
19/06/2011, 06:13 PM
|
 | أرسنالي مخضرم من كبار محللين العالميّة | | تاريخ التسجيل: 01/10/2005 المكان: حفر الباطن
مشاركات: 1,992
| |
الحلقة (1) إرهاق مبكّر ما بين المدرسة والتدريبات والواجبات المدرسية
اسأل مشجعي الأرسنال والمنتخب الأسباني وسيقولون لك ان سيسك فابريغاس هو أحد أعظم اللاعبين في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، وربما لا يوافق مدرب مانشيستر يونايتد السير اليكس فيرجسون على هذا الرأي حيث يرى ان فابريغاس سيصبح أعظم لاعب كرة القدم فقط اذا تمكّن من تحقيق ألقاب البطولات الكبرى، وهو ما يوافقه عليه فابريغاس نفسه حيث يقول :" أوافقه 100%، لا أستطيع القول أني لاعب عظيم، ودائماً ما أقول نحن في الأرسنال فريق جيد جداً، لكن لسنا بالفريق العظيم، عندما نفوز بشيء كمجموعة يمكننا القول اننا فريق عظيم، وعندما تفوز بالبطولات الأوروبية وبطولات كأس العالم، دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، يمكنك بعدها ان تقول بأنك ناجح"!.
ربما حقق فابريغاس عددا من النجاحات البارزة مع المنتخب الأسباني، لكن بالنسبة للاعب بمقدراته فان خزينة ألقابه يجب أن تمتلئ بالكؤوس، وهو ما يقلق جماهير الأرسنال .
بالتأكيد يستمتع فابريغاس باللعب تحت اشراف ارسين فينغر، الرجل الذي رعاه منذ ان كان مراهقاً وقدمه الى عالم النجومية، لكن سقوط الفريق في اللحظات الأخيرة موسما بعد الآخر صب مزيدا من الوقود على نار الشائعات بأن لاعب الوسط سيعود الى نادي نشأته برشلونة بحثاً عن الألقاب !.
ولد فرانسيسك فابريغاس سولير في الرابع من مايو 1987 لوالديه فرانسيسك ونوريا، وفي وجود شقيقته كارلوتا عاشت العائلة في ارينياس دي مار، في منطقة ماريسمي ببرشلونة.
المدينة الصغيرة والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة، تعتبر ميناءً رئيسا لصيد الأسماك، وتتميز بأجواء استرخاء، ولعب الرابط العائلي القوي دوراً في حياة فابريغاس، وهو يتذكر طفولته بكل شيء جميل.
والده كان يدير اعمال البناء للعائلة الكبيرة عبر أجيالها، بينما أصبحت والدته مديرة في شركة مبيعات، وكلاهما تابع بفخر كيف تحول ابنهما الى لاعب كرة قدم محترف، وفي الحقيقة فان شغف كرة القدم موجود في جينات العائلة، فقد سبق وان قضى والد فابريغاس فترة اختبار مع نادي برشلونة لكنه لم ينجح في الإنضمام للفريق، ولعب مع نادي كاليلا أحد اندية الدرجة الثالثة!.
كل العائلة كانت من مشجعي برشلونة، وكونه احد حاملي التذاكر الموسمية كان فابريغاس محظوظاً لمعايشة أجواء الكامب نو منذ الصغر، وكان فابريغاس بعمر تسعة أشهر فقط عندما أخذه جده للمرة الأولى للملعب الشهير، وبطبيعة الحال كان قميصه الرياضي الأول هو قميص برشلونة .
شاهد فابريغاس برشلونة وهو يتوج بلقب الكأس الأوروبية على حساب سامبدوريا في العام 1992، وبعد عامين منذ ذلك شاهد الفريق وهو يصل الى نهائي البطولة الأوروبية 1994، ليخسر أمام اي سي ميلان 4-0 ، وهو ما جعله يعايش أفراح واحزان الفريق في سن مبكرة.
ولايزال فابريغاس يملك تذكرة موسمية لملعب الكامب نو، يستخدمها حينما يجد فرصة العودة الى اسبانيا، ولم يفكر ابداً في التنازل عنها او بيعها، وعندما يمنحه مدربه فينغر راحة لا يجد مكاناً افضل من الذهاب الكامب نو ومشاهدة برشلونة يلعب فالنادي سيظل ناديه مدى الحياة .
لقد كان بعمر تسعة أعوام عندما سمع لأول مرة بنادي الأرسنال، وكان يعرفه فقط باللاعبين توني ادمز وديفيد سيمان، بينما كان لاعبه المفضل هو لاعب الوسط الاسباني جوسيب غوارديولا، ممرر الكرات الماهر، كما ان سيسك يرتدي الرقم 4 حالياً مع الأرسنال تيمناً بغوارديولا، والذي ارتدى نفس الرقم خلال أيامه كلاعب مع برشلونة.
في المدرسة، لعب فابريغاس في مواجهة من هم أكبر منه بأعوام، وهو ما ساهم في تقوية عوده، حيث لم تكن الملاعب مهيأة دائماً بالصورة المناسبة، وكثيراً ما كان يتعرض لكدمات وجروح عندما يسقط على أرض الملعب، لكن كان دائماً ما يتحمّس لمواجهة الخصوم الأقوياء، وهذا ما علمه صعوبة ان يكون لاعباً صاحب مهارات وذكاء .
تعلم فابريغاس ان يمرر الكرة سريعاً حتى يتجنّب التعرض للتدخلات العنيفة، برغم انه لم يكن يخشى الدخول في أي التحام، وحتى اليوم يُظهر الاسباني انه لا يخشى الصراع على الكرة، ويقوم بواجبه كاملاً في خط الوسط.
سريعاً ما لاحظ النادي الموهبة المبكرة على اداء فابريغاس وهو يقضي ايامه الأولى مع ناديه المحلي، ماتارو، ورغم الاهتمام المبكر الذي وجده من اندية محترفة الا انه كان يعتقد بان مستقبله سيكون في مهام البناء مع والده، لكن عندما ابدى برشلونة اهتمامه بالتعاقد معه وضمه لنظام المراحل السنية، علم فابريغاس بانها فرصة العمر، فهو لازال في العاشرة من العمر ويجد العالم تحت قدميه.
مواصلة الدراسة مع جدول التدريبات لم يكن أمراً سهلاً على فابريغاس حيث لم يترك له وقت للترويح عن نفسه قليلاً، ويتذكر الاسباني :" كان عليّ النهوض مبكراً كل صباح والذهاب الى المدرسة، والعودة لتناول الغداء ثم أخذ قسط قليل من الراحة، ثم يأتي التاكسي ليأخذ ستة منا الى ساحة تدريب برشلونة، ونتدرب من الساعة الخامسة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساء، ثم نأخذ التاكسي للعودة، بعدها يكون عليّ القيام بواجباتي المدرسية أحياناً حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً، ثم يكون عليّ النهوض مبكراً ايضاً للذهاب الى المدرسة.. استمر الحال على هذا المنوال لخمسة أعوام، لقد كان مرهقاً حقاً".
العديد من اللاعبين الموهوبين يواجهون انخفاضاً في مستوياتهم التعليمية مع تقدمهم في مسيرة كرة القدم الاحترافية، لكن فابريغاس أثبت قدرته على التوفيق بين الجانبين وتمكن ايضاً من النجاح في دراسته، حيث يتذكر :" لم يكن الأمر سهلاً لكن في النهاية تمكنت من تجاوز كل امتحاناتي، بنهاية دراستي تمكنت من اتقان الحديث باللغات الاسبانية، الكاتالونية، الانجليزية وقليل من الفرنسية".
وكان ليونيل ميسي جزءاً من فريق صغار برشلونة بجانب فابريغاس، حيث يقول :" نظام المراحل السنية في برشلونة هو الأفضل في العالم، كطفل يعلمونك ألا تلعب من أجل الفوز بقدر ما تلعب من اجل تنمية مهاراتك كلاعب، كنا نتدرب كل يوم بالكرة، ونادراً ما أجري دون ان تكون الكرة بين قدميّ".
وكثيراً ما كانت مباريات فريق الشباب ببرشلونة تعتبر مباراة من جانب واحد حيث يتذكر فابريغاس ان نتائجها كانت تقارب نتائج مباراة لعبة الركبي.
تطور مستوى فابريغاس بصورة مدهشة وسريعاً ما وجد نفسه ضمن صفوف المنتخب الاسباني لبطولة كأس العالم للاعبين تحت سن 17 سنة، المقامة في فنلندا في العام 2003 .
البطولة وضعت اللاعبين الشباب أمام أنظار العالم، وعرضتهم أمام كبريات الأندية، ودائماً ما يكون هناك الكثير من الكشافين في مثل هذه البطولات، والذين يحضرون على أمل اكتشاف النجم الجديد القادم .
وقد كان الاهتمام الإعلامي المكثف الذي اعقب اختياره المبكر للمشاركات الدولية، أمراً مفاجئاً لفابريغاس، في تجربة جديدة تماماً بالأخذ في الإعتبار ان كل مباريات المنتخب الاسباني سيتم نقلها مباشرة للمشجعين في بلده، وسعد اللاعب الصغير بالإهتمام وطلب التوقعات، وأصبح على أمل بان يكون منتخبه بقدر التوقعات. في حلقة الغد
أولى جوائز الحذاء الذهبي..
القرار الصعب والرحيل للأرسنال..
|