http://img.kooora.com/i.aspx?i=write...a_alagha_1.jpg

مصطفى الآغا


أعتقد أن الأمير سلطان بن فهد قد قدم لكل المسؤولين العرب درسا بليغا في كيفية تحمل المسؤولية فطلب أعفاءه من منصبه بعد خسارتين للمنتخب السعودي أمام سورية والأردن رغم أن الأمير نفسه تم وصفه " بوجه السعد " على الكرة السعودية فوصلت في عهده لكأس العالم مرتين 2002و2006 وكادت أن تصل لنهائيات 2010 وتوجت بطلة للخليج مرتين ( خليجي 15 بالسعودية وخليجي 16 بالكويت ) ونالت وصافة أمم آسيا مرتين 2000 و2007 وتوج الأخضر بطلا للعرب عام 2002 وبطلا للتضامن الأسلامي 2005 علما أنه ليس فقط رئيس أتحاد كرة القدم بل هو الرئيس العام لرعاية الشباب وفي عهده أيضا مئات الإنجازات بكرة القدم للشباب والناشئين وذوي الإحتياجات الخاصة وألعاب القوى وكرة السلة والفروسية وعلى صعيد الأندية السعودية ....

كل هذا وأكثر ومع ذلك آثر الأمير سلطان أن يترك الرياضة من أساسها بعدما أعلن أيضا استقالته من رئاسة الأتحاد العربي لكرة القدم ورئاسة الإتحاد العربي للألعاب الرياضية ورئاسة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والأسلاميين ....

هذا ما حققه الأمير سلطان بن فهد .. فماذا حققتم أنتم حتى تتشبثوا بمناصبكم على حساب الإخفاقات العربية واحدا تلوا الآخر ؟

لماذا تتهمون الشعب " بقلة الوطنية " لأنه أنتقد عملكم .. أليس هو نفسه الشعب الذي رفعكم على الأعناق يوم حققتم أنجازا " عتيقا " بالتأكيد لن يشفع أن يبقى مصدر قوتكم الوحيد بعدما تعب الشعب من تمنينكم له بهذا الأنجاز اليتيم أو أنجازات قليلة قديمة ...

وماذا ينفع التاريخ عندما نقف خلف الآخرين في الحاضر ؟؟؟

أعتقد أن الإستقالة هي أقوى موقف يمكن أن يسجله مسؤول وأقوى تصريح عن تحمل المسؤولية لان أساس كلمة " مسؤول " هو القدرة على قيادة الناس لما فيه مصلحتهم فإن لم تتوفر هذه المصلحة فعلى " المسؤول " أن يضب حقائبه ويترك المجال لغيره وهو بالتالي يتحمل المسؤولية بشجاعة ويفسح المجال لغيره أن يجرب حظه وخبرته ورؤيته الجديدة ...

وعلى ذكر المسؤولية .. فهل من المسؤولية بشئ أن يصرح رئيس بعثة بأن لاعبي منتخبه لم يكونوا رجالا وأنهم تخلوا عن رجولتهم ؟؟؟

وبما أن الرجولة تقتضي قول الحق وتقتضي تحمل المسؤولية فلماذا لايبادر هذا " المسؤول " لتحمل تبعات الأخفاق الآسيوي طالما أنه رئيس البعثة وبالتالي هو مسؤول عن كل مايحدث لها وفيها سلبا أم أيجابا ؟؟؟

هل سمع هذا المسؤول أن قائد السفينة هو آخر من يغادرها وهو من يضحي بروحه لأنقاذ ركابها ونحن هنا لانطالب بالتضحية بالروح ولا بالمنصب بل بتحمل المسؤولية كاملة طالما قبلتم أن تتشرفوا بها .

طبعا الكلام لايحتاج لأسماء لأنني لا اقصد شخصا واحدا فقط بل كل من يفهم من كلمة مسؤولية أنها حقيقة بقائه من المنصب ولتحترق روما بأهلها من بعده .