01/08/2010, 10:59 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
موضة التوبة "فنياً!!" أضحك منهم تارة!!
وأبكي لهم تارة!
وأدعو لهم تارة!
وأحياناً أتمنى أن أدعو على بعضهم "أستغفر الله"، ولولا عدم جواز ذلك لفعلت من شدة الألم وتمادي أهل ذلك المنكر!
أحدهم يُمثل في العديد من المسلسلات والأفلام "غير المحافظة" ولكن لم يحظَ بالجماهيرية المشبعة أسوة بأقرانه الذين سبقوه للخطوط الأولى فنياً وجماهيرياً "ولا اعتزاز لهم!".
وآخر لا يكاد يفوته مهرجان داخلي "في بلده" أو عربي وربما عالمي إلا وشارك فيه وصنع كل الملامح البشرية "ابتسامة، استغراب، إعجاب، بكاء وووو!!" إلا وفعلها أمام الكاميرات، ولم يترك نمطاً فنياً ولا لحنياً سواء مبتكراً أو مسروقاً إلا وشارك به!
ومع ذلك لم يحظَ بصرخات المعجبين والمعجبات وأحضان الجماهير الغفيرة وجلجلة مقاعد المسارح لمجرد وجوده.
هذا الصنف "في الغالب" هرب بذكاء تسويقي دنيوي إلى الحل الديني المؤقت "ادعاء التوبة إعلامياً!".
ولا شك أنه سينجح لعلمه بحب الصالحين وفرحتهم لمن يرجع إلى الصواب، محولاً اتجاهه إلى الفن الحلال "يا حليلهم ما أطيب قلوبهم فديتهم.. أقصد الصالحين".
يُعدّون له البرامج واللقاءات ترحيباً له وتشجيعاً لمن خلفه وإثباتاً لذلك الجمهور البريء!
ويقوم بواجبه التسويقي "بوسات وأحضان ودموع بأداء احترافي!!" ونحن نداعب العبرات بنظرات فرح ولهفة أحضان لذلك العائد.
وبعد فترة نُفاجأ بعودته بقوة بعقد عمل سواءً درامياً أو غنائياً بمبالغ أكثر مما كان يتقاضاها سابقاً "قبل مسرحية الخدعة !!".
وهؤلاء ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. ونحن لا نجبره على دخول بستان السعادة ومعالي الأمور والعزة {لا إكراه في الدين قد تبين الرُّشد من الغي ....} الآية.
ولا أنسى أن أحدهم قام مشكوراً "بتقبيل رأس أحد الدعاة حتى كأني أرى الشيخ سيُغمى عليه من بوسات أخينا التائب!! وكأن كل بوسة صفر على يمين مبلغ عقد عمله فنياً !!!".
وكان يقبض في المسلسل الواحد ما لا يتجاوز الـ 150.000 ريال "وأحياناً ما يحلم بها!!" وبعد الأسلوب التسويقي "ادعاء التوبة" أصبح يتقاضى نحو 2.500.000 (مليونين ونصف مليون ريال) للعمل الدرامي الواحد.
وآخر اشتهر نوعاً ما بأغانيه الحزينة، وأعلن التوبة، وفرحنا له رأفة بحاله وحباً له للوصول إلى الخير، وفجأة قالوا إنه انضم إلى عناصر القاعدة في أفغانستان!!
إن كان حقاً ذهب هناك فهو قفز من حفرة إلى أخرى، وتجاوز الصواب، ولم يسِر في الدرب الذي يتربى فيه على السنة المطهرة ويفسخ ثوب الخنا والطرب بالطاعات ويدرِّب نفسه أولاً على جهاد النفس.
وإن كان هذا أسلوب إعلامي مُضخم ومفترى "وأظن أنه الأرجح!" فكيف دخل أفغانستان ووصل بنجاح وبهذه السرعة إلى بؤرة قواد القاعدة!! والآخرون من المجموعات الأقرب هناك والمتمرسون على تلك الظروف القاسية لم يستطيعوا الاقتراب لأسباب أمنية عالمية!!!
الأمثلة كثيرة، ولكن أختم كلامي بالآتي:
1_ هناك مَنْ فارق مزبلة الفن المحرم وصعد إلى معالي النفع، ونفع وانتفع وثبت، نسأل الله لهم الثبات، وهم ليسوا قلة ولا يجهلهم أحد، فقد زادت نجوميتهم بين صفوف الصالحين المصلحين.
2_ يجب على مَنْ ظن أنه نجح في استغلال مشاعر الناس والصعود على أكتاف ميولهم الديني أن يعلم أنه لم يفهم إدراك الناس له ولأمثاله، وأن اطّلاع الناس أصبح واسعاً ولا يُستهان به!!
3- لا إكراه في الدين، ولسنا رقباء على صنّاع الأحداث المزيفة، ولكننا نزيد من يقظة الناس الطيبين ونلوح لمن يأتي بأن يتخذ الصواب ولا يجتهد بنفسه ولا يندفع، وأن يستشير ويعد الحسابات ويبذل الأسباب الصحيحة!
4- مجال الإعلام الإسلامي بفنونه ليس في مجاعة فنية وإعلامية احترافية، بل فيه نجوم لا حصر لهم، وتجد الأغلب فيهم جمع ما بين التميز العلمي والعملي، ولم يكن هارباً للفن بسبب الحاجة المالية!!! حاشاهم.
5_ أبعث حبي وتقديري وإجلالي لمن عاد إلى الله "ولا أحصي لهم عدداً"، وأدعو الله أن يزيدهم من فضله، وأن يعوضهم خيراً، وأن يبارك لهم في دنياهم وأخراهم، وأن يثبتهم على طريق الاستقامة.
6_ الإعلام الإسلامي بفنونه قادم بكل قوة، وجماهيره في تـزايد عجيب، بل وأصبح عالمياً. وأهيب بمن يطمع في الأجر من رب العالمين والمكسب الحلال المبارك أن يتخذ مع الصالحين مقعداً يُفرغ فيه ما في جعبته إن كان موهوباً حقاً!. وسيعرف الفرق ولذة الهدف النبيل.
أخيراً: أُقدم اعتذاري على قسوة كلامي.. ولكن "لا تلوموني؛ زاد الأمر عن حده!!!". |