نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   مكتبة ابو فلان الاسلامية ( مواضيع مهمة ومفيدة ) (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=999313)

Özil 10 10/04/2011 05:15 PM

كيف يتوضى ويتطهر من به جروح على مراتب !!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أنه إذا وجد جرح في أعضاء الطهارة فله مراتب.1ـ أن يكون مكشوفا ولا يضره الغسل فهنا يجب عليه غسله.2ـ أن يكون مكشوفا ويضره الغسل دون المسح فهنا يجب عليه المسح دون الغسل.3ـ أن يكون مكشوفا ويضره الغسل والمسح فهنا يتيمم له. 4ـ أن يكون مستورا بلزقة أو شبهها محتاج إليها وفي هذه الحال يمسح على هذا الساتر ويغنيه عن غسل العضو.
(من الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة / ص91ـ92).

Özil 10 10/04/2011 05:17 PM

بحبوحة الجنة
 
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ:

"أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ".

أ أخرجه الشافعي (1/244) ، والطيالسي (ص 7 ، رقم 31) ، والحميدي (1/19 ، رقم 32) ، وأحمد (1/18 ، رقم 114) ، والحارث كما بغية الباحث (2/635 ، رقم 607) ، وعبد بن حميد (ص 37 ، رقم 23) ، والترمذي (4/465 ، رقم 2165) وقال: حسن صحيح غريب. وأبو يعلى (1/131 ، رقم 141) ، وابن حبان (16/239 ، رقم 7254) ، والدارقطني فى العلل (2/65 ، رقم 111) ، والحاكم (1/197 ، رقم 387) وقال : صحيح على شرط الشيخين. والبيهقي (7/91 ، رقم 13299) . وأخرجه أيضًا: النسائي فى الكبرى (5/388 ، رقم 9225) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (3 / 109).

(يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ) ‏أَيْ لَا يُطْلَبُ مِنْهُ الْحَلِفُ لِجُرْأَتِهِ عَلَى اللَّهِ، ‏(وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ) ‏‏قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي أَوَاخِرِ الشَّهَادَاتِ: الْمُرَادُ بِهِ شَهَادَةُ الزُّورِ، عليكم بالجماعة: الْمُرَادُ بِهِمْ أَهْلُ الْعِلْمِ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُمْ حُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ وَالنَّاسُ تَبَعٌ لَهُمْ فِي أَمْرِ الدِّينِ ولَيْسَتِ الجَمَاعَات والأحزاب التي يُكَفِّرْ بَعْضُهَا بَعْضاً ويُضَلِّلْ بَعْضُهَا بَعْضاً وَمَا أَكَثَرهُمْ فِي هَذَا الزَّمَان والله المُسْتَعَان. وأهل العلم موجودون والحمد لله كهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية حفظها الله وحفظ ولاة أمرها .



قوووت القلوب 10/04/2011 05:18 PM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_6r8ju2zx.gif

قوووت القلوب 10/04/2011 05:19 PM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_6r8ju2zx.gif

Özil 10 10/04/2011 05:19 PM

الصحة والفراغ
 
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد خلق الله أجمعين حديثى اليوم معكم عن الصحة والفراغ فهما نعمتان عظيمتان فالصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لايشعر بقيمتها الا المريض وكثير من الناس لا يشعر بهذه النعمة التى وهبها الله له ولا يعرف قيمتها فيصرفها فى اللهو والعبث وكان يتوجب عليه أن يستخدمها فى الأعمال المفيده له ولعامة المجتمع فيجب علينا أن نشكر الله عز وجل على هذه النعمة الجليلة العظيمة ونتمنى من الله أن يديمها علينا ويزيدنا قوة الى قوتنا فسبحانه القائل (لئن شكرتم لأزيدنكم ) وشكر الصحة يكون بالأعمال الصالحة والأقوال الطيبة النافعة . أما النعمة الثانية التى أتحدث عنها فهى نعمة الفراغ فيجب علينا أن لا نهدر أوقات الفراغ فى الأعمال غير النافعة فاذا فرغت من عملك ومن عبادتك اجتهد بالتقرب الى الله عز وجل بنوافل البر وعمل الخير حتى تملأ فراغك بالأعمال الصالحات فيرضى عنك الله عز وجل ففى الحديث عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ) فالغبن فى هذا الحديث معناه البخس فى البيع والشراء فمن ضيع صحته ووقت فراغه فى اللهو واللعب فقد غبن نفسه فباع سلعة غالية ثمينة جدا جدا جدا بثمن بخس حقير لا ينفع ولا يغنى عن صاحبه شىء . أسأل الله أن يديم علينا نعمة الصحة والعافية فى الدين والدنيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


قوووت القلوب 10/04/2011 05:19 PM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_6r8ju2zx.gif

قوووت القلوب 10/04/2011 05:20 PM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_6r8ju2zx.gif

قوووت القلوب 10/04/2011 05:21 PM

http://www.almlf.com/get-4-2011-almlf_com_6r8ju2zx.gif

Milane-92 10/04/2011 06:07 PM

جزاك الله خير ع التذكير

واحرص اهل الغاط على الحضور

انا من الرياض

Özil 10 11/04/2011 12:57 AM

اسرار عقيدة الميزان !
 
سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الميزان شعار العدل، ورمز يرضي من الناس ذوي الفطر السليمة، لذلك يتخذه الناس شعارا للعدل في الأماكن التي يرجى فيها العدل كالمحاكم، وأكثر الناس يرضون به، وهذا الرضا نابع من طبيعة الميزان حيث أن له كفتان ولسان فإذا امتلأت إحداهما مال لسان الميزان تجاهها، وغالب الناس يستسلمون لنتائج أعمالهم طالما كانت معاملتهم بالعدل دون ظلم أو بغي.
ولما كانت الفطرة السليمة ترتضي هذه القاعدة، ولما كان دين الله هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، أخبر عباده انه سيقيم لهم موازين القسط يوم القيامة واخبرهم بأنه لن يظلم أحدا، بل انه قد حرم على نفسه الظلم، واخبرهم أنهم سيحاسبون على ما كسبت أيديهم، وأنها لاتزر وزارة وزر أخرى ، وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى.
فبين سبحانه وتعالى في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، بيانا شافيا؛ أنها ستنصب الموازين يوم القيامة وستعرض عليها أعمال العباد، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في الكفة الأخرى، فمن ثقلت كفة حسناته وخفت كفة سيئاته فاز ونجا، ومن خفت كفة حسناته وثقلت كفة سيئاته خاب وخسر وهلك.
قال تعالى:عن كمال عدله ودقة محاسبته: ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ))(المدثر:38)
((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ))[البقرة:281]
(( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))[غافر:17]
((فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))[يس:54]
وقال تعالى، مبينا وزن أعمال العباد بالقسط: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ () وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ((ôالأعراف (8 ، 9 )
((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) الأنبياء( 47 )
((فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَة )) القارعة (6-11 )
((فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) )) المؤمنون (102 – 104 )
وجاء عند البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين).
ونقل الحافظ في الفتح عن أبي القاسم اللالكائي عن سلمان انه قال : ( يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في احدهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعته)
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يوم تعرضون لا يخفي منكم خافية.

لطف الله بعباده :
ومن رحمته ولطفه بعباده، انه بين لهم هذه الحقيقة بيانا شافيا بما لا يدع مجالا للشك.
فمن ذلك ، انه يسر لهم فعل الحسنات التي ترجح الميزان ورغبهم فيها وحذرهم من السيئات التي تثقل كفة السيئات ونفرهم عنها.
ومنها أن جعل الحسنة بعشر أمثالها، حتى أن العبد يفعل الحسنة فتثقل بقدر عشر مرات على وزنها، بينما جعل السيئة ترجح في ميزان السيئات مرة واحدة على وزنها
ومن ذلك: انه جعل الحسنات يذهبن السيئات، فقال تعالى: (( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))[هود:114]
ومن ذلك: انه جعل الاستغفار يذهب السيئات ويخفف كفتها.
ومن ذلك: انه جعل التوبة النصوح تتبدل بها السيئات إلى حسنات، فهي بذلك تخفف كفة السيئات وتثقل كفة الحسنات في آن واحد، قال تعالى : (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان (70)

ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم :( إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أسلفها و محيت عنه كل سيئة كان أزلفها ثم كان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف و السيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ‌)، أخرجه مالك والنسائي عن أبي سعيد وصححه الألباني في صحيح الجامع

ومن ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى كتب الحسنات و السيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشرة حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة و إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة و لا يهلك على الله إلا هالك) متفق عليه من حديث ابن عباس

ومن ذلك: مضاعفة أجور بعض الأعمال الصالحة بحيث لا تقاومها السيئات؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البطاقة: (يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة و تسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك و تعالى : هل تنكر من هذا شيئا ؟ فيقول : لا يا رب فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ثم يقول : ألك عذر، ألك حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة و إنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة ) رواه ابن ماجة والحاكم عن ابن عمرو وصححه الألباني في صحيح الجامع

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ ،قل هو الله أحد، عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ) أخرجه احمد وصححه الألباني في صحيح الجامع
وغير ذلك

ومن حكمة الله في الابتلاء :
أن جعل كل بني ادم خطاءين ولم يعصم منهم إلا الأنبياء من اجل تبليغ الرسالة ، وذلك ليعلم من يستحق الإكرام فيكرمه ومن يستحق العقاب فيعاقبه، فأما المكرمين، فأنهم كلما عملوا ذنبا أحدثوا استغفارا وتوبة أو عملوا من الحسنات ما تمحي ذنوبهم ، فتخف بذلك كفة سيئاتهم وترجح كفة حسناتهم، وأما الغافلين، فإنهم لم يتعرفوا على هذه المعادلة أصلا، ولم يحسبوا حسابها ، فقال عنهم: (إنهم كانوا لا يرجون حسابا) ، وقال عنهم:( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا)

خطوات عملية:
وبناء على ذلك فعلى كل من يريد النجاة والفوز برضوان الله والجنة وتجنب سخط الله والنار، عليه أن يضع نصب عينيه ثلاثة أهداف أساسية، تكفيه إن شاء الله تعالى من الأعمال الصالحة وتكون بمثابة البرنامج العملي لمحاسبة النفس ، وهي:

الهدف الاول: الترجيح الدائم لكفة الحسنات
الهدف الثاني: المحافظة على الحسنات المكتسبة
الهدف الثالث: التفريغ الدائم لكفة السيئات

ومن وسائل تحقيق الهدف الأول:
1- اغتنام كل الأعمال الصالحة و الحذر من استكثارها
2- تحري أقلها عملا وأكثرها أجرا مثل ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ) ‌ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون و قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ) رواه مسلم ، ومثل قوله تعالى:(( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))الفرقان 70
3- نسيان الحسنات وتعويد النفس عدم ذكرها فإنها ربما دخل عليه الشيطان بكثرة ذكرها حتى يوقعه في العجب الذي قد يؤدي إلى الرياء، واحتساب الأمر عند الله تعالى، فطالما ظن أن الله كتبها فلا يضره بعد ذلك ذكرها للناس.
4- الاستعانة بالله تعالى وعدم الركون إلى العمل وحده وطلب التوفيق منه وانه لا حول له ولا قوة إلا بالله ، وتذكر أنه لو شاء الله ما وفقه ولا شرح صدره ولو شاء ما فقهه في الدين، وتذكر أن العمل يعتمد عليه في كونه سببا لرحمة الله تعالى.
5- الثبات حتى الممات وسلوك السبيل التي تؤدي إلى ذلك من مجالسة العلماء والصالحين والمحافظة على صلاة الجماعة ولزوم المساجد وحلقات الذكر وطلب العلم الشرعي بحسب ما يتيسر وكثرة الدعاء والإلحاح على الله بذلك.

من وسائل تحقيق الهدف الثاني:
1- البعد عن كل ما يحبط الأعمال الصالحة مثل الشرك والرياء والردة وارتكاب نواقض الإسلام، فان ذلك مما يحبط الأعمال الصالحة، فكم يريد المرء من الوقت ومن العمل ليستعيد بعض ما أحبط منها.
2- المحافظة على الحسنات المكتسبة ، والتي قضى عمره في تحصيلها حتى يثقل ميزانه بها ، فيحذر من الغيبة والنميمة وظلم الناس وشتمهم والوقوع في أعراضهم، فان ذلك يجعلهم يوم القيامة يأخذون من حسناته بقدر مظالمهم، فإذا نفدت حسناته اخذ من سيئاتهم فوضعت على سيئاته فوضع في النار، فيحدث أن تفرغ كفة حسناته وتملأ كفة سيئاته.
3- الاستغفار للمؤمنين، وخاصة من يكثر منه الوقوع في أعراضهم ، وذلك أملا في أن يعوضهم بدلا عن الحسنات التي يأخذونها منه يوم القيامة، فيكون ذلك بمثابة من يفتدي نفسه بهذا الاستغفار.

من وسائل تحقيق الهدف الثالث:
1- كثرة التوبة والاستغفار عملا بالأدلة الكثيرة التي توصي بالإكثار من ذلك، فان أثره كبير في تخفيف كفة السيئات وتثقيل كفة الحسنات.
2- تعويد النفس انه كلما أذنب ذنبا، اتبعه بعمل صالح، من صلاة و صيام أو صدقة أو ذكر لله تعالى أو غير ذلك، عملا بقوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ،ذلك ذكرى للذاكرين) هود 114
3- الندم على الخطيئة وتعظيمها ودوام تذكرها والحياء من الله على جرأته عليه، فان ذلك يورثه ذلا لله تعالى وتواضعا لخلقه.
4- تذكر السيئات وعدم نسيانها فلعله بكثرة تذكرها، يحدث منها توبة كلما ذكرها وأورثه ذلك ذلا وانكسارا بين يدي الله تعالى يرفع الله بها درجته ويثقل بها كفة حسناته.

وأسأل الله العظيم أن ينفعني وإخواني بهذه الكلمات فإنها نابعة من قلب أخ لكم يملؤه حبكم ويريد لنفسه ولكم النجاة من سوء المصير، ويحثكم على التأمل في هذه العقيدة المهمة،وكيف أن الكثيرين لا يأبهون بها مع أنها ذات شأن خطير، حتى أنها تؤثر بشكل كبير على سائر أعمالنا ومسيرتنا باتجاه اليوم الموعود.




Özil 10 11/04/2011 12:59 AM

(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)
 
بدا لي وأنا أقرأ قول الله -تعالى-: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) معنى بديع, وهو أن التعبير بهذه اللفظة (وَصَاحِبْهُمَا) من ألطف ما يكون في الحث على بر الوالدين؛ ذلك أن الصحبة في هذه الآية تقتضي الملازمة, ومن شأن الملازمة الدوام على تقلب الأحوال؛ فالصحبة الطويلة يعتريها الملل, والفتور؛ فإذا استحضر الولد هذا الإرشاد الإلهي علم أن لوالديه حقاً عظيماً, فيلزم صحبتهما -وهما أحق الناس بحسن صحابته- بالمعروف.
وذلك يشمل الملاطفة, والمشاورة, والمداراة.
ويشمل كذلك مراعاة أدب المحادثة مع الوالدين؛ لأن طول الصحبة يفضي إلى الملل من جراء تكرار الأحاديث, والوقائع؛ فيسمعها الولد بروايات كثيرة متنوعة, مما يضجره, ويجلب له السآمة؛ فإذا لزم حسن الصحبة لم يظهر الملالة سواء خصه الوالد بالحديث, أو كان حاضراً مع أناس يتحدث إليهم الوالد, حتى ولو كان الحديث معلوماً للولد, مكروراً على سمعه.
ويشمل كذلك الإكرام بالمال خصوصاً إذا كان الوالد محتاجاً, فكم من الأولاد من يقصر في هذا الحق إما تكاسلاً، أو غفلةً, أو بخلاً.
وكم من الأولاد من يقول: إن أبي, أو أمي لا يحتاجان إلى شيء؛ فَيْحَرِمُ نفسه من بركة الإنفاق على الوالدين.
وكم من الأولاد من يقول: إن إخواني أو أخواتي يرفدون والديَّ بما يحتاجان إليه؛ فليسا - إذاً - في حاجة إلي.
وربما قال ذلك جميع الأولاد, فاعتمد كل واحد منهم على الآخر, فخلت يد الوالدين من أي معونة من الأولاد.
فحري بالولد ألا ينسى نصيبه من رفد والديه, ولو كانا غير محتاجين فضلاً عن كونهما كذلك.
وجدير به أن يبادر إلى ذلك ولو كان إخوانه يقومون به, (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ).
ومن حسن الصحبة أن يعين والده على البر والصدقات والإحسان؛ فيحدث أحياناً أن يكون الوالد ثرياً محسناً، ولكنه لا يوفق بأولاد يعينونه على البر والإحسان، بل ربما قطعوا عليه الطريق، وخذلوه عن الخير؛ فإذا هم بالمعروف قالوا له: مهلاً؛ إما خوفاً من ضياع مال والدهم -كما يزعمون- وإما رغبة في زيادة الميراث، أو شحاً بالخير، أو غير ذلك؛ فحقيق على الأولاد ألا يقفوا حجر عثرة في طريقه، بل عليهم أن يعينوه على الخير.
ومن صور الصحبة السفر مع الوالدين.
ومن صورها الرحلة معهما؛ فماذا يضير الابن -على سبيل المثال- إذا جاء الربيع, أو نزل مطر أن يصطحب والده أو والدته أو كليهما ليريا المطر, ويمتَّعا ناظريهما برؤية جمال الطبيعة؟
أليس يقضي الوقت الطويل في صحبة الأصدقاء والمعارف؟
ومن صور المصاحبة في المعروف القيام بإكرام ضيف الوالد, والحرص على راحته حال قدوم الضيف.
ومن ذلك صحبة الوالد إذا طلب منك الصحبة لأي مكان، أو أناس ما لم يكن في ذلك مأثم.
ومن ذلك أن تعرف أصحابك على والدك، حتى يطمئن على سيرك، ويأنس بأصحابك إذا زاروك.
ومن ذلك قضاء حوائج الوالد -أباً أو أماً- بكل ارتياح ونشاط وتَدَفُّع.
ومن ذلك ملاحظته في علاجه، ومراجعاته.
ومن ذلك ألا يتأفف إذا أمره والده دون إخوانه، على حد قول الأول:
وإذا تكون ملمةٌ أدعى لها * وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
بل عليه أن يفرح بذلك، بل يجمل به أن يبادر إلى التنفيذ ولو لم يؤمر.
ويحسن به أن يتحمل جفوة الوالد، وقسوته، وتغير مزاجه.
وجماع ذلك الحرصُ على إدخال السرور عليهما, والبعد عن كل ما يكدر خاطرهما.
فهذه إشارات مما حملته الآية الكريمة من معان, أما تفاصيل الحديث عن البر فليس هذا مجالها.

Özil 10 11/04/2011 01:00 AM

ستخرج من فمك !!! ( صور ) !!
 
في خـضـم مشـاغل حياتنا اليوميـة ، تـمرُ بـنـا مواقف شـتّـى ،
منهـا الإيجـابي ، ومنـهـا السلبـي !!
بعضها يستـدعي منّـا الإبـتـسـامـة ...
والبـعـض الآخــر يجـعـل تعابـير الـوجـه تنقلب رأساً على عقب ،
ويسـتدعي منها الغضب

وتـركـيـزي في هذا الموضوع على تلك المواقف العصيبة التي تمر بنا
ويبـلغ فيـها مـنّـا الغضب مبلغاً لايمكن معه إلاّ أن تستدعي سيارة
الدفاع المدني ( المطـافيء ) !!!

وإليكم بعض الصور :

الصورة الأولى :
وأنت تسير بسيارتك في الطريق وبكل أمان واطمئنـان ،
وإذا بأحدهم بسيارته يدخل أمامك وبكل جرأة ويهمّ بالوقوف
وتبدأ أنت بالضغط على فرامل السيارة وتبدأ علامات الغضب
ترتسم على ملامحك وتبدأ ( تُزبد وترعد ) !!
عندهـا ...ستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...

الصورة الثانية :
تسير بالسوق بصحبة أهلك أو لوحدك لإنجاز مهمة ،
وإذا بك تشاهد بعض الفتيات وقد لبسن العباءات المخصرة
ووضعن العطورات التي تصل رائحتها لبعض الكيلومترات !!!!
وفي الجانب الآخر شباب يتسكع في الأسواق ويعاكس
البنات ، ويسعى لإصطياد الفتيات بكل وسيلة ممكنة ..
لاشك أن مثل هذا الموقف سيغضبك ،
وستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...

الصورة الثالثة :
تقف عند أحد الإشارات ، وتأتي سيارة بجانبك وبها شاب
أو مجموعة شباب وصوت الموسيقى خارج إلى أسوار المدينة !!!
وليس فقط من السيارة !!
وربما تمايل الشباب يمنة ويسرة مع هذه الأنغام !!
عندها ... ستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...

الصورة الرابعة :
في صالات الإنتظار سواءً في مصرف ، مطار أو غيرهما من الصالات
ولن أقول صالة الأسهم
قد يجلس بجانبك من ( يُدخن ) بشراهة !!
وينفث هذه السموم تجاهك مما يضرك ويجعل رائحتك ( كيف الحال ؟ )!!
عندها ...ستنزعج .. وستبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
فقط تابع معي الصورة التالية ...

الصورة الخامسة :
في المسجد ، وفي الصف الأول خلف الإمام ، تستمع للآيات بكل خشوع
وخضوع لله تعالى ، وإذا بصوت ( يُـعـكّـر ) صفو هذا الخشوع ،
ألا وهو صوت نغمات الجوّال ، بل لم يجتهد صاحب الجوال لإغلاقه ،
بل ينطلق جوّال آخر وآخر .. وكأنك عند إشارة أضاءت اللون الأخضر للسير..
عندها ...ستنزعج وتنتظر أن تنتهي من الصلاة ..لتبدأ بإطلاق العبارات من فمك ....
ولكن ... لحظة .. لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..

لاأريد أن أطيل في سرد بعض الصور .. ولكن ..
حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ... ولعل الصورة باتت واضحة للجميع ..

إلى كل من غضب في تلك الصور التي ذكرناها والتي لم نذكرها
وعلى وزنها ...
أنت يامن ستُخرج كلمات السب والشتم والدعاء على كل من أغضبك
تعال معي واستبدل عبارة الغضب ودعائك عليهم
بعبارة أخرى ..
لطالما أنها ( ستـخرج من فـمـك ) ...
فأجعلها دعوةً لهم ... بدلاً من أن تكون دعوةً عليهم
إسأل الله لهم الهداية والسداد ،
ناصحهم بالحسنى وبالحكمة والموعظة الحسنة
لماذا يتفنن البعض بالسباب والشتائم ، ولايتفنن بالدعاء الخيّر
والكلام الطيب ..
وأعرف أن مثل هذا الأمر صعب نوعاً ما على كثير من الناس ..
ولكن لاننس ( إنما الحلم بالتحلّم ... )..

وإليكم مما قاله الشيخ محمد بن عبد الله الدويش حينما أجاب
أحدهم وكان سريع الغضب فكان مما ذكر التالي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم
و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه"
فأخبر أن الحلم يأتي بالتحلم وتعود النفس على ذلك.

ومما يعين على ترك هذه الخصلة، تعويد الإنسان نفسه على كظم
غيظه، وعلى عدم الاستجابة لدافع الغضب، وليس من ضير على
الإنسان أن يغضب، بل الضير أن يستجيب لدافع الغضب، قال صلى الله
عليه وسلم:"الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه، ويحمر
وجهه، ويقشعر شعره؛ فيصرع غضبه".

لنتدرب على مثل هذا الأمر ... وصدقوني سيسره الله علينا
بإذنه تعالى
والله أسأل لي ولكم وللجميع
بالهداية والسداد والتوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Özil 10 11/04/2011 01:03 AM

.:: .. .::: عــظــيـــــم :::. .. ::. .
 

لا إلـه إلاّ الله ....

سُـبـحــانــه .... مــا أعــظـمــه ...

يـغـفر ذنـبا ....

يُـفـرّج كربا ...

يـرفـع قـومـا ....

يـضـع آخـريـن ...

يُـحـيـي مـيـتا ....

يـمـيـت حـيـا ...

يـجـيـب داعـيـا....

يـشـفـي مـريـضـا ...

يـعـز من يـشاء ....

يـذل مـن يـشاء ...

أضـحـك وأبـكـى ....

أمـات وأحـيـا ...

أسعـد وأشقـى ....

أوجـد وأبـلـى...

رفـع وخـفـض ....

أعـز وأذل ...

أعـطـى ومـنـع ....

رفـع و وضـع ...

سلـوة الطـائـعـيـن ....

مـلاذ الـهـاربـين ...

مـلـجـأ الـهـاربـين....

أرغـم أنـوف الـطـغـاة...

خـفّـضّ رؤوس الـظلمـة....

مـزّق شمـل الجـبـابرة...

يــجـبـر كـسـيرا ....

يــغـنـي فـقـيرا ...

الـمـلاذ في الـشـدة....

الأنـيـس في الوحـشـة ...

النّـصـير في القـلّـة ....

سـمع نـداء يـونـس في الـظلمـات...

استـجـاب لـزكريا فـوهـبـه على الـكبر هـاديا مهديا ....

أزال الـكرب عـن أيـوب ...

ألان الـحـديـد لداود ....

سخّـر الـريـح لـسلـيـمـان ...

شـقّ الـبـحـر لـمـوسـى ....

فـلـق الـقـمر لمحمد صلى الله عليه وسلم ...

نـجى هـوداً وأهـلـك قـومـه ....

جـعل الـنـار بـرداً وسلاماً على إبـراهـيـم ...

الـعـزة له ، والجـبروت له ، والمُلك له ، والكبرياء له....

أحـق من ذُكـر ، أحـق من عُــبِـد ، أجـود من سُئل ...

يُرسل الرعد ، ويُرينا البرق ، ويُنشئ السحاب الثقال ....

يُـغيـث المـلـهوف ...

يُـنـزل الـغـيـث ....

التـّـواب الرحيـم ، السميع البـصـير ، العزيز الحـكيـم ...

يُخـرج الحـي من المـيـت ....

يُـخرج المـيـت من الحـي ...

يُـدبّـر الأمــر ....

بـيـده مـلـكوت كل شيء ...

غـافـر الخـطـيـئـات ....

عـالـمٌ بالخـفـيـات ...

أحـاط بكل شيء علـمـا ....

وسـع كـل شيء رحـمـة وحـلـمـا ...

فسبحانه من كبير مُتـعـال ....

( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
22( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)23
( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)24 ...


Özil 10 11/04/2011 01:06 AM


القصة الأولى :
إنك تنظر أحياناً إلى الحيوان في حدائقه التي أنشأها الإنسان له لتتمتع وتتعرف عليه عن كثب فتجد بعضه ينظر إليك بعينين فيهما تعبيرات كثيرة عن أحاسيس يشعر بها ، فتتجاوب معه ، ويتقدم إليك بغريزته ، ويُصدر بعض الحركات ، فيها معان تكاد تنطق مترجمة ما بنفسه ... هذا في الأحوال العادية ... فكيف إذا كانت معجزات أرادها الله سبحانه وتعالى تهز قلوب الناس وعقولهم وأحاسيسهم ؟
ألم يسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا في يده الشريفة ؟ ألم يسمعوا أنين جذع الشجرة ، ويرَوا ميله إليه عليه الصلاة والسلام حين أنشأ المسلمون له منبراً يخطب عليه ؟
وقد كان يستند إلى الجذع وهو يخطب فعاد إليه ، ومسح عليه ، وقال له : ألا ترضى أن تكون من أشجار الجنة ؟ فسكت ..
إذا كان الجماد والطير صافات تسبح وتتكلم ، ولكن لا نفقه تسبيحها أفليس الأقرب إلى المعقول أن يتكلم الحيوان ؟...
اشتكى بعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمَ صاحبه إياه ، وكلّم الهدهدُ سليمانَ عليه السلام ، وسمع صوت النملة تحذّر جنسها من جيش سليمان العظيم أن يَحْطِمها ، والله سبحانه وتعالى – أولاً وأخيراً- قادر على كل شيء ، والرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يخبرنا ، ويحدثنا .
في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ، ولم يكن فيهم صاحباه العظيمان – الصديقُ أبو بكر والفاروق عمر – رضي الله عنهما ، فلعلهما كانا في سريّة أو تجارة ... فقال :
بينما راع يرعى أغنامه ، ويحوطها برعايته إذْ بذئب يعدو على شاة ، فيمسكها من رقبتها ، ويسوقها أمامه مسرعاً ، فالضعيف من الحيوان طعام القويّ منها – سنة الله في مسير هذه الحياة – وتسرع الشاة إلى حتفها معه دون وعي أو إدراك ، فقد دفعها الخوف والاستسلام إلى متابعته ، وهي لا تدري ما تفعل . ويلحق الراعي بهما – وكان جَلْداً قويّاً – يحمل هراوته يطارد ذلك المعتدي مصمماً على استخلاصها منه ... ويصل إليهما ، يكاد يقصم ظهر الذئب . إلا أن الذئب الذي لم يسعفه الحظ بالابتعاد بفريسته عن سلطان الراعي ، وخاف أن ينقلب صيداً له ترك الشاة وانطلق مبتعداً مقهوراً ، ثم أقعى ونظر إلى الراعي فقال :
ها أنت قد استنقذتها مني ، وسلبتني إياها ، فمن لها يومَ السبُع؟ !! يومَ السبُع ؟!! وما أدراك ما يومُ السبُع ِ؟!! إنه يوم في علم الغيب ، في مستقبل الزمان حيث تقع الفتن ، ويترك الناس أنعامهم ومواشيهم ، يهتمون بأنفسهم ليوم جلل ، ويهملونها ، فتعيث السباع فيها فساداً ، لا يمنعها منها أحد . .. ويكثر الهرج والمرج ، ويستحر القتل في البشر ، وهذا من علائم الساعة .
قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبين من هذه القصة ، ومِن حديث الذئب عن أحداث تقع في آخر الزمان ، ومن فصاحته ، هذا العجب بعيد عن التكذيب ، وحاشاهم أن يُكذّبوا رسولهم !! فهو الصادق المصدوق ، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، فكان هذا الاستفهام والتعجّبُ وليدَ المفاجأة لأمر غير متوقّع :
إنك يا سيدنا وحبيبنا صادق فيما تخبرنا ، إلا أن الخبر ألجم أفكارنا ، وبهتَنا فكان منا العجب .
فيؤكد رسولً الله صلى الله عليه وسلم حديثَ الذئب قائلاً :
أنا أومن بهذا ... هذا أمر عاديّ ،فالإنسانُ حين يسوق خبراً فقد تأكد منه ، أما حين يكون نبياَ فإن دائرة التصديق تتسع لتشمل المصدر الذي استقى منه الرسول الكريمُ هذه القصة ، إنه الله أصدق القائلين سبحانه جلّ شأنُه .
ويا لجَدَّ الصديق والفاروق ، ويا لَعظمة مكانتهما عند الله ورسوله ، إن الإنسان حين يحتاج إلى من يؤيدُه في دعواه يستشهد بمن حضر الموقعة ، ويعضّد صدقَ خبره بتأييده ومساندته وهو حاضر معه . لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بعِظَم يقين الرجلين العظيمين ، وشدّة تصديق الوزيرين الجليلين أبي بكر وعمر له يُجملهما معه في الإيمان بما يقول ، ولِمَ لا فقد كشف الله لهما الحُجُبَ ، فعمَر الإيمانُ قلبيهما وجوانحهما ، فهما يعيشان في ضياء الحق ونور الإيمان . فكانا نعم الصاحبان ، ونعم الأخوان ، ونعم الصديقان لحبيبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريان ما يرى ، ويؤمنان بما يقول عن علم ويقين ، لا عن تقليد واتباع سلبيّ.
فأبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدّقه حين كذّبه الناسُ ، وواساه بنفسه وماله ، ويدخل الجنة من أي أبوابها شاء دون حساب ، وفضلُه لا يدانيه فضلٌ .
والفاروق وزيره الثاني ، ولو كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبيٌّ لكان عمر . أعزّ اللهُ بإسلامه دينه ، ولا يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجّاً غيره .
كانا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وكثيراً ما كان عليه الصلاة والسلام يقول :
ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .
فطوبى لكما يا سيّديّ ثقةَ رسول الله بكما ، وحبَّه لكما ، حشرنا الله معكما تحت لواء سيد المرسلين وخاتم النبيين .
وأتـْبَعَ الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلم قصةَ الراعي والذئب بقصة البقرة وصاحبها ، فقال :
وبينما رجل يسوق بقرة – والبقر للحَلْب والحرْث وخدمة الزرع – امتطى ظهرها كما يفعل بالخيل والبغال والحمير ، فتباطأَتْ في سيرها ، فضربها ، فالتفتَتْ إليه ، فكلّمَتْه ، فقالت: إني لم أُخلقْ للركوب ، إنما خلقني الله للحرث ، ولا يجوز لك أن تستعملني فيما لم أُخلقْ له .
تعجّب الرجل من بيانها وقوّة حجتها ، ونزل عن ظهرها ...
وتعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سبحان الله ، بقرةٌ تتكلم ؟!
قالوا هذا ولمّا تزل المفاجأة الأولى في نفوسهم ، لم يتخلّصوا منها ... فأكد القصة َ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم حين أعلن أنه يؤمن بما يوحى إليه ، وأن الصدّيق والفاروقَ كليهما – الغائبَين جسماً الحاضرَين روحاً وقلباً وفكراً يؤمنان بذلك .
رضي الله عنكما أيها الطودان الشامخان ، وهنيئاً لكما حبّ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكما وحبُّكما إياه .
اللهمّ إننا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر ، فارزقنا صحبة رسول الله وأبي بكر وعمر ، يا رب العالمين ....
البخاري مجلد – 2
جزء – 4
كتاب بدء الخلق ، باب فضائل الصديق وعمر

Özil 10 11/04/2011 01:07 AM

- قال الأب : سمعتك يا بني أمسِ تقول لوالدتك : أنا خير من سعيد ، حفظ الآيات المطلوب حفظها في ثلاثة أيام ، وحفظتها في يوم واحد ، فأنا أكثر ذكاءٍ منه .
- قال الولد : نعم يا أبي ، لقد قلت هذا .. فهل تراني أخطات ، ولم أتعدّ الحقيقة ؟
- قال الأب : وقلتَ مرة : إن والدك مدرّس قدير ، ينظر الناس إليه باحترام وتقدير ، أما خالد فوالده عامل في متجر جدك ... أليس كذلك ؟.
- قال الولد : بلى ، لا أنكر ذلك ..فهل من مأخذ عليّ ؟.
- قال الأب : إن قلتَ هذا من قبيل الفخر بنفسك ، والتعالي على الآخرين قاصداً الحطّ من الناس والترفـّع عليهم فقد أقحمتَ نفسَك في النار – لا سمح الله - دون أن تدري ، فإنّ أحدنا يتلفّظ بالكلمة لا يلقي لها بالاً تقذفه في جهنّم سبعين خريفاً .
- قال الولد : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، وأستغفر الله أن أقول ما يغضبه .
- قال الأب : إنّ الإعجاب بالنفس والأهل وكثرة المال وجمال الثياب وبهاء المظهر ، والتفاخر بكثرة العبادة يهلك الإنسان .. والعُجْب يا بنيّ محبط للأعمال ، مبعد عن الجنّة ونعيمها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبْر ..." ووضح معنى الكبر فقال : " الكبْر بطر الحق ، وغمط الناس " والغمط الاحتقار والازدراء . وقال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عُتـُلٍ جوّاظ مستكبر " (والعتل : الفظ الغليظ ، والجواظ : الجَموعُ المنوعُ : وقيل المختال في مشيته .) وكان الأولى بك - يا بنيّ – أن تحمد الله أنْ يسّر لك حفظ الآيات القرآنية ، وأن تشكره بالتواضع ... فإن كان أبوك في نظرك ونظر الناس خيراً من غيره فقد يكون في ميزان الله – نسأل الله العافية – أقلَّ بكثير ممن رأيته خيراً منهم .. وقد مدح قومٌ الصدّيقَ رضي الله عنه فقال قولتَه المشهورة : " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون " .
- قال الولد : جزاك الله خيراً يا والدي ومعلّمي ، والله ما كان يخطر ببالي أنني أُغضب الحقّ تبارك وتعالى ، وأعاهدك أنْ لا أعود إلى ذلك أبداً .
- قال الأب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصّ على الصحابة الكرام عاقبةَ مَن يُعجب بنفسه ، فيوردها موارد الهلاك ... وسأذكر لك ثلاثاً منها ، عساها تكون إشاراتٍ حمراء تمنع صاحبها أن يقع في شرّ ما يفكر به ويعمله .

أما القصة الأولى :
فقصة رجل رأى نفسه فوق الآخرين مالاً وجمالاً وحلّةً ... مشى بين أقرانه مختالاً بثوبه النفيس ، وشبابه الدافق حيويّة ، وجيبه المليء المنتفخ مالاً ، تفوح نرجسيّتُه وحبُّ ذاته في الطريقة التي يمشيها ، فهو يمدّ صدره للأمام ، ويفتح ما بين إبطيه ، لا يكاد الطريق يسعُه ، يميل بوجهه إلى اليمين مرّة ، وإلى اليسار أُخرى متعجّباً من جِدّة ثوبه ، وغلاء ثمنه ، يجر رداءَه خيَلاءَ ، يظن نفسه خيرَ مَن وطِئ الثرى ، يكادُ لا يلمس الأرض من خفّته ، يحسب أن العَظَمة إنما تكون بالمادّة والمظهر ، ونسي أنها لا تكون إلا بحسن الأخلاق ونفاسة المخبَر ، وغفَل عن قوله تعالى : " ولا تمْشِ في الأرض مَرَحاً ، إنك لن تخرِق الأرضَ ولن تبلُغ الجبالَ طولاً " وتناسى أنه مخلوق ضعيف ، أصلُه من طين ، ومن سُلالة من ماء مَهين . تناسى أنّ أوّله نطفة مَذِرَةٌ ، وآخرَه جيفةٌ قذرةٌ ، وهو بينهما يحمل العَذَرةَ ... وتناسى أنّه حين صعّر خدّه للناس غضب الله عليه ، لأنه شارك الله في صفتين لا يرضاهما لغيره ، حين قال تعالى " العَظَمةُ إزاري ، والكبرياءُ ردائي ، فمن نازعني فيهما قصمت ظهره ولا أُبالي " بل تناسى كذلك أنه سيصير إلى قبره ، حيث يأكله الدود في دار الوَحشة والطُّلمة ، لا أنيس فيها سوى التقوى والتواضع . وغفَل أيضاً عن مصير الجبّارين المتغطرسين قبله . وقصّة قارون الذي خسف الله تعالى به الأرض قرآن يُتلى .
وقد أخبرنا الرسول الكريم أن هذا الرجل المتكبر خسف الله به الأرض ، فهو يغوصُ في مجاهلها من شِقٍّ إلى شقّ ، ومن مَهوىً ضيّق غلى حفرة أعمقَ منها ، ينزل فيها مضطرباً مندفعاً ، تصدُر عن حركته أصواتٌ متتابعةٌ إلى يوم القيامة جزاءَ تعاظمه وتكبّره ... ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام " إنّ الله أوحى إليّ أنْ تَواضعوا ، حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ . "
الحديث في صحيح البخاري
مجلد 4 جـ 7 باب من جر ثوبه خيلاء

وأما القصة الثانية :
فقد ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني إسرائيل كانا متآخيين إلا أنهما يختلفان في العبادة ، فالأول مجتهد فيها ، يصلُ قيام الليل بصيام النهار ، لا يألو في الاستزادة منها .. يرى صاحبه مقصّراً ، بل مذنباً مصرّاً على المعاصي ، فيأمره بالعبادة ، وينهاه عن المعصية ، ولربّما وجده يوماً يشرب الخمر أو يرتكب معصية ، فنهاه عنها ، وهذا أمر يتصف به المسلم ، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهكذا الدعاة دائماً " كنتم خير أمة أُخرجتْ للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... " .. " ولْتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، ويامرون بالمعروف ، وينهَوْنَ عن المنكر " إلا أن الإنسان حين يتجاوز حدّه ويتألّى على الله فقد أساء إلى الذات الإلهيّة ، ووقع في غضب الله دون أن يدري ، فكانت عاقبته خسراً .
إن العاصي حين أمره العابد أن يفعل الخير ، ونهاه عن المنكر قال له : " خَلّني وربي .. أبُعِثْتَ عليّ رقيباً ؟! " ... هنا نلحظ أمرين اثنين :
1- فقد كان المذنب مصراً على الذنب ، عاكفاً عليه ، متبرّماً من متابعة العابد له بالنصح والمتابعة .
2- وكان أسلوب العابد في النصح فظاً غليظاً أدّى إلى تحدّي العاصي له . والداعية الناجحُ هيّن ليّن ، رفيق بالمذنبين ، يعاملهم معاملة الطبيب الحاني مرضاه ، فيمسح عنهم تعبهم ، ويخفف عنهم آلامهم ، فيدخل إلى قلوبهم ، وينتزع منهم أوصابهم .....
احتدّ العابد من إصرار العاصي على ذنبه ، فاندفع يُقسم : أنّ الله لن يغفر له ، ولن يرحمه ، ولن يُدخله الجنّةَ .... فيقبض الله روحيهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، ،، ويا خسارة من يغضب الله عليه ، إن العابد نزع عن الله صفة الرحمة ، وصفة الغفران ، حين أقسم أن الله لن يغفر للعاصي ...
قال الله لهذا المجتهد : أكنتَ بي عالماً ؟ أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ لأُخيّبَنّ ظنّك ، فأنا أفعل ما أشاء ... وقال للمذنب اذهب فادخل الجنّة برحمتي ... إن الناس جميعاً ، صالحَهم وطالحَهم ، عابدهم وعاصيهم ، لن يوفـّوا الله نعمه ، وحين يدخلون الجنّة يدخلونها برحمته . .. قالها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا له : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال : " حتى أنا إلاّ أن يتغمدَنيَ اللهُ برحمته "
وقال الله تعالى للآخر(للعابد) المتألّي على الله : اذهبوا به إلى النار ... لقد لفظ كلمة أهلكته فدخل النار ولم تنفعه عبادته .
رياض الصالحين باب تحقير المسلمين الحديث/ 1210 /

وأما القصة الثالثة :
فهي رديف المعنى في القصة الثانية ، إذ افتخر رجل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل ، فقال : أنا ابن فلان ، فمن أنت؟ لا أمّ لك . فردّه المعلّم الأول صلى الله عليه وسلّم إلى الصواب بطريقة غير مباشرة ، إذ روى الحبيب المصطفى قصة مشابهة لقصتهما حدثت أما النبي موسى عليه السلام بين رجلين . فقد فَخَر الرجل الأول بآبائه فقال : أنا ابن فلان بن فلان .. حتى عدّ تسعة آباء ، لهم بين يدَيِ الناس في حياتهم المكانةُ الساميةُ غنىً ونسباً ومكانةً .. فمن أنت حتى تطاولني وتكون لي نَدّاً ؟! .
لو انتبه إلى مصير أبائه وأجداده لم يفخر بهم ، إنهم كانوا كفـّاراً يعبدون الأصنام ويتخذونها آلهة. والله تعالى يقول لأمثال هؤلاء: " إنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنّم ، أنتم لها واردون " .. لم يدخل الإيمان قلبَه فدعا بدعوى الجاهلية ، وفضّل أهلَ النار – ولو كانوا أجدادَه – على أخيه المسلم ، فكان مصيرُه مصيرَهم إذ أوحى الله إلى نبيّه موسى أن يقول له : أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم ،لأن المرء يُحشر مع من أحبّ . وقال الثاني : أنا فلان بن فلان بن الإسلام .. فخر بأبيه الذي رباه على الإسلام ، وقطع نسبه قبل أبيه ، فلم يفخر بجده الكافر ، ولم يعترف به ، فلا جامع يجمعه به .
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
هل يلتقي الكفر بالإيمان والظلام بالضياء في قلب واحد؟! شتّان شتّان ، فلن يعلوَ الإنسانُ بنسبه ، ويوم القيامة لا ينفعه سوى عمله " فإذا نُفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون " وقال تعالى كذلك " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وهل ينفع نوحٌ ابنَه ؟ وإبراهيمُ أباهُ ، ورسولُ الله عمَّه أبا لهب ؟ ..
فأوحى الله إلى نبيّه موسى أن يهنئه بالفوز والنجاح حين قال : أما أنت أيها المنتسب إلى والدك المسلم ودينك العظيم فأنت من أهل الجنّة . تعصّبتَ إلى دينك ، وتشرفتَ بالانتساب إليه فأنت منه ، وهو منك .
مسند الإمام أحمد جزء 5 ص 128


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:43 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd