أجاد صاحب هذا القلم المبدع طارق في طرحه، وكالعادة عميق جدا!
وفقك الله يا أخي
هنيئا للمجلس وإشرافه بفكرٍ كبير وعميق كفكرك...

....

لي تعليق بسيط إن شاء الله:

"أفضل الجهاد كلمة حقّ عندَ سلطان جائر" كما جاء في الأثر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود والترمذي، وللأسف مثل هذا الحديث لا نتعلمه في المدارس بل نأخذ فصولاً كاملة في تقبيل أقدام ولي الأمرِ وإن جار.

والبوعزيزي عملَ عملاً سقطَ من بعده أحد طواغيت العرب، ولعل عمله كعمل أصحاب العمليات الاستشهادية ضد أعداء الأمة في الأراضي الإسلامية المحتلة، لقد دلّ بعمله على الخير، فخرجَ الناس في الشوارع، وطالبوا بحقوقهم، وسقط الطاغية... عسى الله أن يتقبل البو عزيزي في عداد الشهداء...

ومن قُتل دونَ ماله فهو شهيد. لو كان انتحارًا كما يحاول البعض تفسيره، لكان البوعزيز قتل نفسه بسم، أو عصا، أو سكين، في غرفة مؤصدة، وترك رسالة لأهله أنه يأس من الحياة!

ولكن البوعزيزي أشعل بنفسه النار، ليموت ميتة يراه الناس من بعدها، لتستيقظ فيهم كرامتهم الخامدة، وليشعروا أنهم بشر بدون حقوق البشر، وهناك سلطان جائر! مَثَل البوعزيزي كَمَثَل الغلام في قصة أصحاب الأخدود، جعلَ الحاكمَ يقتله باسم الله، بل علمه كيف يقتله! وهنا قتله الحاكم فأدخله الله الجنة.

من الغريب أن يقرن البعض موت هذا البطل بالانتحار خشية إملاق! قبل أن تربطوا الآية بهذه الحدث اسألوا أنفسكم وتفكروا في عمله، هل قتل نفسه خشية الفقر؟ أم أنه أشعل النار في جسده ومشى في الشارع ليراه الناس ويثوروا على الظلم؟ أرجوكم لا يخرج أحد ويتحدث عن عدم معرفتنا للنوايا في هذه الحالة، القضية لا تحتاج لذكاء مستفحل: لو قتل نفسه خشية إملاق، لقتل نفسه في بيته، في الحمام أو في غرفة نومه، بعيدًا عن أعين الناس!

رحم الله أخانا البوعزيزي، وجمعه بالشهداء والنبيين والصدّيقين.

في الختام، هنا تعليق للشيخ القرضاوي، علامة العصر وفقيهه حفظه الله، على موت البوعزيزي:

اوافقك الرأي
البعض يحكم ويتكلم كأن صكوك النار والجنة بيده

لا استطيع ان اقول الا رحم الله أموات المسلمين