته فلبسهما و أكمل أناقته بقليل من الطيب ، و خرج من بيته متجها نحو الشركة .







انتهى الجزء الثالث





اخر تعديل كان بواسطة » العـــــراب في يوم » 19/11/2008 عند الساعة » 07:29 PM
اضافة رد مع اقتباس