محمد عبدالعزيز الدعيع
لا أرى مقدمة معبرة أفضل من تلك التي ستكون معنونة باسم أسطورة الحراسة الآسيوية مــحــمــد الــدعــيــع
فعند ذكر اسم هذا الرجل تتجمد الحروف و تختفي الكلمات و تضيع العبارات رهبة و خوفا من عدم إيفاء هذا الإنسان حقه
بل عند ذكر اسمه لا أعتقد أنك بحاجة لأن تكلف نفسك في البحث عن شيء تكتبه عن هذا الرجل
فـ اسمه بحد ذاته يغني عن أي وصف مهما بلغ هذا الوصف من جمال
لا أعلم كيف استقبلت خبر وداعه
هو شعور غريب جدا لم أشعر به قط
لم أجد أمامي سوى الدخول إلى محرك البحث Google و الاستمتاع بمشاهدة صور هذه الظاهرة
لعلّي أستطيع أن أخرج نفسي من الصدمة التي انتابتني جرّاء هذا الخبر
و من ثم دخلت إلى موقع youtube لأواسي نفسي قليلا برحيل هذه الظاهرة
و لكنني اكتشفت بأني أرتكب حماقة كبرى .. لأنني عندما أستعرض إعجازاته و إبداعاته أنا هنا لا أواسي نفسي بل أزيد على همّها هم
بالفعل يا لهذه الحماقة
فأنا مهما شاهدت من مقاطع و مهما شاهدت من صور لن يعوضوني غياب أسطورة الأرقام
هذا الإنسان قبل اللاعب الذي جعل من اسمه هيبة و شعار و مضرب مثل
عندما كنت أناقش أي شخص غير هلالي
كنّا نختلف في الأفضلية في خط المقدّمة و الأفضلية في خط الوسط و الأفضلية في خط الدفاع
فلكل منّا رأيه و قناعاته بناء على أرقام أو موهبة أو غير ذلك
و لكن عندما كنّا نصل إلى خط الحراسة فأقسم بمن رفع السماء بلا عمد أننا كنا نتفق و بالإجماع على
مـــحـــمـــد الـــدعـــيـــع
مهما بلغنا من تعصب و مهما بلغنا من عشق لأي نادي سنتفق جميعنا على اسم واحد فقط
ألا و هو الأسطورة و حارس القرن و ظاهرة الأرض محمد الدعيع
في كل مباريات الهلال في العقد الماضي كانت تختلف الأسماء بين المباراة و الأخرى
كانت ترحل نجوم و تعتزل نجوم و لكن بقي اسم محمد الدعيع ثابتا لم يتغير
بل أني أذكر بأن والدي عندما كان يسألني عن تشكيلة الهلال كان يقول لي بالحرف الواحد : حارس أكيد الدعيع و بعدين ..!؟
أي وجود هذا الذي فرضته علينا و أي أمان هذا الذي وهبتنا إيّاه
أدرك بأن لكل زمان دولة و رجال و أن الأساطير التي ترحل سيأتي من يسد مكانها إلا أنت يا أبو عبدالعزيز
قد يأتي من يقف مكانك و سأدعمه و لكني سأتذكّر دوما بأنه يقف خلفا للدعيع و حينها سأقول (الله يرحم أيامك يا بو عبدالعزيز)
سيستمر الهلال بحصد الألقاب بالدعيع أو بدونه لأنه نادي نشأ و تربى على الفوز و الذهب و لا شيء غيرهما
و لكن سيبقى رحيلك مختلف عن أي لاعب آخر لأنك الاستثناء في الحراسة و في الأرقام و في التاريخ
و سأقول لكم لما هو الاستثناء ..
- لم أسمع بحياتي معلق يتغنى بحارس إلا في حالة محمد الدعيع .. لأنه الاستثناء
- لم أرى بحياتي حارس يتفق عليه كل مشجع عاقل كان أو جاهل , متعصب كان أو متزن إلا في حالة محمد الدعيع .. لأنه الاستثناء
- لم أرى بحياتي أي طفل في أي مدرسة يبدع بالحراسة و يقال له : صح يا مبروك أو صح يا وليد أو صح يا السلومي !! إنما يقال له : صح يالدعيع .. لأنه الاستثناء
- لم أرى أي جريدة أو أي موقع أو أي قناة تخصص صفحة أو موضوع أو برنامج لحارس معين إلا في حالة محمد الدعيع .. لأنه الاستثناء
- لم أرى بحياتي شخص من العائلة الحاكمة و لأي دولة يطالب حارس بعدم الاعتزال و هو في سن الـ35 إلا في حالة محمد الدعيع .. لأنه الاستثناء
- لم أرى بحياتي أي فريق ينسب فوزه ببطولة لحارسه إلا في حالة محمد الدعيع .. لأنه الاستثناء
لا أتخيل أي صورة في السنوات الأخيرة لفرقة الهلال بدون الدعيع
الله يصبرنا على فراقك يا أسطووووورة .. وفقك الله و أسعدك كما أسعدتنا
ختاما سأترك لكم هذا الإعجاز لظاهرة الأرض محمد الدعيع لتعلموا حجم هذا الرجل الذي فقدناه
دمتم بزعامة
تركي