31/08/2010, 06:22 AM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 06/04/2006 المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
| |
|
غازي يغسل سيارتي..!!
صباح الخير يا أهل الصيد..
أنا كنت أنوي وضع الموضوع هذا في المجلس ولكن ولأني كتبته قبل سنتين في منتدى آخر قلت يمكن الأفضل في الصيد مع أني أنا اللي كتبته.. 
اللي ذكرني في هذا الموضوع هو غازي القصيبي رحمه الله.. 
أنا رحت المواضيع المتميزة وحاولت أضيف الموضوع ولكن ما قدرت 
××× امتلك سيارة أمريكية الصنع.. ولمن لا يعرف فإن السيارات الأمريكية شبيهة بحكوماتها فهي تمثل الطغيان والصلف الأمريكي بقوة مُحَركاتها وضخامة حَجْمها إضافة إلى استهلاكها السخي للوقود.
ضَخَامَة الحجم هذه جَعلتني باستمرار عُرضة للابتزاز من قِبَل مُغسلي السيارات، إذ يُطالبون دوماً بأجر مُضاعف لقاء تنظيفها..!!
بالطبع لستُ من النوع الذي يرضخ للابتزاز إضافة إلى رغبتي في أن تُعاني العمالة الأجنبية من نقص في الموارد المالية فأعلنت الحرب على مُغسلي السيارات وقررت التفكير بجدية في البدائل..
سَائق عائلتنا من النوع الذي "يضل" سعيهم.... وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً.. فهو يظُن أنه يَقوم بالتنظيف بينما الحقيقة أن ما يقوم به له تسمية أُخرى "تلطيخ وتشويه للسيارة".
بعد نقاشات ومُداولات قُمت بها مع "إياي" أجمعنا سوياً أنا ونفسي على أن أقوم بتنظيف السيارة؛ ورغبةً مني وعطفاً على طبقة البروليتاريا "الكادحة" قرّرت أن تُشاركني الخادمة في هذه المَهمَة النبيلة.
بالطبع كما يعلم الكثير من القرّاء بأن بداية غسل المركبة تكون بتبديد ثروات الأجيال القادمة المَائية ثم وضْع المُنَظفات وبعد ذلك تأتي المرحلة الأصعب والأهم والتي لا يُجيدها سوى القلة من الخبراء ألا وهي تجفيف السيارة..!!
أدخلت المركبة إلى فناء المنزل وبعد أن قمت بتنفيذ المرحلتين الأُوَلْ طلبت من الخَادمَة إحضار أي شيء استطيع أن أجفف به السيارة.
على ما يبدو أن الخادمة مُطلعة على الثقافة العربية ومدى احترام العرب للكتب فقد اقترحت علي تجفيف السيارة بأوراق الكتب المُتناثرة في غرفتي الخاصة فرفضت هذه الفكرة البشعة وشرحت لها بكلمات مُبسطة أن الكتب تمثل ثروة فكرية وعقلية ويجب أن لا يتم التفريط فيها؛ إلا أنها دللت على حسن التدبير والذكاء عندما اقترحت تجفيف السيارة بأوراق الصحف المحلية الموجودة بكثرة في مخزن المنزل لمثل هذه الأغراض.
قبل أن نبدأ التجفيف كنت أقوم بفرز الصحف لكي أضمن عدم استخدامنا للصفحات التي يتواجد فيها أحد "طوال العمر" فقد تقوم الخادمة بالوشاية بي بتهمة تحقير النظام وأنا كنت قد قررت بأن لا أدخل السجن قبل أن أتخرج من الجامعة.
الحق يُقال بأن المَهمَة كانت صعبة إذ أنه قلّ أن تخلو صفحة لا تَحْوي صورة أو خبر أو تهنئة أو مدح أو تملق لولاة الأمر ما عدا صفحات التي كنت استغرب عدم وجودهم بها وهي صفحات الجرائم والحوادث..!!
قمت بأخذ صفحات الحوادث وتنظيف الأجزاء الحديدية من الإطارات ثم بقي علي إيجاد صفحات أخرى من الجرائد فوجدت بغيتي في العديد من الصفحات التي بها شكاوى وبحث عن عمل وتقارير عن البطالة المنتشرة.
والغريب أن هذه الأخبار كانت بجانب أعمدة صحفية بها مدح للمسؤولين في صفحات الرأي، ولكي لا أبخس هذه الصفحات وأعمدة الكتاب العرب حقها فإني أعترف بأنها قد أبلت هذه الصفحات بلاءً حسنا في "تلميع" زجاج السيارة.
في إحدى الصفحات وقعت عيناي على صورة لغازي القصيبي؛ في الحقيقة لم يُطاوعني قلبي أن استخدم صورة رجل أقدره وأُحبه في التنظيف إلا أن للضرورة أحكام؛ فأعطيت الصفحة للخادمة وأوعزت إليها بأن هذا الرجل يُريد أن يطرد العمالة الأجنبية من الوطن وكان لذلك مفعول السِحر فقامت بتنظيف السيارة بغازي القصيبي حتى اهترأت الصورة بين يديها..
وبذلك استطيع أن أخرج بعدة نتائج من تجربتي الجميلة في غسيل السيارة:
- بإمكاننا بكل سهولة الاستغناء عن العمالة غير الوطنية وأن نقوم بأعمالهم.
- مشاركة الآخرين في العمل يضمن لك أداء ونتيجة أفضل "بند مشاركة الطبقة الكادحة في أعمالهم".
- تعدد الخيارات يجعلك بمنأى عن ابتزاز من يعرضون أعمالهم عليك.
- أفضل الصفحات في التلميع هي صفحات الكتاب الصحفيين العرب. |
الوضع العادي
