
14/12/2010, 11:39 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ حديث الثلاثاء ( 04 ) ] ... ماذا حدث بين الشيـخ والمطـرب ؟! الطفل المعجزة ! كانت هذه الصفة قد التصقت بطفل مصري كفيف يدعى ( طاهر مصطفى ) الذي فاجأ الوسط الفني في مصر والعالم العربي قبل ما يزيد عن عقد من الزمن بصوته الرخيم وحضوره القوي وهو يشدو بأغاني الراحلة ( أم كلثوم ) رحمها الله .. فما كان من الموسيقار الراحل ( محمد عبدالوهاب ) رحمه الله والذي يعده النقاد بمثابة الأب الروحي لفن الموسيقى العربيه في العصر الحديث الا ان اهداه احدى مقطوعاته الغنائية ليصدح ( طاهر مصطفى ) بصوته عاليا وهو يقول : جايين الدنيا ما نعرف ليه ؟ ولا رايحين فين ؟ ولا عاوزين إيه ؟! .. فبلغ صوته على خشبة احدى مسارح القاهرة أذني الشيخ الجليل الراحل : ( عبدالحميد كشك ) رحمه الله والذي كان كفيفا ايضا .. فرد عليه بلهجته المصرية البسيطه والجميلة قائلا من منبر مسجده : علشان تعبد ربنا يا أعمى !
اتذكر جيدا عندما استمعت في ذلك الوقت الى الأغنية أعلاه والمطرب من فقرة الى أخرى يردد مرارا : جايين الدنيا ما نعرف ليه ؟ ولا رايحين فين ؟ ولا عاوزين إيه ؟! ... ووجدت نفسي أسألها : ماذا سوف يكون حالي ان وجدت في هذه الارض وانا لا اعلم ما الحكمة من وجودي .. وبلهجة عامية ( ليش انا موجود ) ؟ تخيل أن تجد نفسك فجأة في احدى مختبرات الطاقة النووية التي لم تتشرف يوما بمعرفتها .. والعلماء من حولك يتناقشون في معادلة رياضية ما .. لا تدري انها معادلة ! ثم يسألك احدهم سؤالا .. فتجيبه لا تدري ! ثم يتسائل آخر عن وجهة نظرك في أمر ما .. فتجيبه لا أدري ! ثم يتعجب ثالث من جهلك ويتسائل : ما المؤهل الذي تحمله ومكنك من الحضور معنا ؟ .. فتجيبه لا أدري ! فيضيق رابع صبرا ويقول لك : طالما لا تدري .. فماذا تفعل هنا ؟ فتجيبه : لا تدري ! هل لنا ان نستشعر مقدار النعمة العظيمة التي أنعم الله بها علينا عندما يقول تعالى في الاية الكريمة : ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ) .. ليست إلا آية كريمه تعرفنا عن غاية وجودنا ! لم تكن كتاب .. لم تكن جزء .. لم تكن حزب .. لم تكن سورة .. بل آية كريمه تجيبك وتدلك على حكمة وجودك التي دفع مئات الآلاف من البشر حياتهم ثمن لمعرفتها ولكن دون جدوى ! تذهب الى المكتبات العامة وتجد مئات الكتب بل الآلاف منها تبحث في سر الحياة .. وفي القرآن الكريم يكمن هذا السر العظيم في آية واحدة !
عندما تضيق بنا الحياة ونشعر ان هنالك ظلم قد وقع على رؤوسنا وان حقنا في الحياة الكريمة لم نستطع ان نناله واننا في بلاء ونحن نعيش ايامنا وليالينا في ألم ومعاناة فعلينا ان نتذكر ( الحكمة من وجودنا ) حتى نتعلم الرضى والصبر وان الغاية من وجودنا هو عبادة الله وان المعاناة التي ابتلينا فيها ليست سوى محطة ننشد من خلالها رضى الله ورحمته وغفرانه .. وعندما تفتح لنا الدنيا ذراعيها وتغدق علينا من خيراتها واموالها وجاهها وقوتها فعلينا ايضا ان نتذكر ( الحكمة من وجودنا ) حتى نتعلم حب الخير ومشاعر الرحمة والاحسان والعدل والتواضع وان الغاية من وجودنا عبادة الله وان الخير الذي غمرنا ليس سوى أداة لنزداد قربا الى الله ،،، ودمتـم في خيـر |