مسعود ، لاعب كرة قدم سعودي ، له طعم ، ولون ، و رائحة .
ذو بنية جسمانية هزيلة ، محشوة بعضلات يابسة ، و رباط صليبي مشتور، و عظام وأسنان ممتلئتان بالبيبسي ، و رئتان ممتلئتان بكثير من دخان المالبورو مع قليل من الأوكسجين .
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comتنتظر مسعود مهمة مثيرة جداً. عليه أن يأتي بكأس آسيا من الدوحة وأن يضعه في مكتب الرئاسة العامة في الرياض وبالتحديد فوق رف الكؤوس القابع تحت أكوام الغبار . هكذا هي المهمة بكل وضوح . <o:p></o:p> <o:p></o:p> بعد أسبوع من الآن ، ستقتلع مسعود طائرة الخطوط من مطار الرياض رفقة زملائه والمالبورو ، وستقذف بهم جميعاً في مطار الدوحة ، ليستقبله شاطئ ساحر ، و هواء عليل ، وملعب للتمارين مذهل ، و فندق مريح ، ومطعم فيه أرز لذيذ وبيبسي بارد، وفي استطاعة مسعود هناك ، أن يخرج علبة المالبورو المدسوسة في جيب سرواله الأخضر وأن يشرع فور وصوله المطار، في تعاطي ما تيسر له من زاده المالبورو صحبة بقية زملائه .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مسعود سيتزود جيداً من زاده ، وسيبذل كل ما أوتي من علب المالبورو في سبيل الإتيان بالكأس . فالخصوم أقوياء جداً و مهرة جداً ، أكثرهم عاد للتو من أوروبا مفتولي العضلات و رشيقي القوام و فسيحي الرئات .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ماذا بوسعك يا صديقي مسعود أن تفعل ، إن تورطت في نزال مع الأرانب اليابانية الرهيبة ذوات الأعين القبيحة و المشدودة في اتجاه آذانها ؟
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مسعود .
قل لي بربك ماذا أنت فاعل إن أنت تورطت في معركة مع أسود الرافدين ذوات الأنياب الحادة و الحوافر الفظيعة ؟
لربما تركلك خارج الملعب بكل قلة أدب دون أن تشعر بك ، كما تركل أنت كرة القدم.
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ماذا أنت فاعل إن أنت تورطت في معركة مع البغال الإيرانية ؟
أظنها ستلصقك بالأرض في مشهد مضحك و مبكي .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ماذا ستفعل يا صديقي مسعود مع كل هذه الكائنات الحية الفظيعة وأنت لا تعدو إلا أن تكون قطاً هزيلاً بينها. أحرق المالبورو رئتيه و هشّم البيبسي عظامه .<o:p></o:p>
أمر يبعث على الرعب . أليس كذلك ؟
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
دع عنك شفط الدخان يا مسعود ولو لدقيقة وأنصت إلي .
<o:p></o:p>
أتدري أنك مسكين يا مسعود ؟ ، أنت قط بائس و مسكين ... أعني هكذا يقولون عنك...
<o:p></o:p>
أرجوك تمهل قليلاً وأفهمني قبل أن تقذفني بعلبة السجائر... سأقولك لك لماذا أنت قط بائس ومسكين .؟
إن حدثت المعجزة وأتيت بكأس آسيا الثقيل الوزن تحمله فوق رأسك الصغير المضحك . هكذا دعنا نتخيل معاً... أقول إن حدث ذلك، فسيقولون مسعود قط بائس لا يتجاوز كونه جندياً يتحرك فوق رقعة شطرنج ، وفق خطط علمية مدروسة لحماية الملك ، ولن يقولون أتى بالمعجزة ، بفضل الأربطة الممزقة فوق ملاعب قطر، والعضلات المتهرئة ، والرئتين المحترقة.
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لماذا تنظر نحوي بعينيك الجاحظتين في دهشة ؟
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اسمع سأقول لك أيضاً ماذا سيقولون إن أنت خرجت من البطولة مبكراً .<o:p></o:p>
سيقولون مسعود قط حقير وتافه ، ولا يستحق حتى أن نشكره على مجهوده البائس ، وسيتحدثون بكل وقاحة عن المالبورو الذي تتعاطه طيلة العام وعن الأرز الذي تلتهمه طيلة العام ، وعن السهر الذي تطيل فيه طيلة العام ، وعن كل القبائح التي تفعلها مع زملائك ...
<o:p></o:p>
أليس هذا كابوساًً يبعث على التقزز والاشمئزاز والرعب ؟
أعني أنه كابوس لا مفر منه إلا بمقدار فرارك الليلة من معسكر القطط .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اسمع يا صديقي... هل ما زلت تفكر جدياً في التورط بالذهاب إلى قطر ؟ <o:p></o:p>
فكر جيداً أرجوك .
...مع كل احترامي وتقديري لكل أخوتي عشاق المالبورو ... هكذا خرجت المقالة من أمشاج قلبي ، و أرجوكم سامحوني إن خطر ببال أحدكم أني سخرت منه ...