الصندوق الأسود للرياضة السعودية تعالوا نحطمه .
كانت أربعة فرنسا عام 98 هي الإعلان الرسمي عن بدء عودة الكرة السعودية في اتجاه الحضيض . توقف المنتخب عام 99 وألتقط ثمانية من أقدام البرازيليين وتوقف ثانية عام 2002 وألتقط ثمانية أخرى من أقدام الألمانيين و أربعة أوكرانية عام 2006 ثم كان ختامها زفتاً هذا المساء بخمسة أهداف يابانية .
رحلة عجيبة بدأت في الثمانينات وانتهت اليوم عصراً ، لتستقر الرياضة السعودية في الحضيض بينما صعدت رياضيات أخرى نحو الأعلى .
سقطت لأنها أساساً لم تقف أصلاً على أرض صلدة . وباتت أسباب السقوط محبوسة في صندوق أسود اختلف الجميع في طريقة تحطيمه .
<FONT face="Arabic Transparent"><FONT size=4>
سقوط مزري يكشف بشكل غير مباشر عن سقوط جماعي غير بسيط في كافة المجالات و الوزارات بدءاً من سقوط مستوى الرياضة وانتهاء بغلاء لقمة الخبز .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comأطلقت الجماهير النار في اتجاه الساسة الرياضيين ، و تنازل وزير الرياضة طوعاً أو كرهاً عن كرسيه بعد أن تساقطت مسامير الكرسي في قطر . <o:p></o:p> و تعلمت الجماهير كيف تثور في وجه الفساد ، ولكنها لم تتعلم بعد أن التغيير لا يأتي في كف مسئول واحد يقوم بدور السوبرمان ليخرج الرياضة من بين الأنقاض . <o:p></o:p> إن الإيمان في سوبرمان يخرج الرياضة المحلية من تحت الأنقاض نكتة تستحق الضحك ، فوضع الأمل في كف شخص واحد هو بمثابة وضع الأمل في كف الصدفة نفسها لتقوم بالمعجزة . <o:p></o:p> العمل الجماعي لا سبيل إلا سبيله ، وهو من جعل من اليابان قوة عظمى في كافة المجالات بما فيها كرة القدم .
<o:p></o:p>
وضع الكفء في مكانه المناسب خطوة أساسية لا يقوم البنيان إلا عليها . أما وضع الحداد مكان الخباز و الخباز مكان النجار و النجار مكان وزير الرياضة ، فسيجعل الخبز صدئاً و الخشب قمحاً مطحوناً ووزير الرياضة خشبة صلدة لها يد توقع بها على القرارات دون أن تعلم على ماذا وقعت و هل فعلت الصواب .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
شئ رائع أن يتعلم الجيل الحالي كيف يثور في وجه الفساد . ولكن هنالك مهارات أخرى يلزم تعلمها . على الجمهور أن يواصل ثورته في وجه الفساد و أن يطالب بالكفء و أن يطالب بالعمل الجماعي والشفّاف في كافة الوزارات بما فيها الرئاسة العامة . قبل ذلك على الجمهور أن يعلم أن كافة الوزارات لا تقل قبحاً و فسادا عن الرئاسة العامة .
في كرة القدم تنهدت الجماهير حزنا على الأمير فيصل بن فهد ظناً منها أن سمعة كرة القدم المحلية قد دُفِنت في قبره إلى جواره .
<o:p></o:p>
و هذه نكتة أخرى مضحكة ، لأن الأمير سلطان بن فهد نفسه كان رفيقاً للمنتخب في معظم انجازاته أيام التسعينات على الأقل. فلا الأمير فيصل ولا الأمير سلطان تخصهما تلك النجاحات وحدهما .
<o:p></o:p>
اللاعبون في تلك الفترة هم من تخصهم النجاحات بشكل كبير . لقد قرروا أن يلعبوا بروح عالية و قرروا أيضاً أن يصنعوا النجاح .
<o:p></o:p>
كان يلعب النعيمة و ماجد و الثنيان والهريفي و سامي و مسعد و الخليوي في المنتخب من أجل الجمهور و المال .<o:p></o:p>
بينما يلعب اللاعبون الحاليون في المنتخب من أجل لا شئ . <o:p></o:p>
كميات كونية من الريالات امتلأت بها أرصدة اللاعبين الحاليين ، فأفسدت روحهم و قتلت شعورهم بالجمهور وبالمال نفسه .
<o:p></o:p>
إدارة رياضية فاشلة سارت بسفينة الرياضة نحو الصخور حتى تحطمت بشكل كامل .
وهي إدارة لم يمارس أصحابها الرياضة قط سوى بعضاً من خطوات السير التي تعودوا ممارستها في المشي من سياراتهم إلى مكاتب عملهم ذهاباً ومجيئاً .
<o:p></o:p> أحدهم متخصص في سلاح المدرعات يملؤها بالبارود والصورايخ ثم يطلقها في الهواء وآخر شاعر و آخر تاجر فنايل و آخر محاسب و كلهم أصحاب قدرات هائلة في المدرعات و الصواريخ و الشعر و الفنايل والمحاسبة ، أما إدارة كرة القدم فهم فيها كعجوز لا تقرأ ولا تكتب وقفت في جامعة أكسفورد تتحدث عن تكنولوجيا النانو . <o:p></o:p> خمس خطوات ربما تقود كرة القدم المحلية نحو النجاح و تجنب الجميع مشقة البحث في الصندوق الأسود للرياضة السعودية عن أسباب سقوطها . <o:p></o:p> الخطوة الأولى : وضع المتخصصين في كرة القدم على كراسي الإدارة لقيادتها نحو النجاح وإعادة قاذف الصواريخ والشاعر والتاجر والمحاسب إلى كراسيهم المناسبة لهم . <o:p></o:p> الخطوة الثانية : تحويل الأندية إلى شركات مستقلة عن الرئاسة العامة كي تتمكن تجارياً من تمويل نفسها بشكل كافي تحت حماية وزارة التجارة . الخطوة الثالثة : إنشاء مدارس رياضية تستقبل الأطفال من سن الثمانية أعوام . <o:p></o:p> الخطوة الرابعة : وضع سقف محدد لأجور انتقالات وعقود اللاعبين ليدفع باللاعب المحلي نحو الاحتراف في الخارج بحثاً عن المال و هنالك سوف تتطور موهبته بشكل أقوى . <o:p></o:p> الخطوة الخامسة : التنظيم الدقيق والعادل لمواعيد الدوري و أنظمة إدارات اتحاد كرة القدم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> طابت أيامكم . <o:p></o:p>