--------------------------------------------------------------------------------------------------------

وأنا اتابع التفاصيل "الحرجة" التي وضع فيها المدرب البلجيكي ايريك جيريتس نادي الهلال السعودي أبان اعلانه الرحيل لتدريب المنتخب المغربي قبل نهاية عقدة مع النادي السعودي، اتذكر كيف هي المعاناة التي تجرعتها إدارة العين الاماراتي عندما رحل ميتسو هو الآخر لتدريب نادي الغرافة القطري في توقيت كان قد جدد خلاله تعاقده موسمين آخرين مع النادي الإماراتي..

الموقفين لميتسو العين وجيريتس الهلال لا يختلفان في التقييم من حيث عدم الادراك بحجم التأثيرات السلبية التي سيخلفانها برحيلهما المفاجيء، خاصة وان الأهم بالنسبة لهما ما سيحصلان عليه من الجهة الأخرى مع الأخذ في الاعتبار تحملها ما يتبع من تعويضات

في الفترة التي درب فيها ميتسو العين في العام 2002 لم تخلو تصريحات ميتسو من الإشادة بالقيادة العيناوية والمستوى العالي من الاحترافية التي يحظى بها في التعامل، فهو يرى انه يعيش حالة استثنائية إختلفت عن تجاربه السابقة من ضمنها التي عاشها في السنغال...

تلك العبارات من الإطراء اتابع نفسها من البلجيكي جيريتس الذي قال عن الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال انه أفضل رئيس نادي تعامل معه، معززا ذلك بتمنيه ألا يخسرة طيلة حياته..

لقد وضع جيريتس رئيس الهلال في الكثير من المواقف المحرجة مثلما وضع ميتسو الإدارة العيناوية قبل ذلك، وفي النهاية عاد ميتسو مرة أخرى لتدريب المنتخب الاماراتي كما سيعود جيريتس الى السعودية لتدريب احد أنديتها او منتخباتها الوطنية مستقبلا.

للأسف الشديد النظرة الدونية لبعض المدربين الاوروبيين للكرة الخليجية والعربية هي نفسها التي تضع انديتنا في المواقف الصعبة وتجبرهم على النزول عند مستويات لا يتمنون الوصول لها!!

فالعين بالنسبه لجماهيره وقيادته "كيان" لا يمكن المساس بسمعته كما هو الهلال السعودي الذي ولد وسيظل كبيرا في عيون مؤسسية، لكنها حالة من عدم الإكتراث واللامبالاة بتلك "القيم" يتعامل بها بعض المدربين، هي في النهاية اختصارا لنظرتهم الضيقة وتعاليا على أندية رغم ما صنعته لهم من شهرة لم تضف للأندية الكثير مثلما اضافت لهم على المستويين الخليجي والاقليمي..

لم يثمن ميتسو سابقا الثقة التي وضعتها القيادة العيناوية فيه وكذلك جيريتس الذي اساء للصداقة الثمينة التي منحها إياه رئيس الهلال، فالعلاقات و"الحميمية" مع تلك الفئة من المدربين جوانب هامشية لا ترتبط بنفس المعايير التي نحرص ان نوليها كعرب كامل الأحاسيس !!

وعندما اراد جيريتس الاساءة لتلك الصورة الجميلة التي رسمت عنه في مخيلة الهلاليين لم يتردد ان يختار ما سار عليه ميتسو من مسار، فهما في النهاية في رحلة واحدة تظل ملايين الدولارات هدفا لهما لا سواه.　

مقال جمال القاسمي في جريدة استاد الدوحة
من هنا