15/10/2010, 11:12 AM
|
(( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
وسائل الإعلام .. بين الكرام واللئام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
لا شك أن الإعلام بكافة وسائله هو لغة التخاطب في هذا العصر وهو المجال الأوحد لنقل المعلومة والخبر والرأي في ثواني معدودة
وكلما كانت الوسيلة الإعلامية أكثر تشويقاً وجذباً للمتلقين ؛ كلما كان رجع الصدى لما تنقله من معلومات وأخبار وأراء أقوى تأثيراً
لكن التشويق إذا وصل إلى مرحلة التسويق أصبح إسفافاً واستخفافاً بعقلية المتلقي ؛ وهذا ما نلاحظه في الإعلام الرياضي تحديداً
فمن معلومة مغلوطة إلى خبر كاذب إلى رأي من غير أهل الرأي ؛ يتقلب الإعلام الرياضي بشتى وسائله بحثاً عن المادة
والمقصود هو المادة المالية التي تثري جيوب العاملين في الإعلام وليس المادة الإعلامية التي تثري حصيلة المتلقي
فلم يعد المتلقي يفرق بين وسائل الإعلام الرسمية وبين محركات البحث التي تجلب أخبار ولقطات الفضائح
ففي السابق كنا نشاهد اللقاءات مع المجرمين والمدمنين بصورة مظللة لا تظهر معها هيئتهم ووجوههم
أما مع الإعلام الرياضي الحديث فلا نستبعد أن يكون الاستديو التحليلي من مقر إحدى السجون
فبعد أن تحملنا النكرات الذين يظهرون بين فترة وأخرى في القنوات الرياضية وليس لهم تاريخ رياضي مشرف
جاءت الصرعة الأخيرة بظهور أرباب السوابق والمجرمين والمدمنين ليكونوا منظرين وناقدين ومقيمين للحركة الرياضية
والعتب ليس عليهم بل العتب على تلك القنوات التي لم تحترم المشاهدين ولم تحترم مشاعر أهالي وذوي الأشخاص الذين ظهروا
وعزفت بكل لئامة وحقارة ـ بداعي الحرية الإعلامية ـ على وتر حساس يلامس أحاسيس الشفقة والرأفة على ما وصل به الحال للإعلام الرياضي غمز بالرمز :
• يقول الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته الإفتتاحية للمؤتمر الدولي (( مستقبل النشر الصحفي )) :
• " إن الحرية المسؤولة ومراعاة المصالح الدينية والاجتماعية والأخلاقية والحرص على احترام ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها والتنظيمات المهنية صفات يجب أن يتحلى بها الإعلامي النزيه مع المحافظة على الحقوق المادية والمعنوية للأفراد والمؤسسات ومكاسب الأوطان ومقدراته.
• أين ما سبق مما نشاهدهـ في الآونة الأخيرة من إسفاف واستخفاف من قبل العديد من الإعلاميين غير النزيهين
• الإعلامي النزيه أيضاً هو الذي يبحث عن فائدة المشاهد دون مس كرامة الآخرين وعدم احترامهم
• للأسف أن بعض الإعلاميين قد فهم الإعلام الحديث بصورة خاطئة وخلط بين التشويق والتسويق وبذلك ضل الطريق
• الإثارة المفتعلة لا تعدو كونها فقاعة صابون تختفي بعد ظهورها ولا تحدث ضجيجاً
• اللئام يذهبون إلى النسيان ؛ بينما الكرام هم الذين يبقون في الذاكرة مهما طال الزمان
• الإعلام أصبح وسيلة إعدام في أيدي اللئام ؛ بينما هو وسيلة احترام في أيدي الكرام
• لا يوجد فرق بين ذلك البرنامج الذي يأتي بالمغنين والرقاصات والممثلين ويأخذ رأيهم في الرياضة
• ولا بين البرنامج الذي يأتي بالمرضى والمدمنين ويأخذ رأيهم أيضاً ويجعلهم منظرين ونقاد
• الفرق ربما في أن الأول يحرص على إضحاك المشاهد ويحترم ضيوفه والثاني يحرص على إحراجهم بكل وقاحة
• إذا أردت أن تشاهد برنامجاً رياضياً محترماً فعليك (( بمجلس )) الرجال ؛ ويكفي أن فيه عميد المدربين الخليجيين
• بل يكفي أن مذيعه رجل يعرف علوم الرجال ويحترم ضيوفه ويعرف حدودهـ وبالتالي يوقف كل أحد عند حدهـ
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 7 / 11 / 1431هـ |