نشهد في الآونة الأخيرة صحوة للمرأة الخليجية على كافة المستويات، كان آخر مظاهرها دخولها إلى حلبات الرياضة، و إحدى تجلياتها تتويج شيخة بحرينية رئيساً لاتحاد رياضي.
10,فبراير 2001, تمام الساعة 01:15 م بتوقيت جرينتش دبي (أ.ف.ب)
- تتسارع الخطوات في الشارع الرياضي الخليجي نحو تفعيل دور المرأة على الأصعدة كافة، الفنية و التنظيمية و الإدارية، بشكل يتواكب مع تطورات العصر و يتماشى مع رغبة المرأة الخليجية في ممارسة الرياضة.
المرأة الخليجية تمارس الرياضة ضمن التقاليد
و بدأت المبادرات تظهر الواحدة تلو الأخرى بإسناد أدوار أكبر للعنصر النسائي في مختلف النشاطات، لأن المرأة الخليجية لم تعد تكتفي فقط بالمراقبة بل تريد أن تدخل غمار المعترك الرياضي بطرقه المتطورة، و تسعى إلى ممارسة الرياضة و خوض المباريات و البطولات كما يحصل في منافسات الرجال.
كما أن المنطقة الخليجية بدأت تشهد أحداثا دولية مهمة تستقطب فيها ابرز نجمات العالم، فالدوحة على موعد مثلا بدءا من الاثنين المقبل مع دورة دولية للسيدات في كرة المضرب هي الأولى في المنطقة، أبرز المشاركات فيها السويسرية مارتينا هينجيس المصنفة أولى عالميا، التي تشارك أيضا في دورة مماثلة في دبي بعدها مباشرة إلى جانب عدد كبير من المصنفات.
و بعد أن كانت مشاركة النساء الخليجيات في نواح جانبية فقط، كالمساهمة في عمل لجان أي بطولة كبرى تنظم في المنطقة، أو العمل ضمن طاقم تحكيمي لمباريات كرة السلة و الكرة الطائرة، باتت الأمور أكثر وضوحا الآن مع دعم من جميع المسؤولين عن الرياضة الخليجية مشاركة المرأة و تعزيز دورها الرياضي.
و التحرر الملحوظ للعنصر النسائي نحو المنافسات الرياضية لا يقتصر على دولة خليجية معينة، بل أن النتائج بدت جلية في البحرين و قطر و الإمارات و غيرها، حتى أن بطولة الأندية الخليجية للرماية التي تقام حاليا في قطر تشهد للمرة الأولى في تاريخها مشاركة نساء من قطر و الإمارات في منافساتها.
كما أن مدينة الشارقة الإماراتية تشهد حاليا البطولة الخليجية الرابعة للسيدات في كرة السلة و الكرة الطائرة.
و يمكن القول أن الوقائع الملموسة التي سجلت في الأشهر الستة الأخيرة تعد قفزة جبارة نحو تسهيل مهمة دخول المرأة بحرية اكبر في هذا المجال، كما أنه يساهم بشكل كبير في استضافة دول المنطقة لنشاطات كثيرة دولية و قارية تكون فيها مشاركة السيدات ضرورية في جميع الألعاب كما سيحصل في دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 التي ستقام في قطر.
و كانت قطر سباقة في هذا المجال من خلال تنظيمها أحداثا عالمية مهمة خصوصا في العاب القوى، فكانت الدولة الخليجية الأولى التي تسمح بمشاركة المرأة في البطولات التي تقام على أراضيها ما رجح كفتها لاستضافة البطولات الكبرى لاحقا.
بدأت المرأة الخليجية بأخذ مكانها في مجال الرياضة
و نالت قطر بناء على ذلك جائزة رئيس الاتحاد الدولي السابق لألعاب القوى الراحل بريمو نيبيولو، لأنها فتحت الباب أمام العنصر النسائي للتنافس على أراضيها.
مبادرة ناجحة
و لاقت المبادرة البحرينية بإشراك فتاتين في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني في أيلول/سبتمبر الماضي، ببطاقتي دعوة طبعا، اهتماما إعلاميا و رسميا كبيرين، لأنها فتحت الطريق أمام تعزيز دور المرأة رياضيا و إعدادها للمناسبات المقبلة.
و كانت البحرينيتان مريم الحلي و فاطمة عبد المجيد، أول خليجيتين تشاركان و لو رمزيا في الأولمبياد، الأولى في ألعاب القوى (100 م) و الثانية في السباحة (50 م حرة).
و ربما شكلت هذه المبادرة الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو تشجيع المرأة الخليجية على ممارسة الرياضة.
مراعاة التقاليد
و أزالت قطر اللغط خلال تقديم ملف ترشيحها لاستضافة آسياد 2006 بان مشاركة السيدات لا تتعارض مع العادات و التقاليد و قال الشيخ سعود بن خالد آل ثاني في حينها أنه لا معوقات أمامهم في تنظيم الدورة و أنهم لن يفعلوا شيئا يتعارض مع العادات و التقاليد في المنطقة خصوصا في ما يتعلق بمشاركة المرأة لإيمانهم كما قال بمشاركتها في جميع مجالات الحياة و منها الرياضة.
و لم يكن من السهل منح قطر شرف تنظيم الآسياد من دون إعلان السماح لمشاركة المرأة في جميع الألعاب الرسمية.
و علق الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي بعد التصويت على الدولة المضيفة على هذا الأمر قائلا أنه تعهد عدم حصول أي مشكلات في شأن مشاركة المرأة في المنافسات رغم أن دخول المرأة في المسابقات الرياضية في المنطقة يلقى تحفظا خصوصا بالنسبة إلى الألبسة المخصصة لذلك، فالعديد من الدول المجاورة لقطر لا تسمح للمرأة بالسباحة أو بالذهاب إلى الشواطيء العامة، لكن الدوحة قدمت ضمانات بأن جميع أنواع الرياضة ستكون مسموحة في الألعاب.
و كان للشيخ تميم بن حمد آل ثاني فور توليه منصب رئيس اللجنة الأولمبية القطرية مؤخرا حول تطوير الرياضة النسائية في قطر و قال أنهم لا يستطيعون إغفال دور العنصر النسائي مطلقا فهو عنصر فعال في المجتمع و لا يستطيع هو ولا غيره أن يغفل دوره، و سنعمل بشكل مدروس على إتاحة الفرصة أمام الفتاة القطرية لممارسة هواياتها بطريقة منظمة يراعى فيها قبل كل شيء الالتزام بالقيم و العادات و التقاليد، إذ يجب أن تكون ممارسة الفتاة للنشاط الرياضي وفق أصول و ضوابط تتناسب مع أصول مجتمعنا التي تربينا عليها.
مناصب إدارية
و دخلت المرأة الخليجية معترك العمل الإداري من أوسع أبوابه أيضا عندما فازت الشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة بالتزكية برئاسة مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة لمدة أربع سنوات، لتصبح بالتالي أول امرأة ترأس اتحادا رياضيا في بلادها.
كما باتت الدكتورة أنيسة علي الهتمي أول سيدة تدخل عضوية مجلس إدارة اللجنة الأولمبية القطرية و المكتب التنفيذي لها أيضا.
و تقول الهتمي التي أعربت عن ثقتها الكاملة في إعطاء العنصر النسائي الرياضي الفرصة في المرحلة المقبلة أن ممارسة الرياضة حق لا يمكن التنازل عنه أو التفريط به في ظل قناعة القيادة القطرية بأهمية الدور الرياضي للمرأة القطرية في بداية الألفية الثالثة.
و تتابع أن الرياضة ليست بعيدة عن الفتاة القطرية فهي تمارسها منذ زمن لكن الجديد هو مشاركتها على صعيد البطولات الخليجية الكبيرة.