بسم الله الرحمن الرحيم
جفّت الينابيع ، وشّلت الأنهر ، وتقشع السحاب ، فعانقت ثمارنا خد التراب
صحى الفلاح المسكين ، وبصحوته نامت أحلامه الوردية ، ليعيش الواقع الأليم
وياليته أطال الرقاد
إلى اللقاء ياآسيا ، إلى اللقاء يا الجنة الخضراء ، حتى سباتنا القادم ، لنا موعد كالعادة .. في الوهم المزهر ليس في الواقع المقفر .
(( لاحول ولاقوة إلا بالله ))
عشرات الألوف ، بحت حناجرهم ، وأُنهكت أجسادهم ، وفرغت جيوبهم ، وتعطلت مصالحهم ، لأجل هلال يظهر في المهم ، ويخسف في الأهم !!
ثمانيةُ أشباح في الملعب ، يقهرون 70 ألف محب وعاشق مخلص ، يستمطرون دموعهم بلا رحمة ، دموع الرجال الحارة المحرقة ، لا دموع المتباكين المتكلّفة المتصنّعة !!
بقي من الفريق ثلاثة فقط ، خبرهم عند مدرسة الهلال لتخريج المخلصين ، وأحدهم له سمّي عند شمّر ، فتشوا عنهم وعضوا عليهم بالنواجذ .
ألا ليت زمن الهواة يرجع ، زمن البساطة ، زمن الروح الشامخة العليّه ، زمن التوقيع على الورقة البيضاء لأجل الفانيلة الزرقاء ، زمن إنتصرت فيه الروح على الموهبة ، والشجاعة على التخطيط .
الله أكبر ، أين يوسف وسامي والرفاق من قبل ، أين من إذا نخيتهم إنتخوا وتجلوا وتجاوزا قدراتهم ليلمسوا حد الخرافة . تراهم في الملعب يتقاتلون ويتنافسون مع بعضهم للظفر بزمام إسعاد الحضور وتفريج كربهم .
أين هم من مهازل العقد الأخير في القارة ، أين هم من المنافسين الأقزام ، والأندية حديثة الولادة !!
زمن الرجال هل من عودة ؟
فنحن أحوج مانكون لكم في هذه الأيام ، لتعود الهيبة ، وتعيدون لنا العزة بإذلال الجبابرة ، كما ركع لأجلكم إستقلال إيران ، وخضع لفنكم كبار كوريا واليابان .
للأسف هذا زمن الهلال المستنسخ . الهلال مثل الهلال ، لكن الروح تختلف !!
قد يكون ماقلته هذياً عاطفياً ، أعدته وأخرجته تفاصيل مهزلة البارحة ، إلا أن بين المقال وبين الحقيقة صفة مشتركة ، هي المرارة .
(( إلى الاعبين الثمانية أقول ))
الهلال بذرة سقاها الرجال بجهدهم وعرقهم ، ومالهم وعملهم ، حتى نمت وبسقت ، وأرخت بظلالها على الوطن والقارة ، فأصبح لعشاقه مصدر سعاده ، ولرواده مصدر فخر وأمان .
أعلموا أن الشعار يحمي صدوركم ، وأزرق اللباس يستر عيوبكم ، ويبرز محاسنكم .
وأعلموا أن من هذه الشجرة المباركة ثمار تأكلون منها ، وأزهار يطيّبكم شذاها ، وتطيب لعيونكم رؤياها
معروفها كبير ، وجميلها منقطع النظير ، لا سخاء كسخائها ، ولا أندى من كفها . ولكن !!
هي شجرة كغيرها من الشجر ، تطلب القليل وتعطي الكثير ، لاتثمر من دون عناية وسقيا ، ولا يسقيها الفوز ولا الخسارة ، فسقياها من العرق ولا غيره ، يُصّب في حوض الملعب ، فتثمر وتظلل ، أما عدا ذلك فلن تجدوا منها سوى الأشواك الطاردة ، فانظروا ماذا ترون ، وبيننا لقاء النصر . لكن تذكروا : العرق مقدم على النتيجة .
(( عبدالرحمن بن مساعد : الهروب يمحق أمجاد الفرسان ))
سمو الأمير أراك إن تخليت عن كرسي الرئاسة تقطع كفك لتزيل ألم إبهامك . أو كأني أراك تختم أجمل لوحات الهلال مستعيناً بممحاة بدل الريشة .
أبداً ياسمو الأمير ما هكذا تورد الإبل ، لكني وغيري من المنصفين نلتمس لك العذر من هول الصدمة ، وأثر الخروج المر ، فأنا أعلم والكل يعلم ، أنك خير من يوردها ، فما زال لمجدك بقية ، وسنة أخرى حبلى بالجديد المفرح بإذن الله .
إلى ذلك الحين سأظل أردد .. يا آسيا :
نام الطريق ياعيوني أنا .. نام الطريق وسهرت أنا
ياخطوة عذبها البعاد .. يادمعة ذوبها السهاد
تعب الطريق ماتعبت أنا .. ماتعبت أنا
عشاق الليالي .. والهوى عشاق
سهروا الليالي .. والنوى المشتاق
عشاق الليالي .. ياحاسين بحالي
طالت مشاوير العذاب .. صارت أمانينا سراب
ياخطوة عذبها البعاد .. يادمعة ذوبها السهاد
تعب الطريق ماتعبت أنا .. ماتعبت أنا
الله يعينك يالأزرق ..
كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.
.
.
.
.
.
.
.
الوضع المتطور
