بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





الوفاء هو سمة الكرام وخصلة يتميز بها الشهام ؛ ولغة : هو إستيفاء عهد أو وعد قطعته على نفسك من غير أن يلزمك بحق من الحقوق

أما التسديد فهو إزالة كل دين عليك تجاهـ الغير ؛ وهو إن حدث فلا يدل على خلق رفيع بقدر ما يـُحـَـسِن صورتك أمام الجميع

والذي يهمنا في موضوعنا الرياضي هو ما سيحدث يوم الغد من جمهور الوفاء ونادي الوفاء تجاهـ لاعب خدمهم يوماً ما

إنه اللاعب خالد بن ناصر الرشيد الذي عانى في الفترة الماضية من ظروف صحية جعلت جميع الرياضيين يقفون معه

لكن الوقفة الصادقة التي أعلنها نادي الهلال في التبرع بدخل مباراته ضد فريق الوحدة في دوري زين هي قمة الوفاء

فالكل يعرف أن خالد قد اعتزل اللعب منذ مدة طويلة وقبل إعتزاله انتقل للعب في نادي الرياض ثم نادي الفيحاء

لكن الوفاء الذي لا يحدهـ حد سيتجلى ـ بإذن الله ـ ليلة الأحد وسيقف كل هلالي في ملعب الأمير فيصل بن فهد

وهو يفتخر بحضورهـ وتشجيعه لفريقه لأنه قبل ذلك دفع تذكرة الحضور واحتسبها في ميزان حسناته عند العزيز الغفور

فندائي لذلك الجمهور الذي جلس في أبها بين الزهور وغص به إستاد الملك فهد قبل شهور فأصبح الألاف خارج السور

ندائي لهم ألا يبقوا في تذاكر الغد تذكرة ؛ ويتسابقوا على الخير مثل تسابقهم على المغفرة فحضورهم غداً ليس فقط من أجل الكرة

بل هو حضور من أجل الوفاء وتلبية لأجمل نداء ؛ نداء الخير الذي أمر به أمير الأمراء ؛ أمير جعل من الرياضة مضرباً حسناً لمثالية النبلاء

وحيث أن الشيء بالشيء يذكر فقد أحزنني منظر لاعب سابق يشتكي من عدم تسديد ديونه وإستيفاء حقوقه ؛ حتى طرق جميع الأبواب وهددوهـ بأشد عقاب

واستحقروهـ رغم أنهم وعدوهـ ولكن لم يسددوهـ فتخلقوا بخلق اللئام واستدرجوهـ لبرامج الإعلام لكشف الكذب والإجرام ؛ ولو كان غير صادق لما أقسم بالخالق الرازق

ولأن ربك بالمرصاد لايضيع حقاً بين العباد ؛ فليتهم يعتبرون بالوفاء لخالد الرشيد ويسددون حقوق علي يزيد فلا يعقل أنهم يعجزون عن التسديد أو أنهم يفتقدون لرجل رشيد






خاتمة :


روى الإمام مسلم في صحيحه بكتاب البر والصلة والآداب أحاديث عدة في أبواب متفرقة نسوق منها ما ورد في الباب العاشر تحت عنوان :
(( باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله ))
حيث قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود يعني ابن قيس عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .



وفي نفس الكتاب وهو كتاب البر والصلة والآداب أورد رحمه الله أحاديث في الباب السابع عشر تحت عنوان :
(( باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم ))
حيث قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو عامر الأشعري قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس وأبو أسامة ح وحدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا ابن المبارك وابن إدريس وأبو أسامة كلهم عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .

وفي الباب نفسه يقول رحمه الله : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا زكريا عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

وفي الباب عن الأعمش عن خيثمة عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله .







أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 8 / 3 / 1432هـ