[ALIGN=CENTER]جلــست على الأرجوحــة .. كــطفلة صغيرة ..

أنا ونسيم الفجر العليل والأرجوحة ..

أبذل قصارى جهدي وادفع نفسي بقوة .. لأقطع أكبر مسافة وأصل إلى القمة ..

ثم في لحظة .. أعود لما بدأت منه ..


فهكــذا هي حيــاتنــا ..

نقظة البدء هي نقطة النهاية ..


في الصــغر .. ( طفولة بريئة ) ..


مزيج من اللهو واللعب .. والادراك والتمييز ..

نمشي على أربــع ..

نبصر ونحس ونسمــع ..

ومن الرمــال بيوتاً نصنــع ..

وعند العقاب نــبكي وأعيــننا تدمــع ..


ثــم نــكـبـــر ..


فتتفتح مداركنا إلى ماهو أبعد من الإيطار السابق المحدود ..

فنميز الخطأ والصواب ..

ونعرف الصدق والكذب ..

ونبدأ في رحلة من التســاؤلات ..

من خلــقنا ؟! لماذا نأكل ؟!

لماذا أنا قصير وأبي أطول ؟!!

يطول البحــث ولكن حتماً سيكون لكل سؤال إجابــة ..


ثــم نــكـبـــر ..


نتعلم .. نقرأ .. ننصت .. ونسمع ..

ونؤمر عندها بواجبات لم تكن في السابق مفروضة ..

وتكون لدينا حصيلة معلوماتية جيدة نسبياً ..


وتبدأ ملامح الموهبة بالظهور ..

فإما أن تُنمّى .. أو يُقضى عليها ..


ثــم نــكـبـــر ..


وفي هذه المرحلة ..

يكون شغلنــا الشاغل هو ..

كيف لنا أن نثبت للجميع أننا لم نعد صغاراً ..

لم نعد نحتاج توجيهاً فقد أصبحنا كباراً ..

نريد أن نُستشــار قبل إتخــاذ القـرار ..


ثــم نــكـبـــر ..


نرسم لأنفسنا تطلعاتنا .. وطموحاتنا ..

التي قد تتعدى الواقع فتصــل إلى الخيال ..

ونتخطى بعنفوان الشباب حاجز الـلاممكن ..

فحتماً حينها .. أصبح

الفكر ناضجاً ..

والطرح أكثر موضوعية ..

والعمل أكثر نجاحاً ..

والشخصية قد تبلورت وأصبحت أكثر اتزاناً ..


ثــم نــكـبـــر ..


نتولى المــسؤلية ..

نقرر .. نرشد .. نصحح .. نوجه ..

نُعلِّــم بعد أن كنـــا نتعلم ..


ثــم نــكـبـــر ..


نعود ونسير على أربــع ..

لانبصر ولانسمــع ..

وعند تذكر الآخرة أعينــنــا تدمـــع ..




انقضت بذلك رحلة الحياة .. ماأقصرها من رحلة !!

محطة سرعان ما ودعناها ..

فاحرص واعمل لما ينفعك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ..
فالحياة التي نتشبث بها قد تزول في طرفة عين ..
فلتكن حياتك مزرعة لآخرتك ..
وصلي قبل أن يُصلى عليك ..
وصلي قبل أن يُصلى عليك ..[/ALIGN]